تحليلات

ما دلالات التغييرات الواسعة في قيادات الجيش السعودي؟

يمنات

ضمن التغييرات المتلاحقة التي تشهدها المملكة العربية السعودية أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء الاثنين 26 شباط/فبراير ، مجموعة من الأوامر الملكية التي استهدفت قطاعات واسعة من القوات المسلحة السعودية.

وأطاحت الاوامر الملكية السعودية الجديدة بكبار قادة الجيش، كما تضمنت أيضا إعفاء بعض أمراء المناطق ونوابهم، وتعيين آخرين في بعض وزارات الدولة، وكذلك تعيين العديد من أمراء العائلة المالكة في السعودية من الشباب، وتعيين سيدة سعودية كنائبة لوزير العمل.

وقد بدا أن التغييرات الأكبر، هي تلك التي طالت قيادات الجيش السعودي، إذ أمر العاهل السعودي بإقالة رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبد الرحمن البنيان وإحالته إلى التقاعد، وتعيين الفريق ركن فياض الرويلي بديلاً عنه، كما أقال أيضا قائد قوات الدفاع الجوي، محمد بن سحيم، وعين الفريق ركن مزيد العمرو بديلاً له، وضمن التغييرات أيضا تم إعفاء الفريق ركن فهد بن تركي آل سعود من منصبه قائداً للقوات البرية، وتعيينه قائداً للقوات المشتركة، وتعيين الفريق ركن فهد المطير بديلاً له.

وعين أيضا ضمن التغييرات الفريق ركن مطلق سالم الأزيمع نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة، وكذلك عين الفريق طيار ركن تركي بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، قائداً للقوات الجوية والفريق ركن جارلله العلوي قائداً لقوة الصواريخ الاستراتيجية.

ورغم أن هذه التغييرات الواسعة والتي استهدفت بشكل أساسي المؤسسة العسكرية جاءت ضمن ما أسمته القيادة السعودية بوثيقة تطوير وزارة الدفاع ، إلا أنها أثارت العديد من التساؤلات فيما يتعلق بدوافعها وتوقيتها، وقد حظيت التغييرات بتغطية واسعة في الصحف الأجنبية الصادرة الثلاثاء 27 شباط/فبراير والتي ركزت على أنها تأتي قبل زيارة مزمعة، يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بريطانيا، وتثير معارضة كبيرة من قبل معارضي الحرب في اليمن ونشطاء حقوق الإنسان.

وفي تقرير لها نشر الثلاثاء 27 فبراير/ شباط أيضا، تناولت شبكة (سي إن بي سي) الأمريكية ، أسباب التغييرات الواسعة في صفوف الجيش السعودي، ونقلت عن الحكومة السعودية قولها إن “هذه التعيينات هي جزء من حركة تبديل روتينية ضمن خطة تطوير وزارة الدفاع. كما أن بعض كبار الضباط الذين بلغوا سن التقاعد تركوا الخدمة، وآخرين تم ترقيتهم أو نقلهم إلى مواقع جديدة”.

لكن بعض المحللين، بحسب الشبكة الأمريكية، يرون أن التغييرات العسكرية جاءت “نتيجة للإحباط من الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في اليمن ضد جماعة أنصار الله”.

ونقلت (سي إن بي سي) عن سيمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة بمعهد واشنطن، قوله إن “الجواب هو الحرب في اليمن، ولكن ما إذا كان هذا يعني أن هناك تغييرا في سياسة اليمن أو ما إذا كانوا سيصرون على نفس النهج، لا أعرف”.

وتنقل الشبكة الأمريكية أيضا في معرض الحديث عن الأسباب قول بعض المحللين، بأن التعيينات الجديدة استهدفت تشجيع المسؤولين الشباب الموالين لولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وتعزيز رؤية 2030 ، وهو برنامج واسع النطاق يهدف إلى تطوير المملكة وينسب دوما إلى ولي العهد السعودي ، ويرى كثير من المراقبين أن معظم الأوامر الملكية التي يوقعها العاهل السعودي عادة، ليست سوى تحقيق لرغبات ولي العهد الطامح لاعتلاء عرش المملكة.

المصدر: bbc

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى