فضاء حر

ذريعة الحرب لاستعادة الشرعية

يمنات

جمال عامر

اعوام ثلاثة مضت كل يوم من ايامها الـ الف والـ 95 كانت تقدم شهادة جديدة عن حقد بدوي بلغ مداه وتفجر دفعة واحدة , وحين حانت الفرصة حرك سلمان ونجله ومعهما بن زايد بوارج وطائرات لتقتل بصواريخها وقنابلها الاف من المدنيين شيوخا وأطفالا ونساء وتهدم منازل ومدارس ومشافي وجسور جميع هؤلاء هم خارج ساحة القتال وبعيدون عنها .

ذريعة الحرب لاستعادة الشرعية اسقطتها شواهد استهداف اليمن بقواها القبلية والحزبية دون تفريق لمن هم مصطفين مع التحالف او من هي ضده قبل ان تؤكدها وقائع الحال في مناطق غاب عنها مقاتلو انصار الله ليحضر الاحتلال بديلا سافرا غير مستتر يغتال ويخطف ويعتقل بالتوازي مع تقسيم وتفتيت للمجتمعات وتقويض حتى لدور السلطة وتواجدها التي يستند في حربه على اكذوبة شرعيتها .

كان يمكن ان يجعل نظام ابوظبي والرياض من المحافظات المسماة زورا محررة , نموذجا لمشروع دولة يرشد الى المستقبل في حال لو لم يكن الهدف هو احتلال , وسيطرة , ونهب ثروات , لا يمكن تحقيقه الا في بلد يعيش صراعات مذهبية وحزبية وانقسامات مجتمعية وقبلية كما هو حاصل اليوم .

ان من يبحث اليوم عن مبررات مهما كانت لإيجاد عذر لاستباحة بلده  وانتهاك سيادته سيلحق بكثيرين قبله خانوا بلدانهم ثم لم يلقوا الا احتقارا وازدراء بالإضافة الى أجر مقابل خدمة ادوها بوضاعة ولذا فأن رفض العدوان ومواجهته هو موقف ومبدأ بعيدا عن اي حسابات صغيرة او مناكفات آنية بليدة , لأن اليمن ستظل اكبر وأجل وأعظم وأبقى من اي قوى او خصومة ورفع الصوت بوقف الحرب والتعبير عن مقاومة الاحتلال والهيمنة لا علاقة له بمن هو مع او هو على خلاف مع انصار الله بقدر ماهو تعبير عن انتماء لهذا البلد الذي آن الأوان ليكون شعبه سيد قراره في صنع سلام دائم وخلق شراكة عادلة .

وبعد أن تكشفت حقائق اهداف الحرب ودواعيها واقعا على الارض سياسة وممارسة فأن اي يمني سوي يملك ضمير حي لابد أن يعلن صراحة وقوفه ضدها متحررا من عقد العداوة وتصفية الحسابات و مترفعا عن الضغائن والمماحكات التي يمكن ان تكون سببا ليصبح اي منا او من اسرتنا او ممن نحب هو صاحب الدم المراق القادم .

اما اليمن بحضارتها ورجالها فقد وثق تأريخها استحالة بلعها من امبراطوريات عظمى امتلكت قوة وجيوش بلا عدد فكيف لو حاولت دول طارئة تقودها أنظمة مستلبة قيمتها تثمن بما تدفعه.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى