فضاء حر

التمرد الحر.. التمرد الحقيقي

يمنات

ضياف البراق

مدى حياته يتمرد على كل شيء. لكأنّ هذا التمرد المطْلَق هو وظيفته المقدسة الوحيدة.
يتمرد حتى على التمرد نفسه.

يتمرد حتى في أحلامه، وعلى أحلامه، يتمرد حتى في عزلته، وعلى عزلته، وهكذا.
يتمرد كثيرًا، يتمرد دومًا، يتمرد بلا أي منطق ولا أي مَلل، لكن تمرده عديم معنى، غير إبداعي، غير إنساني.
إنه، بلا شك، متمرد كبير جدًّا!

لكنه، حتى اللحظة هذه، يتمرد لا من أجل النجاة من شيء ما يخنق حياته، ولا من أجل اكتساب قيمة ما لصالح نفسه عديمة القيمة، ولا من أجل إسعاد أحد، بل من أجل أن يكون، دائمًا، لا شيء، ومن أجل لا شيء.

يتمرد، هكذا، لأنه غير مقتنع بشيء، وربما لن يقتنع أبدًا بأي شيء، كما يبدو.

بهذا «التمرد» العبثي، المقرف، المرعب، هو لا يجني شيئًا سوى الموت البحت، يحشد كل ألوان الموت ضد نفسه. متمرد يجد نفسه في الموت، وبالموت، وحسب.

التمرد، إن لم يكن من أجل قيمة ما، ليس تمردًا بل عبودية. التمرد الحقيقي هو التمرد الحر، وتمرده ليس حُرًّا على الإطلاق.

التمرد الحر، قد يلهث أحيانًا وراء الموت ولكن ليس من أجل الموت، بل من أجل الحياة ثم الحياة ثم الحياة…

التمرد الحر، التمرد الحقيقي، هو الذي ينتج الجمال في صميم البؤس، وليس الذي ينتج البؤس من البؤس، أو ينتج البؤس في صميم البؤس من أجل البؤس!
اجعل تمردك إنسانًا وإنسانيًا، وحسب.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى