فضاء حر

كركر جمل .. حاكي جدار

يمنات

أزال الجاوي

كنا قد نصحنا رفاقنا الثوار حكام صنعاء الجدد ( انصارالله ) مراراً وتكراراً بتحصين الجبهة الداخلية من خلال شراكة وطنية حقيقية في السلطة والقرارات المصيرية مع القوى الوطنية المناهضة للعدوان وكانوا يتعاملوا بفتور تام مع تلك الدعوات حد التهرب من ذلك الاستحقاق “الواجب” باعتبار ان الوطن للجميع وان ذلك شرط موضوعي لمواجهة العدوان الخارجي والانتصار عليه , وقلنا ان عدم الاخذ بذلك يجعل طبيعة المعركة تبدو وكانها مواجهة بين عدوان داخلي وعدوان خارجي وقلنا ان معركة الحديدة هي المعركة الفاصلة وان النصر والهزيمة بها لايعتمد على القوة العسكرية والرجال وانما يعتمد على الادارة والسياسة الصحيحة التي ترتكز على الشراكة الوطنية والاصطفاف الوطني والذي قلنا انه لايمكن ولايجوز التراخي بالاخذ بهما الى مابعد انقشاع غبار معركة الحديدة .

خلال الايام الماضية تواصلت مع الكثير من ابناء الحديدة المقيمين فيها من مختلف التوجهات السياسية والذين معظمهم كانوا ومازالوا يرفضون العدوان الاجنبي على عموم اليمن الا انهم كانوا شبه مجمعيين ايضاً على تململهم من حكام صنعاء الجدد واسلوب تعاملهم وادارتهم ليس لعموم اليمن فقط وانما ايضاً حتى لادارتهم المحلية لمحافظة الحديدة ذاتها وتهميشهم لابناء المحافظة ذاتها وامور اخرى تشكي مرارة الواقع في احتكار الادارة والقرار حتى على مستوى المديرات والقرى النائية بل وفي احيان كثيرة تدل على عنجهية وازدراء لابناء المحافظة الطيبين وكان لسان حال اهل تهامة يقول ( عزالدين اضرط من اخيه الذي سبقه في الحكم ) .

مايحز في النفس ان ابناء الحديدة اصبحوا يشعرون ان كلا الطرفيين المتصارعين “عدوان” عليهم وانهم وحدهم ومصالحهم المغيبين من تلك المعركة التي تدور رحاهم في ارضهم , كما انهم جميعهم اجمعوا على ان سقوط الحديدة في يد “الشرعية” والتحالف ماهي الا مسالة وقت (مع التركيز على “مسالة الوقت” ) ومسالة عدد قتلى يزيد او ينقص من هذا الطرف او ذاك ومن السكان المدنين ايضاً .

رغم كل النداءات السابقة واللاحقة التي قمنا بها وقام بها غيرنا ايضاً الا انه لايبدوا في الافق اي بارق آمل للاستجابة وعليه وبعد ان يقع الفأس في الرأس اعتقد اني سانشد قريباً ابيات الشاعر القائل : ( ولقد نصحت قومي عند منعرج اللوى…فلم يستبينوا النصح الا ضحى الغدي) .
واخشى اننا كنا طوال الفترة الماضية “نحاكي جدار” ؟!!

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى