فضاء حر

الامن في عدن .. ومخبازة الشراع

يمنات

فتحي بن لزرق

في زيارتي الأخيرة الى الأردن جلسنا نتحدث الى الاوربيين وسالتهم يومها لماذا تجلبون الناس الى الأردن ،لماذا لاتقيمون ورش عملكم في عدن بدلا من جلب الناس الى هنا.

ضحك احد الأوروبيين وقال :” عدن ليست آمنة ولن تكون وفق الالية الأمنية الحالية آمنة ولو بعد 20 عام ، نحن نفضل ان نقيم اعمالنا في صنعاء على ان نقيمها في عدن لولا الاعتراض من قبل الحكومة اليمنية ورفض المشاركين لكنا اقمنا كل فعالياتنا في صنعاء.

جلسنا نتحدث عن الوضع الأمني في عدن وجدت ان الأوروبيين مطلعين على كل صغيرة وكبيرة في عدن وفاهمين الوضع احسن مني ومن غيري .

وفيما كان احدهم يشرح لي صعوبة الوضع الأمني في عدن ،قاطعته قائلا :” بس انتم لو تروحوا مخبازة الشراع بصيرة بتكون الحالة الأمنية لديكم عن عدن افضل ..

ضحك احد الأوروبيين وقال :” ايش معنى مخبازة الشراع هذه؟

قلت له :” والله مش عارف بس دائما اقرأ لصحفي جنوبي كبير انه لما تختبط الأمور وتستوي تفجيرات واغتيالات بعدن يروح مخبازة الشراع ويأكل سمك ويشعر بتحسن امني شديد ويطلب من الناس الذهاب الى هناك ..

ضحك الاوربيون ليلتها وضحكت سمكة صغيرة كانت في بهو الفندق وضحكت “عمان” وضحك حوت باغة كان بمخبازة الشراع يشتوي وسمعنا ضحكته الى عندنا بعمان.

سأل احد الاوربيين :” وهل يصدق الناس مثل هذه الترهات؟
قلت له :” للأسف البعض يصدق ولايزال يعتقد ان الفشل الأمني في عدن سببه قوى خارجية بينما من يحكم عدن منذ انتهاء الحرب طرف واحد ووحيد سخرت له كل إمكانيات العالم لكنه لايزال “يفشل”..
المهم ماعلينا.

عرفت يومها ان الاوربيين والعالم اجمع يتابع مايدور في “عدن” يوميا ولديه تقارير تفصيلية عن الوضع الأمني والسياسي والصراع ككل وهذا العالم ينظر الى هذه المنطقة على انها منطقة فشل امنية كبيرة ومساحة تعمل فيها الشركات الأمنية المختلفة والجماعات الإرهابية.

التأجيل الأخير لزيارة المبعوث الاممي الى عدن هي لطمة في وجه من يتولون تأمين “عدن” ومن يقومون على حالها وهي تأكيد واضح وصريح من العالم ان هذه المنطقة لاتزال خطرة وان من يسيطرون عليها فشلوا في تأمينها واذا قورنت المدينة بصنعاء او مأرب او غيرها فان المبعوث الاممي سيتوجه الى هذه المدن دونما أي تردد.

3 سنوات ونحن نصيح فيهم وحدوا الأجهزة الأمنية ،هذه ميليشيات لن تنقعوا بها احد رتبوا اموركم شغلوا اقسام الشرطة ،امنعوا السلاح أوقفوا المسرحيات والأفلام الأمنية ،العالم هذا كبير كبير جدا لن تضحكوا عليه اعملوا على الأرض شيء يقنع العالم انزعوا العقلية القروية من رؤوسكم واتركوا عقلية المنصات والصور انتم خلاص السلطة باتت بيدكم لكن لامستجيب ،كل ماقاموا به هو توزيع الاتهامات هذا خائن هذا إصلاحي هذا حوثي هذا عميل.

والعالم كان يراقب وحينما حان الاستحقاق ادار العالم ظهره لك ، العالم لديه تقاريره اطلاعه نشاطه العالم يتابع كل شيء ويعلم كل شيء وكان الأولى بهم ترتيب الوضع الأمني، توحيد الأجهزة العمل بصدق وبفكر دولة لا بفكر قرية .

اسمعوا لنا اننا لكم من الناصحين ، لايزال لديكم البعض من الوقت اعملوا لاجل ان تظهروا كدولة وليس كمليشيات متناثرة هنا وهناك وحاواو ان تقدموا انفسكم اصلاء قضية لا وكلاء لاخرين العالم ايضا بهذه النقطة ليس غبي ويدرك ويملك قدرة التمييز بين الاصيل والوكيل واذا وجد انه سيتلقي بوكيل فهو يختصر المسافة ويلتقي بالاصيل .

افهمونا كيف تريدون اقناع العالم ان “عدن” امنة وانتم تضعون اسركم كلها في الخارج ،اعيدوا اسركم واوصلوا رسالة الى العالم حقيقية ان “عدن” امنة واضبطوا امنها ثم قفوا في مدرج المطار لكي تنتظرون العالم وتتخاطبون معه ومادون ذلك فهو العبث بعينه.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى