فضاء حر

المأساة والظلم والمعاناة التي يتكبدها الكثير من أساتذة الجامعات

يمنات

د.أكرم عطران

على هامش موضوع زميلنا العزيز ابن العزيز وزوجته العزيزة بنت العزيز اللذان طردهما (التاجر) بن (التاجر) قبل يومين إلى الشارع بحكم القوي على الضعيف، وبقوة وقسوة القانون وسلطة الدولة.. أحببت أن تعلموا حجم الظلم الذي يلاحق الأستاذ الجامعي في وطن الحكمة والإيمان، حيث أنه من المفترض أن هذان الزميلان يملكان (أرض أو سكن) في الجمعية السكنية لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعة، كونهم قد دفعوا ثمنها على أقساط من (راتبهم) منذ العام 2009 تقريبا، ولكنهم لم يستلموا أرضهم مثلهم مثل حوالي (40 عضو) أو أكثر من أعضاء الجمعية منهم أعضاء (مؤسسين) وأنا أحدهم، ودافعين ماعلينا من أقساط الأرض منذ العام 2007 وحتى آخر راتب قبل النكبة..!

مع العلم بأن رأس مال الجمعية وثمن الأرض (الزهيد جدا) حينها الذي دفعته للأوقاف أو الحر كان من تلك الأقساط، ولكنه سرعان ماتحول بقدرة (قادر) وسحر (ساحر) إلى سعر تجاري و(استثماري) يتصاعد عاما بعد عام، وسرعان ماتحول صاحب الأرض (الحقيقي) تم دفع ثمن الأرض من ماله إلى (مديون) يلاحق بأقساطه الثابتة الارتفاعات المتلاحقة لأسعار الأرض..؟!
بينما أتيح لمن يأتي (اليوم) جاهزا من الميسورين أو المغتربين ولو من (خارج) الجامعة أن يحصل على ماشاء من الأرض طالما سيدفع (كاش) بسعر الزمان والمكان (العرطة) كونه يعادل نصف السعر خارج الجمعية ..؟!

لكم الآن أن تخيلوا حجم المأساة والظلم والمعاناة التي تكبدها ويتكبدها الكثير جدا من أساتذة الجامعات الذين قضوا زهرة أعمارهم وعنفوان طاقاتهم وشبابهم في التحصيل والتعلم والارتقاء بمعارفهم، ورفضوا عروضا مغرية للعمل بمرتبات وامتيازات (مغرية) خارج بلدهم ليعودوا لخدمة وطنهم وشعبهم مقابل (أبسط) مستويات الحياة الكريمة، فلا طالوا بعد ذلك بلح الشام ولا عنب اليمن..!

الحقيقة أنني طالما تجنبت الحديث عن الفساد والظلم وخيانة الأمانة والابتزاز والاستغلال الذي حصل ويحصل من قبل (زملاءنا) الذين استأمناهم على أموالنا المستقطعة من أقوات أطفالنا، ووضعنا ثقتنا فيهم لتحمل مسؤولية إدارة (حلمنا) المتمثل بجمعيتنا السكنية (التعاونية)، وذلك حرصا على سمعتنا ومكانتنا كأساتذة جامعة، وأملا في أن يستفيق أولئك الزملاء ويتراجعوا عن غيهم وطغيانهم ويبرئوا ذممهم بتسليم حقوق المستضعفين من زملائهم..!

إلا أن الحد القاسي والمتزايد الذي صار جليا بأنه يلاحقنا ويترصدنا بكل ظلم وقسوة وإذلال وامتهان والذي يتصاعد يوما بعد يوم قد يحتم علي أن أطرح هذا الموضوع للرأي العام (قريبا) وبالتفصيل والوثائق إذا لم نجد أملا في العدل والإنصاف لدى عين العدالة (المنظورة) أمامها قضيتنا، تلك العدالة التي تنظر إلينا حتى اليوم من زاوية واحدة فقط هي زاوية (واجباتنا) وتعمى أو تتعامى عن زاوية (حقوقنا)…!

وحسبنا الله ونعم الوكيل ولعنة الله وغضبه على الظالمين المعتدين المستكبرين..!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى