حوارات

محمد علي أحمد:الفيدرالية خيار سابق وعودتي إلى عدن لم تكن منسقة مع الرئيس هادي

"يكتسب الحوار مع المناضل محمد علي أحمد أهمية خاصة كونه واحداً من أبرز الشخصيات الجنوبية المثيرة للجدل.. كان محافظا سابقا لأبين ووزيراً للداخلية وقائدا لجبهة دوفس وظل يقاتل في مطار عدن حتى يوم السادس من يوليو عام 1994م .


 ومنذ عودته من الخارج قبل أشهر يعقد محمد علي أحمد العديد من الققاءات مع مختلف الفعاليات والمكونات الجنوبية لبحث الشأن الجنوبي والتحضير للمؤتمر الجنوبي الجنوبي الذي قال في هذا الحوار ان تحضيراته شارفت على الانتهاء .


 كما انه متميز بمواقفه الشجاعة تجاه القضايا الوطنية، وصراحته في التعبير عن رؤيته للمشهد السياسي في محافظة أبين .


 الأمناء" التقت المناضل محمد علي احمد في أول حوار له مع صحيفة أهلية محلية تحدث فيها عن مختلف القضايا الراهنة على الساحة الجنوبية .. فيما يلي نصه :

 

 حاورته / أضواء نجمي


– قلتم لدى عودتكم إلى عدن أنها استكمالا لمخرجات مؤتمر القاهرة ، هل كانت عودتكم بالتنسيق مع الرئيس عبدربه منصور هادي ؟
بالفعل كانت عودتي الى الوطن والى عدن الصمود والتاريخ هي لاستكمال مخرجات مؤتمر الجنوب الأول بالقاهرة وعقد اللقاء التأسيسي لمجلس التنسيق الأعلى لابناء الجنوب ولم تكن عودتي منسقة مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي , و لكن عندما كنا بالخارج كنا متأثرين بأجواء مختلفة عن أجواء واقع الداخل وبعد متابعات وتدقيق الأمور اكتشفنا أوضاع لم تكن في الحسبان فالواقع غير بكثير عما كنا نتصوره , وأيضا التغيرات التي طرأت بالاونه الاخيرة كمثل شبه أزاله للنظام السابق واعتراف المجتمع الدولي والإقليمي بقضية الجنوب و عليه قمت بعقد لقاءات واجتماعات أكثر من 134 لقاء واجتماع مع كل المكونات من قوى سياسية وأحزاب ومجالس ومكونات حراكيه ومنضمات وهيئات المجتمع المدني وشيوخ واعيان المحافظات , واطلعت على آراءهم ورؤاهم , ووجدنا فوارق بالرغبة وتحقيق الهدف فالرغبة والعواطف شيء والواقع والرضا للمجتمع بتحقيق غايته شيء أخر , وبالتالي دعونا إلى تحالف وطني توافقي جنوبي .


– منذ عودتكم إلى عدن لم تشاركوا في الفعاليات الجماهيرية للحراك الجنوبي ، لماذا لم تنزلوا الى الساحات ؟
سبب عدم مشاركتنا في الفعاليات الجماهرية للحراك الجنوبي كانت بسبب انشغالنا بما ذكرته اعلاه فقد كرسنا كل وقتنا للقاءات والاجتماعات لكافة مكونات الجنوب وبكل شرائحه حرصا منا على المساعدة على لملمه الصفوف وتوحيد الرأي والرؤى الوطنية ولم نكن نطمح بالظهور والنزول الى الساحات والبحث وراء الزعامات وحب الذات وكسب عواطف الشعب الابي بالشعارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع , فشعبنا الابي قد صنع مجده واشعل ثورته بحراكه السلمي بنفسه كسب وتعاطف المجتمع الدولي وليس بسبب أي احد من القيادات وهو الوحيد الذي يقرر دعوه أي شخص الى ساحات نضاله السلمي .


– ما هو تقييمكم للحراك الجنوبي بعد خمس سنوات من الانطلاقة ؟
تقييمنا للحراك الجنوبي لن يقتصر على عدد من الأسطر ولكن صالح، بالقول إن الكل يتمنى عوده الحراك إلى ما كان عليه بنضاله السلمي فقد خرج الشعب كله بكافه فئاته وكانوا السباقين للنضال وإشعال الثورة بالصدور العارية برغم عدم توفر الإمكانيات و منهم من لم يحمل قوت يومه و كانوا يزخروا بالشجاعة والبطولة مطالبين كل المجتمعات إنصافهم واستعاده دولتهم , وبالتالي قام النظام السابق بدفع الأموال الطائله وشراء ذمم بعض أولئك المرتزقة الذين خلخلوا صفوف الحراك ومبادئه الوطنية وذهبوا إلى السعي وراء الزعامات وتسلق سلم المجد , والحمد لله لم يقدر النظام السابق أن يدمر وحده الجنوبيين فقد رسخ وعمد في دمائهم مبدأ التصالح والتسامح والفضل للمخلصين للجنوب أرضا وشعبا .


– – بعد عامين من اندلاع ثورة الاحتجاجات ضد نظام صالح ، هل انعكس هذا على موقف الشارع الجنوبي من الوحدة ؟ .
لم ينعكس موقف الشارع الجنوبي من الوحدة لان الثورة الاحتجاجية ضد نظام صالح في الشمال كانت للتغيير والسعي وراء مطالب حقوقية للشعب وإذا كان نظام صالح عادلا وديمقراطيا ولم يتمركز على الفساد , لكان الشماليون متقبلين الوضع وكان الربيع العربي سيمر عليهم مرور الكرام , بينما الجنوبيون لهم قضية دولة سُلبت أرضهم ونُهبت ثروتهم وقضيتهم قضيه عادلة وسياسية فقد كان هناك مبداء شراكه بين الشمال والجنوب وانتهى بعد اجتياح القوات الشمالية للجنوب في صيف عام 1994 .


– – برأيكم ماذا قدمت ثورة الشباب للقضية الجنوبية ؟
لا احد يستطيع أن ينكر ما قدمه الشباب للقضية الجنوبية فهم الزخم الثوري لها ودورهم دور أساسي في إيصال قضيتهم إلى المحافل الدولية وبتقديري الشخصي لا توجد ثورة بدون الكادر الشبابي .


– – كيف تقرأون مستقبل الجنوب خلال الفترة القادمة ؟
أن مستقبل الجنوب يرتكز على قدرة شعبنا بكافة شرائحه بالوصول إلى المرحلة النهائية لاستعاده دولته وذلك بالعمل الجماعي الموحد والأخذ بالرأي والرأي الآخر وتقديم التنازلات لبعضنا البعض وإدراك مفهوم التوعية وترك حب الذات والتمسك بالانفرادية لكون قضية شعبنا قد وصلت إلى مرفئها الأخير , ومستقبل الجنوب إنشاء الله سيكون مبنيا على الخير والرخاء والتقدم نحو مواكبة الدول التي كانت بالسابق لا توازي جنوبنا بالحرية والرقي والعدل والنظام.


– – ما هي المشكلة الرئيسية التي يعاني منها الحراك الجنوبي ؟
مشكلة ما يعانيه الحراك الجنوبي هي التفرخ بعده مكونات والمضي قدما خلف أشخاص يتمتعون بنزعه السلطة والتمسك بقراراتهم حتى وان كانت خاطئة ويتشدقون بالعاطفة وبالتالي يجرون شعبنا إلى التمزق نحو مكونات لا تزيد الطين إلا بله , وهم يقفون وراء مشاريع لا تحمل رؤى ووثائق لاستعاده دولتنا , وكل المكونات الجنوبية هدفها واحد وهو استعاده دوله الجنوب ولكن تعددت الطرق ومن لديه الرؤية والوثائق الناجحة لماذا لا نقف خلفه ما دمنا كلنا نسعى لهدف واحد؟ .


– – كيف تفسر استمرار عمليات قتل وقمع الجنوبيين بعد سقوط نظام صالح ؟ .
أن تفسير استمرار قتل وقمع الجنوبيين بعد سقوط نظام صالح هو جريمة بحد ذاتها ونحن لن نعفي أو نسامح من يرتكب مثل هذه الأعمال وسيأتي يوما سيحاسب مرتكبي هذه الجرائم , فهم يدفعون ببعض خلاياهم المنفذة إلى استفزاز الشارع والشباب ليسهلوا عملية قمع التظاهرات السلمية وقتل الجنوبيين , وعلينا عدم الانجرار وراء بعض الأعمال الانفرادية ونرسي الأمن والأمان في مناطقنا في حالة تعمد الأجهزة الأمنية إخلال الأمن وبالتالي لن نسمح للإعلام الكاذب باتهام حراك الجنوب السلمي بالإرهاب إذا حذا حذو ما أسس عليه من قبل بالتنسيق والإعلان عن فعالياته ومسيراته السلمية وشذب الأعمال التخريبية التي لا تخدم الجنوبيين بل تخدم النظام السابق وأعداء الجنوب .


– ما نظرتكم إلى الستة الاشهر الماضية من حكم الرئيس هادي؟
فخامة الرئيس عبدربة منصور هادي جدير بالقيادة ويحتاج أن يلتف الجميع حوله وقد اتخذ قرارات ايجابية رغم صعوبة اتخاذها بسبب التركة الولاءات .


– إلى أي مدى يعول على الحوار الوطني المرتقب في حل القضية الجنوبية ؟

تعودنا في كل الحوارات السابقة أن لا نطلع بنتيجة , لكننا نأمل أن ينجح الحوار الوطني في ضل أن تساق القضية الجنوبية نحو تقرير مصير أبناء الجنوب واستعاده دولتهم .


– تراهن عدد من القيادات الجنوبية على خيار الفيدرالية في حين صرح عدد كبير من القيادات السياسية الشمالية برفضهم هذا الخيار ، فعلى ماذا يراهن من ينادي بالفيدرالية من الجنوبيين ؟
خيار الفيدرالية كان في ظروف سابقة ما قبل التصعيد الثوري السلمية لقضيتنا والربيع العربي وقد عقد مؤتمر الجنوب الأول بالقاهرة تحت شعار من اجل حق تقرير مصير أبناء الجنوب وسيضل شعبنا متمسك بنضاله وبحق تقرير مصيره وباستعادة دولته وهذا هو رهان جماعه الفيدرالية .

– في مقابلته مع صحيفة "الأمناء" قال المهندس حيدر أبوبكر العطاس بأن خط مؤتمر القاهرة هو الطريق الآمن لاستعادة الدولة .. هل يعني هذا بأن الفيدرالية التي أقرها مؤتمر القاهرة هي انفصال ناعم ؟
كان فكرة و عقد مؤتمر الجنوب الأول بالقاهرة بالأساس حسب ذلك الوقت الفكرة والطريقة السليمة لاستعادة دولة الجنوب عن طريق حق تقرير مصير أبناء الجنوب وكان الأجدر منكم تسميتها الانفصال العادل وليس الناعم .


– أتهمتكم بعض وسائل الإعلام بالوقوف وراء اعتقال السفير الحسني لدى عودته إلى عدن .. ما تعليقكم ؟
لم تتناقل وسائل الإعلام هذا التعليق وإنما بثت هذه الأكاذيب في مواقع التواصل الاجتماعية ( الفيس بوك ) وتحت أسماء مستعارة وبالنسبة للأخ احمد عبدالله الحسني كنت سأكون من أوائل المستقبلين له بصفه شخصية وقد علمنا أن هناك مذكرة باعتقاله وبالتالي تجنبنا نحن والعديد من المخلصين للوطن تلك العقبات حرصا منا بعدم الانجرار إلى المهاترات المتربصه بنا وبشعبنا الابي .


– إلى أي مدى كان لكم دور في معارك أبين الاخيرة وبالذات فيما يخص جانب اللجان الشعبية ؟
الكل يعلم أن محافظة ابين قد مورس ضدها العديد من المؤامرات المدفوعه من النظام السابق بداء من تسليمها للارهابين وما سمي بانصار الشريعه إلى تدميرها اقتصاديا وعمرانيا وتاريخيا وبصفتي احد ابناء محافظة أبين فمن واجبي أن أدافع عنها مثل أي شخص غيور على العرض والأرض , وللأسف لم تسنح لي الفرصة بالمشاركة والوقوف مع الأبطال الأشاوس الذين أدو واجبهم ودورهم على أكمل وجه.


– باعتقادكم لماذا انسحبت الجماعات المسلحة من أبين بشكل سلس ؟
كان انسحاب الجماعات المسلحة بسبب الضربات العنيفة التي تلقوها من الأبطال المدافعين على محافظتهم , ودائما في الحروب تجد المنتصر والخاسر , وقد لقنت اللجان الشعبية والقوات المسلحة والمشاركين في القتال درسا قاسيا للمرتزقة وبالتالي انهزموا وانسحبوا .


– كثرت في الآونة الأخيرة استغلال عبارات "الزمرة و الطغمة " لإحياء ماضي الصراعات الجنوبية .. هل تتوقع أن يقع الجنوبيين في الفخ مرة أخرى ؟
تم اعتماد مبدءا التصالح والتسامح في نفوس كل الجنوبيين وبرغم محاولات النظام السابق ألبأسه بإثارة الفتنة بين الجنوبيين فقد فشلت أمام قناعه الجنوبيين بهذا المبداء العظيم الذي به نحيا أو نموت ولن يقع الجنوبيين في مثل هذه الفخ ثانيا فالمؤمن لا يلدغ من جحرا مرتين .


– إلى أين وصلت تحضيرات مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي ؟
شارفت اللجنة التحضيرية لمؤتمر التشاور والتوافق الجنوبي على الانتهاء حيث تم تشكيل لجان فرعية للجنة التحضير بصدد النزول إلى المحافظات الجنوبية وإطلاعهم على الرؤية الوطنية وميثاق الشرف وما خرجت به اللجنة التحضيرية لإعداد المؤتمر .


– هل وجدتم تجاوبا من القيادات السياسية في صنعاء مع مخرجات مؤتمر القاهرة ؟
البعض منهم كان متجاوبا والبعض الأخر كان مع أنصاف الحلول التي لا ترضينا .


– هل ستشاركون في الحوار الوطني في حال أقيم وفق الآليات التي تضمنها قرار إنشاء لجنته العليا والذي لا ينص على شرطكم بالتساوي في المقاعد بين شمال وجنوب ؟
اعتقد أن الإجابة على هذا السؤال سابقه لأوانها وقد سبق وأخبرتكم بأنه من الممكن أن تتغير الظروف وبالتالي لكل حدثا حديث .


– ما الذي يمنع جماعة قيادات لقاء مؤتمر القاهرة مع جماعة بيروت وتنسيق القوى بينكم ؟
لا يمنع لقائهم أي شي بل بالعكس قد التقت كل القيادات أكثر من مرة وبخصوص التنسيق لا يختلف الكل حول الهدف كما سبق وأخبرتكم , وكل مكونات الجنوب تسعى لاستعادة ألدوله ومن يجد المشروع يحمل الرؤية والوثائق الصحيحة المؤدية الى استعادة الدولة يجب على الجميع الوقوف خلف حامل هذا المشروع لإنجاح هذه القضية الوطنية .


– من خلال تجربة عودتك إلى عدن ، هل تدعو القيادات الجنوبية المهاجرة إلى العودة ام مواصلة النضال من الخارج؟
بالفعل نرغب بعودة كل القيادات الجنوبية ومواصله النضال على ارض الواقع ويجب علينا جميعا مشاركة إخوتنا وأبنائنا همومهم ونواجه معهم الصعاب فقد أشعل حراك الجنوب السلمي فتيل الثورة متمسكا بنضاله السلمي في كل المحافظات ويجب علينا أن نلتف جميعا حوله وندعم ونرسي مبداء الإخوة لنوحد صفوفنا ونواجه خصومنا وبالتالي سنحقق النجاح للقضية الجونبية بأسرع من ما هو الحال عليه .


المصدر: الأمناء

زر الذهاب إلى الأعلى