فضاء حر

كلمة وعشر سواء

يمنات

ماجد الحجاجي

كتبت منشورا طويلا جدا-(يحتوي على ثلاثة آلاف كلمة وأكثر)- ينسف الخرافة نسفا، ويذرها قاعا صفصفا، ملأته بالحجج من مصادر المتشدقين بالدين، ثم بدا لي أن أحذفه وأكتفي بهذه الكلمات:

منافقون وتافهون بامتياز وإن تلبسوا بالدين واحتموا به ظاهريا لأجل التمويه على العامة التي تنخدع بالظاهر عن عفن الباطن.. ولأجل الاستمرار بممارسة ديكتاتوريتهم والسلطة الذكورية على النساء الجاهلات بحقوقهن المصادرة!

تحدثهم عن الإنسانية والشهامة والمروءة ومكارم الأخلاق وعن بناء الإنسان واحترام حريته وتمكينه من حقوقه وتوفير احتياجاته المادية والمعنوية فيصمون آذانهم… وكأنك تكلم حائطا أو تضرب في حديد بارد!

تكتب عن الخيمة يتقافزون لك من كل حدب وصوب..
ما أسفههم وما ألأمهم وما أشد وقاحتهم!
بطيئون عن الخير، سريعون إلى الشر!
وكما قال الشاعر العربي القديم:

سريعٌ إلى ابن العم يشتم عرضه
وليس إلى داعي الندى بسريع

ساقطين عديمي الإنسانية .. يدّعون الشرف وهم بلا شرف وبلا مروءة وبلا أخلاق!

هؤلاء لا يفقهون أنّ تحرير بلدانهم من الفقر والجهل والاستبداد والاستعباد والاحتلال الغربي والإسرائيلي لا يتم إلا إذا حرروا المرأة من قيودها التي فرضوها عليها فرضا، وألزموها بها إلزاما، وجعلوها دينا وهي ليست من الدين في شيء.

والله لو كان الحجاب المزعوم دينا لاحتجبت من هي وزوجها وأبوها خير منكم يا أصحاب السلطة الذكورية.

كانت عائشة بنت طلحة بن عبيدالله لا تلبس الحجاب.. فعاتبها زوجها مصعب بن الزبير في ذلك؛ فقالت له:
“إن الله وسمني بميسم الجمال وأحبّ أن يراه الناس فيعرفوا فضلي عليهم” فسكت مصعب.

المسألة واضحة ولا تحتاج شرحا.
ولو كان الأمر أمر دين لألتزمت به هذه الفاضلة بنت أحد العشرة المبشرين بالجنة، وزوجة ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

يا معشر النساء؛ إن الأغربة الناعقة بالخوف عليكن، ما بهم والله ما يقولون ويدّعون، ولكنهم يخافون أن يفقدوا امتيازاتهم وسلطتهم عليكن.

هؤلاء لا يفقهون إلا عبادة الأجداد، وما أحدثوه من الأوراد، ولا يحفظون إلا سورة الألوان، كما تلاها عليهم الشيطان.

إنهم يحرمون كل ذي لون من اللباس، ويعبدون الأسود كما عبد البقرة بعضُ الناس!

بينما أنتنّ-يا معشر النساء- تلبسن الأسود ظنا منكن أنه فرض، ولا أراه إلا حدادًا على عقول رجال القبيلة التي ران عليها السواد… وإلى الله المعاد!.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى