فضاء حر

كطفل في حديقة

يمنات

ضياف البراق

أموتُ

لأن وجهكِ المُختلِف لا يفارقني، رغم الغياب
لأنه يتدفق، كالحريق، تحت جِلْدي

لا يتعب مِنّي في الفراغ

يسكر من حزني ولا يَفقدُ الصواب

يدور حولي ويتكرَّر كدقائق الساعة

أموت لأنه يستحوذ على أصدق مساحة في خيالي،
على أكبر ثُقْبٍ في قلبي

لأنه يسترجع أمامي تلك الصور الخائفة
التي لا تطيقها نفسي

يرميني في احتضاراتِ المارّة

في البطون الخاوية في الطريق

في خيالات الأرغفة اليابسة

لكنه لا يئنُّ معي في المنعطفات الليلية

أموت لأنه يغرق داخلي كلما غرقتُ في الكتابة

أعشق فيكِ هذا الاختلاف المُميت

هذه الدهشة المُنفلِتة

التي أتسمّر أمامها دائمًا

مثل الطفل في حديقة الحيوان

أعشق اختلافاتكِ التي تثير تساؤلاتي الكبرى،

خطواتكِ التي تتجاوزني في الموت والحياة

ولا تترك أثرًا في ذكرياتي.

زر الذهاب إلى الأعلى