العرض في الرئيسةفضاء حر

صديق المظلومين “حاشد”

يمنات

نايف المشرع

(ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺑﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻣﺴﺘﻌﺪ ﺃﻥ ﺃُﻋﺪﻡ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﺎﺕ ﺷﻬﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ).. أقول لكل اليمنيين لكم الحق أن تتفاجؤوا إذا سمعتم هذه العبارات وهذا الوعد من أي قائد من قادة الأحزاب السياسية اليمنية، بكل مسمياتها وتوجهاتها، ولن يقولها أحد منهم جميعا إلا إذا كان مختل عقليا او يريد الأنتحار!!!

ولكن عليكم ان لا تتفاجؤوا إذا سمعتم أن قائلها هذا الجملة هو صديق المظلومين النائب الأكثر جدلاً داخل مجلس النوب اليمني، لما يقارب العقدين من الزمن، صاحب الصوت الأعلى تحت قبة البرلمان المزدحمة بالنواب، صاحب الرأي والموقف المنحاز للشعب، لا للأنظمة والحكومات المتعاقبة، صاحب الضمير الحي الذي لا يصمت، بالترغيب ولا بالتهديد حين يشعر بأن خطرا او مؤامرة ستصيب الشعب، النائب الوحيد الذي لم يصوت داخل مجلس النواب على قرار يستهدف المواطن في حقوقه ومعيشته وحريته، بل تصدى لكل قرار ومشروع يتم أقراره للأضرار بالشعب في حقوقه وحرياته ومعيشته، ولم يصوت على مشروع يستهدف وحدة البلد وسيادته ، ولم يصوت على منح الثقة لحكومة يرى أنها لا تتمتع بالكفاءة لخدمة الشعب، بل وأجزم بانه لم يصوت على منح الثقة لأي رئيس جمهورية يرى انه غير لائق بقيادة البلد!!!

حين كنت ابن الخامسة عشر عام من عمري ذات يوم كانت الساعة الرابعة عصر فتحت شاشة التلفاز وكانت حينها قناة “اليمن الفضائية” تبث جلسات مجلس النواب، وكان هذا النائب يحتج ويرفع صوته بوجه المجلس، لم أعد اتذكر إن كان سبب ذلك الضجيج الذي أحدثه دخل المجلس!! هو استدعائه لوزير الداخلية أن ذلك العليمي ورئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي مطهر غالب القمش او لسبب آخر ، خفت حينها من نبرات صوته الحاد وتساءلت لماذا يحتج هذا النائب بمفرده داخل مجلس النواب؟
هل البلد في خطر؟
هل المستقبل في خطر؟
او أن هذا النائب يشكل خطر على البلد؟

أتى اليوم الثاني بنفس التوقيت ذهبت افتح التلفاز واتابع الجلسات حتى أفهم هذا النائب ما إسمه، وماذا يريد؟

ولماذا هو دائما كثير الأحتجاج والغضب، وتكرر المشهد لأيام وشهور حتى حفظت إسمه وفهمت لماذا كان كثير الإحتجاج والإستياء من الحكومة والنظام، كان تارة يستنكر الحرب في صعدة ضد الحوثيين ، وتارة يندد باستخدام السلطة للقوة ضد الإحتجاجات في الجنوب، هكذا كان يبدو حين يأتي دوره في الكلام داخل المجلس وكان يقاطع من قبل رئاسة المجلس قبل أن يتم حديثه دائما!!!

أُعجبت به حد الجنون، تمنيت يومًا أكون مثله شجاعًا، تابعته بإستمرار حتى كنت ادخل في شجار مع أمي كونها كانت تكتشف أني اخلص شحن البطارية بمشاهدة ما كانت تسميه بالمجنون!!

كان في المدرسة مدرس للتاريخ والجغرافية والتربية الوطنية ذأت يوما سأل الطلاب في الصف عن أحلامهم، وماذا يريدوا في المستقبل وكانت تختلف إجابات الطلاب بين من يريد أن يكون طبيبًا وآخر طيار ووو، وحين كان يصل عليّ الدور كنت أقول أريد أن أكون عضوا مجلس النواب وكان هذا قولي مثير للضحك عند زملائي في الصف وحتى الأستاذ!!!

لم يكن أحد يعرف باني معجبًا بعضو في مجلس النواب إسمه احمد سيف حاشد
!!!!

‏ إستمر إعجابي به وغضبي من رئاسة مجلس النواب التي كانت تقطع حديثه دائما!!!‏‎

في 2010 كانت أول مرة في حياتي أزور صنعاء وبعد شهرين من استقراري في صنعاء عرفت شيء أسمه “انترنت” وبدأت ارتاد محلات الأنترنت لماذا؟

لأكتب أسم هذا النائب وأتابع أخباره، ففي نفس العام قرأت أن النائب أعلن أضرابه عن الطعام، بسبب رفض المجلس أستدعاء وزير ايضًا، وتمنيت أن أعرف هذا الشخص واذهب إليه، وفي يوما ذهب إلى باب المجلس ومنعتني الحواجز الأمنية من المرور فانتظرت لساعات وعدت وضيعت الطريق وإذا بأخي غاضبا من تأخري، عرفت أني ضعت وبعد عودتي لم أخبره أين ذهبت، وظل متابعتي لهذا النائب عبر الأنترنت وفي بدايه العام 2017م شأت الأقدار بعد انتظار طويل أن التقيته يوما في منزل المقالح لأول مرة، فزاد شغفي وحبي لهذا النائب الشجاع، وتكررت لقائاتي به يوم بعد يوم وفي كل لقاء ار انه شخص ليس له شبيه، صادق القول، يمتلك من البساطة ما يجعله قريب من القلب، إنساني لدرجة إنه يتألم على كل شيء في هذا البلد!!

له تصورات وآراء ومواقف وطنية لدرجة جعلتني أرى انه لا يمتلكها رجل في هذا البلد،‏ تمنيت يوما أن أكون قريبا إلى قلبه، ولم يكن ذالك بالأمر الشاق والصعب، قلبه وصدره رحب بالجميع!!!‏

أصبحت أثق بكل مايقول وكل ما يتحدث به !!!‏

ذات يوم كان لدينا زميل تعرض للضرب من قبل عصابة في شارع هائل أخذت زميلي نحو منزله، فاتيت وهو منتظر لوجبة الغداء وحين شاهد زميلي يزف من رأسه ويداه نهض على عجل وخرج بجوارنا إلى قسم الشرطة للابلاغ عن تلك العصابة وتم إلقاء القبض عليهم وانصاف زميلي !!‏‎

هذا النائب الشجاع الذي دائما كل ما فكرت أن أكتب عنه أتوقف في منتصف الكتابة !!

أخاف أن يقول رفيقي يمتدحني أو يصفق لي
لم أذكر هنا مواقفة المتضامنة معي دائما منذُ إعتقالي في 24مايو من العام 2017م وحتى اللحظة التي أكتب بها هذا الكلام، لكني حين قرأت منشوره الذي يبدي فيه استعداده لترأس الحكومة في صنعاء واستعداده لصرف مرتبات الموظفين شهريا، حاكما على نفسه بالإعدام في حالة فشله بما وعد، لما أستطيع أن أمتنع عن الكتابة عنه، النائب البرلماني حاشد إذا وعد بشيء لا يخلف بوعده واثق بأنه سينجح في ما وعد قبل ثلاثة أيام!!!

كيف لا أثق به وأنا عرفته عن قرب مدافعًا عن كل مظلوم في هذا البلد منذ أن انتخب عضوا في مجلس النواب وهو الذي يدافع عن الناس داخل قبة المجلس وخارجها!!

كيف لا أثق بمن استدعاء الوزراء للمجلس في سابقة لم يشهدها اليمن إلا بتواجده داخل المجلس!!

كيف لا نثق به وهو الذي لم يترك ساحة في اليمن إلا وكان حاضر لمناصرة قضايا المواطنين ومدافعا عنهم!!

كيف لا نثق به وهو الذي لا يكترث إن عرض حياته للخطر في أكثر من مرة دفاعًا عن قضايا الشعب ولا زال للحظة؟

كيف لا نثق به وهو الذي وقف ضد ظلم وفساد نظام صالح حتى رحل؟ كيف لا نثق به وهو الذي وقف ضذ فساد نظام حكم هادي والأخوان ؟

كيف لا نثق به وهو الذي يتصدى للظلم والفساد الذي يحدث الأن في صنعاء في عهد من كان يدافع عنهم حين كانوا أقلية في جبال مران؟

حاشد ليس السياسي الذي له أراءه متقلبة حسب الرغبة والمصلحة، رغبة حاشد تكمن في أن يعيش المواطن اليمني حياة سعيدة حياة كريمة، أن يعيش المواطن اليمني بكل حقوقة وحرياته، أن يعيش اليمن أرضًا وشعبًا في آمن واستقرار ، تلك هي رغبة القاضي أحمد سيف حاشد الذي لا يعشق مالا ولا مناصب ولا سلطة ولا شهرة ولا تصفيق.

رسالة اعتزاز وفخر أكتبها لذاكرتنا الجمعية ورصيدنا الوطني في هذا البلد المناضل الحر احمد سيف حاشد هاشم.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى