أرشيف

اعتصام المجتمع المدني يؤكد استمراره في النضال السلمي ويطالب بالإفراج عن المعتقلين

كالعادة كانت أجهزة الأمن مستعدة لاعتصام موازٍ لاعتصام ائتلاف المجتمع المدني «أمم» و أحزاب اللقاء المشترك في أمانة العاصمة الذي نفذ في الساحة الواقعة أمام مقر الحكومة والتي أطلق عليها منذ ما يقرب من العام «ساحة الحرية»، فمنذ الصباح كان أجهزة الأمن قد حشدت عددا ممن زعمت أنهم من طلاب جامعة صنعاء المطالبين بتطبيق قانون الجامعات، والمتقاعدين الداعين إلى ترتيب أوضاعهم الوظيفية، حاملين معهم صور رئيس الجمهورية، ولافتات تشيد ببرنامجه الانتخابي وترفض التحايل عليه.

وإلى الجوار منهم، ولكن بعدد أقل وبوتيرة أعلى نفذ ائتلاف المجتمع المدني «أمم» واللقاء المشترك اعتصامه الذي طالب بيان صادر عنه بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من قادة المشترك والحراك السلمي في جميع المحافظات والإفراج السريع عن الفنان "فهد القرني" ومحاسبة مرتكبي جريمة اعتقاله.

وأدان البيان التهديدات التي تعرضت لها ناشطات إعلاميات وحقوقيات وفي مقدمتهن توكل كرمان ونبيلة الحكيمي، مؤكداً على ضرورة الكف عن صب الزيت على النار ومواجهة الاحتجاجات بالقمع، مؤكدا أن أمن اليمن واستقراره لن يتحقق إلا بإيجاد حلول حقيقته للمشاكل القائمة والنظر بجدية إلى مطالب المحتجين وليس بإخراج الدبابات إلى الشوارع والزج بالمعارضين في المعتقلات.

وأكد المعتصمون في بيانهم أنهم سيواجهون الممارسات "الشمولية" للسلطة والتي تزيد من الاحتقان وتدفع أصحاب المطالب نحو بدائل أخرى تلحق الضرر بالوطن وتنمي النزاعات اللاوطنية بمزيد من النضال السلمي حتى يصير المواطن موطن القرار الأول ومصدر تشريعه.

واعتبر النائب المستقل أحمد سيف حاشد في كلمة ألقاها أمام الاعتصام السلطة معاندة ومكابرة لا تريد أن الاعتراف بأنها غارقة بالخطايا والآثام وأنها تحمل أثقالاً من البشاعة والجرائم التي ترتكبها كل يوم بحق الشعب والوحدة والديمقراطية.

وأشار إلى أن السلطة تريد عسكرة الحياة المدنية وقمع المظاهرات السلمية وتغلق الصحف المستقلة والمواقع الالكترونية وتحضر التجول وتمارس حالة طوارئ غير معلنة في المحافظات الجنوبية، وأنها تتحول إلى سلطة بوليسية متوحشة، وأنها تمارس ما تمارسه العصابات الإجرامية من الاختطافات والإخفاء القسري في أنصاف الليالي واعتقال مئات المواطنين دون جريمة خلاف للدستور والقانون وتمارس إرهاباً يومياً ضد الشعب والوطن.

الفعالية التي حضرها المئات كانت قضية اعتقال "القرني" أكثر حضورا فيها،وشاركت فرقة "القرني" في تقديم أناشيد وأغاني لم تكن قريبة من القضايا الساخنة في البلد إلا بشكل طفيف للغاية.

كلمة النائب احمد سيف حاشد في الاعتصام

أيتها الأخوات .. أيها الإخوان .. أيها الجمع الكريم ..

لقد كشفت لنا أكثر من ثلاثة عشر سنة خلت أن حرب 7/7/1994م كانت قبيحة وظالمة .. حرب ابتلعت خلال أسابيع قليلة نصف وطن فود وغنيمة باسم "الوحدة والشرعية" .. حرب أقصت بقسوة النصف منا وصادرت حقوق الشريك المهزوم، ورقصت البرع على أشلاء وأوجاع الوطن .. سلطة دميمة مارست إذلال بغيض وباذخ ضد أبناء الوطن في ذلك الشطر المثكل والمثقل بالوجع .. الشطر الذي صادره النافذين والمتنفذين الذين لم يروا في الوحدة إلا قوة وجبروت ينهب بنهم وسطوة للأرض والثروة والمال.. 

أكثر من عام من الحراك الشعبي في محافظات الجنوب المستباح وهذه السلطة الدميمة تعاند وتكابر ولا تريد أن تعترف أنها غارقة للقاع بالخطأيا والآثام والأخطاء الجسام وتحمل أثقا لا  من البشاعة والجرائم التي ترتكبها كل يوم بحق الشعب والوحدة والديمقراطية ..

هذه السلطة هي من قتلت بالرصاص الحي المعتصمين سلميا في ردفان والضالع وعدن وحضرموت وأبين وغيرها من المحافظات الجنوبية وهي من آوت القتلة وما زالت تذوذ عنهم وتحميهم من أن يطا لهم قضاء أو يد عدالة ..

هذه السلطة هي من تعسكر الحياة المدنية وتقمع المسيرات السلمية وتغلق الصحف المستقلة والمواقع الألكترونية وتحضر التجول وتمارس حالة طواريء غير معلنة في كثير من المحافظات الجنوبية ، وتتحول بسرعة لافتة إلى سلطة بوليسية متوحشة تقتل وتقمع وتعتقل دون أمر قضائي أو مسوغ من دستور أو قانون ..

إن هذه السلطة قد بلغ بها الحال اليوم من الجرأة والاستهتار حدا ما كنا نتوقعه حيث عمدت مؤخراً جهاراً نهاراً إلى تعطيل بعض نصوص الدستور والقوانين النافذة التي تكفل حق الرأي والتعبير بما فيها حق الاعتصام والتظاهر واستصدار الصحف والحصول على حق امتلاك وسائل الإعلام وحق تأسيس الجمعيات والمنظمات ..

هذه السلطة تمارس ما تمارسه العصابات الإجرامية من الاختطافات والإخفاء القسري في أنصاف الليالي واعتقال مئات المواطنين دون جريمة خلاف للدستور والقانون وتمارس إرهابا يوميا ضد الشعب والوطن..

إن السلطة لم تحفظ درس حرب صعدة ولم تتعظ  مما جلبته تلك الحرب من ويلات والآم   .. لقد كنا نحاول منذ البدء أن نفهمها أن  الحرب وخيمة ونتائجها كارثية وفادحة .. فعنتت وعاندت وركب رأسها عناد وكبر لا يطاق زاعمة أن أمامها شرذمة سوف تسحقها في سويعات وإذ بها في الحقيقة محرقة يمتد عمرها أكثر من أربع سنين أهدرت فيها كثير من مقدرات وثروات الأمة .. لقد أحرقت ودمرت وقتلت السلطة ما أستطاعت عليه.. زجت بألآف السجناء الأبرياء بينهم مئات الأطفال في غياهب السجون والمعتقلات التي تعمل خارج القانون.. وفي الأخير وبعد ثمن كبير أنكسرت وتفاوضت وهي جاثية على ركبتيها.. كانت يمكن أن تقدم عُشر هذه التنازلات في أول الطريق وستتجنب وتجنب الوطن والشعب ويلات حرب ..

ولأن هذه السلطة لا تتعظ ولا تتعلم نجد النافذين والمتنفذين فيها ينهبون الأرض والثروة في المحافظات الجنوبية دون أن تردع فاسد أو ظالم .. كان الحل قبل عام ممكنا ودون خسائر ولكن تعنت السلطة وغرورها لم يبقِ ما يحفظ ماء وجهها .. تقمع وتقتل وتعتقل بغير دستور أو  قانون .. تدفع بالأمور نحو أسفل المنحدر وتهدد الوحدة أكثر من أي عدو أو خصم .. ولذلك أو ربما في هذه المرة سيكون رأس السلطة أكثر انتكاسة من كل ماسبق  ثمنا لهذا الغرور ..

لا يزال في الزمن بقية أن أرادت السلطة أن تتعلم وتتعظ وتراجع ما فات من أخطاء  لتنقذ الوحدة واليمن من كارثة وشيكة ستسحل الشعب والوطن والوحدة معا.. على السلطة أن تتنازل اليوم بالقليل حتى لا تجبر غدا على التنازل المذل بالكثير والكثير ..

يجب أن تفهم هذه السلطة إن القمع الذي تمارسة لن يجلب لها إلا الوبال وانكاء الجراح وسيفشل فشلا ذريعا وستندم وسوف تخضع في قادم الأيام مرتين وثلاث وألف إن لم تخضغ اليوم مرة واحدة..فالقمع لن يزيد المقهورين الا بأسا وعزيمة ودروس التاريخ كثيرة ان أراد رموز القمع أن يقرؤوا..  

 البلاد اليوم تعيش أوضاعا سياسية واقتصادية صعبة والإنهيار وشيك والقتل والقمع والسجون لن يزيدها إلا بؤسا وسيرمي بها الى قعر الكارثة وسوف تتحول الوحدة  إلى أشتات وشظايا تتطاير في كل حدب وصوب.. إن الحكمة لو غابت عن السلطة اليوم فلن تدركها غدا أو في قادم الأيام القريب..

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى