فضاء حر

العبث بالسياسات الاقتصادية في دول الربيع العربي

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

في كثير من بلدان العالم تظاهرات ضد السياسات الاقتصادية وهي موجهة ايضا نحو الحكومات والادارات السياسية التي يعكس توجهها الاقتصادي انحيازا لصالح الاثريا والبرجوازيات ضدا من مصالح الغالبية من محدودي الدخل والفقراء ..ومعنى ذلك اننا ازاء نظم وسياسات تتخذ اجراءات اقتصادي تشكل قهرا وعنفا ضد الغالبية من الناس خدمة للرأسمالية العالمية واعوانها محليا ..

ويزداد العبث بهذه السياسات الاقتصادية في دول الربيع العربي حيث الاهدار للثروة العامة وغياب الانجازات الاقتصادية بل والخدمية وترك المواطنين وحدهم لمواجهة توحش اقتصاد السوق ..

من هنا تبلور وعي سياسي لدى هؤلاء المتظاهرين في تشيلي وكراكاس وفرنسا وبلاد الربيع العربي التي كانت النواة الاولى فيها مظاهرات لاصلاح الوضع الاقتصادي والسياسي ثم ارتفع سقف المطالب الى التغيير ورحيل النظم او الرؤساء والحكومات ..

هناك اصرار من الرأسمالية المعولمة بانتهاج سياسات تحقق اعلى قدر من الربح دون النظر في مسألتي العدالة و مدى قدرة الغالبية من الشعوب في تحمل كلفة الحياة الاقتصادية التي ترتفع بمعدلات هندسية كل عام ..واذا ما ترافق الغلاء والفقر والبطالة مع القمع وضعف الحكومات او فشلها يكون التغيير السياسي امرا لابد منه ..ولكن هذا الامر لايتحقق الا من خلال بديل سياسي يحمل فكرة وتوجه و رموز جديدة ومغايرة لمن هم حاليا في السلطة ..

من هنا فان تزايد وعي المتظاهرين بالمدنية والدولة الوطنية في لبنان والعراق والجزائر وقبلها اليمن وسوريا وليبيا يعكس وعيا متطورا لدى المتظاهرين مقابل نخب حاكمة لاتستجيب لهم ولا تعباء كثيرا بمطالبهم ..

فلبنان لن تتزحزح النخب الطائفية عن مواقعها وسلوكها بل تتحايل في ترتيبات سياسية تقدم انها تغييرات يقبلها العامة والخاصة لانها تترافق مع تزايد الازمات الاقتصادية التي تقهر الغالبية من الموطنين ومثلها العراق وباقي البلدان ..

نحن ازاء ازمة عالمية تتزايد في عمقها وبؤسها لدى بلداننا العربية حيث النخب السياسية والحزبية لاتعكس خطاباتها ولامواقفها ولا ممارساتها اي ارتباط بالشعب ومصالحه وقضاياه وهمومه..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى