العرض في الرئيسةفضاء حر

الصمت لا يعالج الكراهية والعنصرية

يمنات

قيس القيسي

هذه القصة القصيرة ليست من وحي الخيال وكل ما جاء فيها حقيقي وحصل ومأخوذ من لسان من تعرض لهذه المأساة وأي تشابه في الأسماء فهو مقصود بل وحقيقي مئة بالمئة.

لأول مرة في حياتي ابحث عن قاموس الشتائم لأجد وصفا وسبابا يفيهم بعض ما وصلوا إليه من سفالة.

بعد خدمة في جهاز الرقابة والمحاسبة لا تقل عن سن من منعه من استلام راتبه في صنعاء أسوة بأصدقاءهم الذين يصرفون لهم رواتبهم دون اشتراط عدم الدوام او النزول لعدن أما هو فلسبب لا يعلمه الا الله وقيادات الجهاز بعدن فقد فرضوا عليه النزول لإستلام راتبه من عدن فنزل..

يستقل بطل قصتنا السيارة متكئا على سني عمره التي تجاوزت العقود الستة وشعره الأبيض الذي يمنعك من رفع عينك في وجهه مطولا دون خجل تدفعه شهور من الحاجة لم يستلم راتبه عنها.

منذ إنطلاق السيارة التي تقله من صنعاء إلى عدن وهو يفكر ويسترجع سنوات خدمته الممتدة من السبعينات وحتى هذه اللحظات..

يتذكر كم مرة عرضت فيها عليه مبالغ مالية ضخمة كرشوة ليلغي ملاحظة واحدة فقط من ملاحظات تقاريره التي يربو عددها عن المئة تقرير اذا لم تكن مئات التقارير ويتذكر كيف التزم قسم المهنة والنزاهة الأخلاق التي عرفها عنه كل زملاؤه في الجهاز اذا صح ان نقول زملاؤه فسنه وخبرته تجعل منه اخا أكبر وابا لما لايقل نسبته عن 90% من موظفي الجهاز.

تمتلىء نفسه بالثقة بالله بأنه لن يخيب مسعاه في حصوله على راتبه الشهري فهو راتبه وقوت اولاده وهم من اشترطوا نزوله لعدن ليستلمه.

تستمر هذه الطمأنينة والثقة حتى يصل الى نقطة الحبيلين قبل دخول عدن
استوقفه جنود النقطة الأمنية على الخط
إسمك وإيش نازل عدن تعمل ؟
“عبدالرحمن الدعيس ونازل استلم راتبي من عدن “
ايش تشتغل وفين ؟
“ااشتغل بالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة انا نائب مدير عام الرقابة على الزراعة والأسماك ”
الزراعة والا الجهاز؟
تعال تعال ياموفق قلك الرقابة على الأسماك
الأسماك مايراقبوهنش يا حاج يؤكلوهن بس هيا انزل انزل بانستضيفك قليل
ينزل الأستاذ عبدالرحمن ولا يكد يتم نزوله ليجذبه العسكري من ياقة قميصه ويسقطه ارضا
يا ابني عيب انا بسن ابوك
ابي كان رجال محترم اما انت ف ———————-”’
املاؤا الفراغ بمالا أذن سمعت ولاخطر على قلب حيوان من الشتائم والسباب والعنصرية والتهديد

بحسب مانقل لي استاذي العزيز 5 ساعات من الإهانات المتواصلة والاعتداء بالركل واللكم منها ثلاث ساعات تم ايقافه بها جوار النقطة العسكرية عل مشارف سائلة ما جافة كعقول واخلاق من اوقفه على مشارفها

اوقفوه هناك مجرد من نصف ملابسه وانتظموا تبادل توجيه الإهانات والشتائم له كل 5 دقائق تخللتها اقتراحات بتصفيته من قبيل
“يا اخي دق ابوه طلقه بالراس ايش بنجلس نوبهله لليل “

ثلاث ساعات وهو ينتظر صوت رصاصة تخلصه من ألم رجل ستيني ينهال عليه اطفال بسن احفاده شتما ولكزا وتهديدا.

يطلقون سراحه بنصف ملابسه ليركب قاطرة نقل راجعة الى صنعاء يسلم راسه وعيناه لنوم طويل ليستفيق منه.

يلعن هذه الحرب ويلعن من مكن السفهاء من رقاب الناس ورواتبهم
فالعنوهم اني وهو من اللاعنين

ولا يفوتنا هنا أن نحمل قيادات الجهاز في عدن كامل المسؤولية عما تعرض له استاذنا عبدالرحمن الدعيس وما سيتعرض له غيره ممن ستجبره الحاجه لتنفيذ ما امرتم به من نزول لاستلام الراتب من عدن وانتم تعلمون اكثر منا ان ماقد يتعرضون له قد يصل لحد القتل وازهاق الارواح وعليه ادعوكم للخجل اذا تبقى لكم شيء منه.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى