فضاء حر

أنتم من قامرتم بوطن لا نحن

يمنات

أحمد سيف حاشد

عندما كنتم أنتم وخصومكم تقامرون بالوطن، وتغامرون بكل شيء، كنّا نحن نقاوم ونرفض هذه المقامرة.. فركبتم رؤوسكم وجنونكم، وكان الذي كان، ولازالت الكارثة التي حلت علينا أثقالها ووبالها نازلة على رؤوسنا إلى اليوم..

زملتم “ما نبالي ما نبالي..” وأردتموها حربا عالمية، فكانت علينا كذلك، وأنزلتم على رؤوسنا أم الكوارث، وأستجلبتم إلينا مع خصومكم أشرار وزناة الأرض، وصيرتم اليمن عرضا وأرضا مستباحة طولا وعرضا..

تم استباحة وطن سبع سنوات طوال، وأنتم تتقيؤون علينا بوحول الإساءة والقذارة، لمجرد إننا نرى ما لا ترون، وصرتم جنود مجندة لا تبحثون عن وطن، بل عن مشروع صغير، وتتزاحمون على اللعن اللعين، وتستميتون في عناد من أجل الكشف عن غشاء بكارة فتاة تحدتكم وهزمتكم.. وألقيتم في وجوهنا بعاهاتكم ومركب نقصكم، وعُقد القرون الطوال..

مزّقتم اليمن أنتم وخصومكم شر ممزق.. و وفرتم القانون والذريعة، ومكنتم عفتها لكل غاز وطامع ومُبتز.. جعلتم أشيائها وعرضها وشعبها مستباحا لأجلاف البداوة وعتاة العصر.. لم تبقوا لكم ماء وجه أو حياء أو خجل.. فصار القبح يسابق بعضه، في سباق عبثي مقامر لا مثيل له..

قامرتم بوطن أضعتموه، ومجتمع صيرتموه نثارا وشظايا، وشعب مات جوعا وكمدا..

عندما كنّا نتحدث عن الجزر والمياه وما تم استباحته، كنتم لا تتحدثون عن هذا حتّى لماما، كمن ألقم في فاهكم حجرا.. كنتم فقط تتحدثون عن أنفسكم وانتصاراتكم، وتسكتون عن هزيمة وطن يتم اقتسامه، واحتلال جزره ومياهه كل يوم..

عندما أصابكم الخرس، كنّا نحن من نصرخ ونتحدث بمرارة مقذعة ووجع ذابح على ما يحدث، فيما كنتم منهمكون في مشروعكم، تجمعون له المال الوفير من حقوقنا، ونزيف دم قلوبنا، وتهرولون بنا ألف سنة في هوة سحيقة وداجنة، واليوم ترمونا بداءكم وتنسلون، وتزايدون علينا بوطن أنتم وخصومكم من اضعتموه..
سقطرى وميون والمهرة لم تسيّروا من أجلها في صنعاء مسيرة واحدة.. نعم مسيرة واحدة.. ماذا ستقولون للمستقبل وللأجيال عندما يسألونكم لماذا الحرب ما دمتم قد خسرتم وطن؟!! ماذا سيكتب التاريخ وهو يتذكر، ويذكركم باليمن الذي ضاع بين ذئب وضبع؟!

تحدثتم وحشدتم لمناسباتكم الدينية كل كثير، وأهدرتم من أجلها المال الوفير، فيما شعبكم يعاني الفاقة والمجاعة والنزيف، وصنعتم بتهور حالة طائقية، بل أقل وأضيق منها بكثير، مثلكم مثل خصومكم.. بات القبح ينافس بعضه هنا وهناك..

أهدرتم مبدأ المواطنة بإمعان، وتخليتم عن مسؤوليتكم حيال مواطنيكم الواقعين تحت سلطتكم وأولهم الموظفين، وسحقتموهم ذلا وقهرا في مفارقة مريعة وانتم تتحدثون فيها عن العزة والكرامة والسؤدد الذي لن يأتِ حتى يوم القيامة طالما عهدكم باقي..

تلقون علينا كل التهم الغلاظ بهتانا وزورا، لمجرد أننا دافعنا بالقلم عن شعبنا الذي أستنزفتموه.. شعبنا المظلوم والمقموع والمغيب في السجون، طرقنا بعض من الظلم المسكوت عنه.. وما أكثر المسكوت عنه في الحرب، وفي واقع مثقل بالعيب يرى القذى في العين ولا يرى الخشب والشجر..

لطالما تحدثنا وأنحزنا إلى قضايا الوطن والسيادة والوحدة، فيما كنتم تعقدون الصفقات السرية، وتحوّلون المعتدي إلى راعي، وظهران خير شاهد..

لا تزايدون علينا وقد كنتم أنتم وخصومكم مسؤولون عن كل هذه المقامرة.. أنتم المسؤولون عما حدث لشعبنا المنكوب بكم وبخصومكم الذين سلموا الوطن بما فيه.. وعبثوا عبثت لا يفعله حتّى المجانين في ذروة جنونهم، ونوابات الجنون.. والحسرة الأكثر إنكم تنعتوننا نحن بالمجانين..

وما تصنعوه اليوم أنتم وخصومكم خلف الكواليس سنراه غدا وهو يفقأ العيون.. ستشرعنون مع خصومكم وأربابكم الأمر الواقع بكل قبحة وفجاجته، وستدّعون جمعيا إنكم أنتصرتم، أو أن الحكمة اليمانية أنتصرت في نهاية المطاف، وقدر صار الوطن بكم وخصومكم شذرا مذرا..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى