فضاء حر

الى أي مدى نجح ابن سلمان في مهمة انقاذ سمعة مملكته..؟

يمنات

جمال عامر

انشغل ولي العهد السعودي خلال زيارته الى الولايات المتحدة التي لازالت جارية عن المشاكل المتفاقمة في بلاده بكسب ود كل من له تأثير في السياسة او لإعلام او حتى في الفن في مهمة بدت شاقة لتغيير تلك الصورة المشوهة المرسومة في الذهنية الأمريكية عن مملكته .

وفي غمرة محاولة كسب ود المجتمع الأمريكي بدى ابن سلمان في احاديثه منقطعا بالمطلق عن البيئة البدوية المتشددة دينيا التي جاء منها بما في ذلك ملبسه حيث استبدل الدشداشة والعقال ببنطال الجنز والقميص (المودرن) موجها جل اهتمامه لمعرفة الجديد في فن السينمائي وتوقيع عقود لافتتاح دور سينما مماثلة في بلاده التي كان اسلافه يعدونها من المحرمات حتى ماقبل صعوده الى الحكم .

الاهتمام بالفنون بجميع انواعها والانفتاح المدروس هو امر ايجابي بالتأكيد في حال لو كانت المملكة التي يتربع قمة سلطتها تعيش اوضاعا طبيعية لا كما هو حالها الداخلي الذي يعاني من اضطراب حقيقي ومن تهديد امني عسكري غير مسبوق من جارتها اليمن التي طالما كانت مهيمنة على قرارها السياسي .

إذ وخلال تجواله في المدن الأميركية كانت الصواريخ الباليستية اليمنية تحلق في اكثر من مدينة في بلاده مهددة المطارات والمواقع الحيوية الاستراتيجية بينما جنوده يتساقطون قتلى على حدودها التي لم تعد على حالها وهو ما يجعل أي مسؤول يمتلك الحد الأدنى من الأخلاق فضلا عن المسؤولية يعطي اهتماما لما حصل وإن بحكم منصبه كوزير للدفاع .

بدلا من التصرف كوزير للثقافة او للترفيه حين جعل اهم شواغله اثناء زيارته الاطلاع على اخر التطورات التي طالت فن السينما والالتقاء بنجوم هوليود ليغرق في اندهاشه بمدى التقدم الحاصل في الفن السينمائي وحرصه على معرفة خباياه .

حاول بن سلمان ان يقدم نفسه كنموذج للحاكم الانسان المنفتح المؤمن بالتقدم وباعتباره قائد ثورة التغيير في مملكته بعيدا عن صداع حرب اليمن التي قدمته للمجتمع الأمريكي كمجرم حرب وهو الكابوس الذي ظل يلاحقه في حله وترحاله وبالذات في لوس أنجلوس الذي اعتقد انها المدينة المشغولة عن حربه بالسينما والفنون فإذ بعمدتها إريك غارسيتي، يفسد عليه تباهيه بالانفتاح اثناء غداءه في بيت روبرت مردوخ بتمكينه نساء بلاده من قيادة السيارات وعن الاستثمارات في مجال صناعة الأفلام بالمملكة حين ذكره العمدة بانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان والأزمة الإنسانية الحالية في اليمن وهو ما أشار اليه بيان صادر عنه بحسب مانقلته النيويورك تايمز.

ايضا قادت المهتمة بحقوق الانسان ميشيل مودغلين احتجاجات ضد الامير السعودي خارج مكتب وكالة ويليام موريس إنديفور للمواهب في بيفرلي هيلز، التي قدم لها استثماراً بقيمة 400 مليون دولار.

وقالت ميشيل: “إنَّ بن سلمان آتٍ هنا تحت ستار كونه مصلحاً عظيماً يُغيِّر السعودية، لكنَّنا نعلم أنَّ هذا ليس حقيقياً ما دام مستمراً في قصف اليمن وقتل الأطفال الأبرياء”.

كما ان الأسئلة التي كانت تلاحقه وفي كل لقاء يجمعه مع صحفيين لها علاقة بحرب بلاده على اليمن وجرائم الإبادة التي تتقوم بها طائراته بالإضافة الى ما تسبب به نظامه من ازمة انسانية فضيعة هذه الأسئلة ومثلها ذات العلاقة عن ما هو لإنجاز الذي حققته ثلاثة اعوام من الحرب وتوقعه لنهايتها المحتملة هي التي كانت تصفعه في كل مرة وأظهرته تائها ومتناقضا وبدون رؤية واضحة في قضية لها تأثيرها المدمر ليس على نظامه وحسب ولكن على المنطقة بكاملها ومن تابع اجابات بن سلمان حول هذه القضايا يلحظ ببساطة قدر توهانه وتسطيحه لما يحدث , فإطلاق سبعة صواريخ دفعة واحدة بعد سنوات الحرب الثلاث يعتبرها ليس اكثر من تعبير عن ضعف خصومه الحوثيين ويأسهم , ثم هو نفسه يذهب شاكيا للسفراء الدائمين في مجلس الأمن من خطورة اطلاق ذات الصواريخ الذي اوضح انها مهددة لأمن بلاده .

وعن النهاية المحتملة للحرب يؤكد ان الحل لايمكن الا ان يكون سياسيا ثم وفي لقاء اخر يناقض نفسه حين يؤكد على صعوبة التفاوض مع الحوثيين والوصول إلى حلول معهم مشيرا الى خطة يجري تنفيذها لتقسيمهم مع الإبقاء على الضغط العسكري قائما .

ابن سلمان وصل امريكا بينما ترك خلفه ملفات تولاها ولازالت شاهدة على فشله حتى في الحفاظ على ماهو قائم من علاقات تأريخية لدولته مع انظمة محيطه في الخليج والمنطقة العربية بسبب تعامله مع نظرائه كحاكم عليهم لا كقادة مثله لدول مستقلة.

وفي هذا السياق فقد ارغم حليفه السني رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري للتمرد عليه قبل ان يعود متوددا ومثل ذلك دول كالمغرب والاردن الذي دخل معها في خصومات بسبب كبره ورعونته وحتى قطر الدولة الصغيرة والجارة التي دفعها طيش الامير وهيمنته الى الخروج عن طاعة من يفترض انها الشقيقية الكبرى لها ولا زالت تسبب لحكمه صداعا مستمرا  ليكمل اثناء زيارته الطويلة للولايات المتحدة الإجهاز على مكانة ملكه حين اظهره الرئيس الأمريكي مجرد رئيس صندوق مالي يقتصر دوره على انقاذ الاقتصاد وادارة عجلة المصانع المتوقفة لحل مشكلة البطالة .

من خلال ضخ الاف المليارات لصالح امريكا بينما السعودية تعاني من ركود اقتصادي فرض على حكومتها اتخاذ اجراءت تقشف اوقف استكمال مشاريع تنموية والغى ماكان قد تم ادراجه في ميزانية الدولة

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى