أرشيف

شاب يعود من ديار الغربة لينتحر بسموم التقاليد

سيراً على الأقدام اجتاز حدود البلاد ، تسلل بين الجبال ، لم يعر شيئاً اهتماما ، أعتقد ألا سبيل للتراجع ، فأما الانتظار في أرض الوطن لسنوات يجمع خلالها ما يغطي نفقات عرسه ، وعندها سيكون الرأس قد اشتعل شيباً ، وإما المجازفة والاغتراب وإن كانت وسيلته التهريب..

أحلام الرحيل

)م . ع . أ ( شاب في الثالثة والعشرين من عمره ، هو أحد أبناء محافظة المحويت ، طاردته أحلام الزواج إلى أن رحلت به للاغتراب خارج أرض الوطن، والمجازفة بروحه من أجل جمع مبلغ من المال يكفل له تغطية نفقات الزواج ، وعلى مدار فترة من الزمن احتمل لوعة مفارقة أهله وامتهان أيام الغربة في سبيل تحقيق أحلامه تلك، وعندما عاد إلى أرض الوطن طفق يبحث عن شريكة حياته مع إشراقة شمس أول يوم على عودته .

تقاليد ليس إلا

سرعان ما وجد )م . ع . أ ( من اختارها لتكون شريكة حياته وفتاة أحلامه ، حمل بكل تواضع ما ادخر من مال في غربته وسار به إلى والديه وطلب منهما تزويجه وظل ينتظر رد والديه إلا أن مدة انتظاره طالت، كانت الوعود المتكررة هي كل ما كان يسمعه والحجة المستمرة هي الضائقة المالية التي تعاني منها الأسرة والتي لا تتيح لهم تغطية نفقات عرس بحجم عادات وتقاليد أهالي المنطقة .

تهديدات تنتهي بكارثة

نفذ صبر )م . ع . أ ( وكثرت توسلاته بطلب الزواج وعندما ضاق وبلغ به الحال حد الانفجار للدرجة التي هدد بها بالانتحار إن لم يتزوج في أقرب وقت ممكن ، أمله بالزواج ظل يتلاشى تدريجياً إلى أن غاب تماماً فتهديداته لم تجد من يصدقها وبعد إلحاح شديد من الشيطان بالانتقام لذاته من ذاته لجأ لتنفيذ ما هدد به حين قام بمزج أربعة أنواع من المبيدات السامة التي يستخدمها والده في عملية الزراعة في زجاجة مع كمية من العصير وذهب يطلب السماح من والديه وجدته وأسرته وهو يردد عبارات أرجو أن تسامحوني إني سأموت إني سانتحر ، ونفذ تهديداته .. لم تصدق الأسرة ذلك وأصيبت بصدمة عنيفة وهي ترى ابنها الشاب يدخل في سكرات الموت وهي عاجزة عن إنقاذه، في محاولة يائسة استدعت الأسرة الطبيب ولكن دون جدوى من وجود الطبيب والإسعافات الأولية .. رحل )م . ع . أ ( إلى عالمه الآخر، رحل دون رجعة تاركاً كارثة ستطارد الأسرة كشبح لمدة طويلة من الزمن ولعنات لطالما انهالت على عادات وتقاليد بعض المناطق اليمنية التي منها ما قتل )م . ع . أ( …

زر الذهاب إلى الأعلى