فضاء حر

قراءة للحرب في أوكرانيا!!

قراءة للحرب في أوكرانيا!!

نايف المشرع

ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﺭﻁ ﻓﻲ الحديث عن الحرب بين أوكرانيا ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ، يجب ان نعرف ﺗﺎﺭﻳﺦ البلدين ﺃﻭﻻ. لكي نستطيع فهم الصراع هناك. ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ربما أصبح على ابواب (الحرب ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ). ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ الحرب هناك تصفها “بالغزو” ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ دون إجابة على الأسئلة التي تطرح. ﻣﺎ ﺍلأسباب التي قادت روسيا لشن الحرب ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ، ﻭﻫﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻏﺰﻭ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ؟

ﺩﻋﻮﻧﺎ نجيب وﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﻔﻜﺮ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻓﻼﺩﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﺳﻴﺌًﺎ وجنونيا ﺃﻡ ﺃﻥ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ على مبررات مشروعة.” يقول الرئيس بوتين في ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ 21 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ: “ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺅﻛﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﺃﻭﻛﺮﺍنيا ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﺑﻠﺪ ﻣﺠﺎﻭﺭ ﻟﻨﺎ. ﺇﻧﻪ ﺟﺰﺀ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﻭﻣﺴﺎﺣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ” “ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ لأوكرانيا ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﺽ ﺭﻭﺳﻴﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﻭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺲ.”

و ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ، فحديث الرئيس له الحقيقة. ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﺮﻭﺱ ﺟﻨﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﻴﻼﺭﻭﺳﻴﻴﻦ ﺗﺄتي ﻣﻦ ﻋﺮﻕ ﻳﺴﻤﻰ “ﻛﻴﻔﺎﻥ ﺭﻭﺱ” ﺃﻭ “ﺭﻭﺱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ.” وأثبت أن من ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ عشر ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﻴﻴﻒ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻵﻥ عاصمة ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﻠﻌﺮﻕ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺸﺄ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ.

ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻣﺤﻖ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﻭﺱ ﻫﻢ “ﺷﻌﺐ ﻭﺍﺣﺪ – وموحد.” يثبت التاريخ أن ﻓﻲ العام 1900م ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ (ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ) ﺍﻟﺬﻱ منح ﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﺣﻜﻢ ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻛﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ. وﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮمها ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﺮﻭﺳﻴﺎ. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻵﻥ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ أدى ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺿﺪ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ.

ﺑﺪﺃ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺴﺒﺐ السياسات الخارجية لرؤساء أوكرانيا الحديثين وأخرهم زيلينسكي. ﻛﺎﻥ ﺭﺅﺳﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻣﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻤﻮﺳﻜﻮ ﺃﻭ وحكوماتهم ﻣﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﺮﻭﺳﻴﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺎﻃﺮﻭﺍ ﺑﺎﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺃﻭﺭﺑﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﻞ ﺭﻭسيين. ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1993 بعد الاستقلال بعامين ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺗﺼﺎﺩﻣﻮﺍ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﻢ من أجل ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ أبرمت ﻣﻊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻭﺗﻢ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ الحكومة الأوكرانية وتم ترحيلهم ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺳﻴﺎ.

وظل ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺨﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ في الداخل بسبب ﺍلمعاهدة مع الاتحاد الأوروبي ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺆﻳﺪﻭﻥ ﻟﺮﻭﺳﻴﺎ، وﻷﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺑﻬﻢ ﻫﻢ ﺭﻭﺱ.

الآن ﻻﺣﻆ الرئيس ﻓﻼﺩﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﺑﻼﺩﻩ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ما قبل العام 1991م ﺗﻢ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴًﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺟﺰﺀ من ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺣﻠﻒ (ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻻﻃﻠﺴﻲ) الناتو. والذي أريد لأوكرانيا أن تكون ساحة لهذا الحلف و ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍلخطر ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻌﺮ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻭﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻛﺪﻭﻟﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺪﻭﻟﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻬﺪﻑ والتوجه.

ولهذا السبب نجزم بأﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻐﺰﻭ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺠﺬﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻕ. لقد سبق وحذرت ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺔ الحالية ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺣﻠﻒ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ التي تترأسه ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ المتحدة ﺍلأمريكية لكن الحكومة الأوكرانية تجاهلت مطالب روسيا في ﻫﺬا.

وﻫﺬﺍ ايضا اعطى ﺳﺒﺐ أخر ﻟﺮﻭﺳﻴﺎ من أجل ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻠﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺧﻄﺮ ﻷﻥ السماح بإنظمام ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ لحلف الناتو سيجعل من البلد خاصرة ﺭﻭﺳﻴﺎ مسرح عمليات للناتو وتهديدا للآمن القومي الروسي، ناهيك عن المطالب الروسية التي تجاهلها الأتحاد الأوربي وأمريكا ومنها عدم تزويد أوكرانيا بالأسلحة كون الأسلحة تستخدم في قمع المواطنين الاوكران المؤيدين لروسيا في الشرق والشمال، وخاصة بعد أعترف روسيا باستقلال جمهورﻳﺘﻲ ﺩﻭﻧﻴﺘﺴﻚ ﻭﻟﻮﻏﺎﻧﺴﻚ، أقليم(الدونباس) ظل الاتحاد الأوروبي وأمريكا يزودون أوكرانيا بالأسلحة بغرض أستعادة دونيتسك ولوغانسك وهذا ما أثار غضب روسيا ودفع بها لإنقاذ حلفائها من بطش الحكومة الأوكرانية الموالية للغرب،

الرئيس بوتين يؤكد اليوم أن هدف العملية أعادة الروابط بين الشعبين الصديقين ومنع أي تواجد لحلف الناتو في أوكرانيا ولا تهدف لغزو أوكرانيا. الذي وصفها بالحرة، وأكد أن روسيا لم تغزو جزيرة القرم مطلع العام 2014م وإنما حدث الإنظمام بالأستفتاء،!

اتساع العملية وتجاوزها حدود ﺩﻭﻧﻴﺘﺴﻚ ﻭﻟﻮﻏﺎﻧﺴﻚ تعد رسالة روسية واضحة للغرب بإن ما بعد حدود الجمهوريتين التي تم الأعتراف باستقلالهما من قبل روسيا حديثا يجب أن تبقى أمنة ولا مكان لتواجد الناتو في كل أوكرانيا حتى في جنوبها، ويجب أن لا تدير كييف حكومة تعادي روسيا العظمى..

نايف..‏‎
قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏
زر الذهاب إلى الأعلى