أرشيف

المرصد اليمني لحقوق الإنسان يناقش نتائج البحث الميداني عن الدور السياسي للقبيلة بصنعاء

عقد المرصد اليمني لحقوق الإنسان يوم أمس 9 أغسطس 2008 بصنعاء ورشة المناقشة الخاصة بنتائج البحث الميداني للدراسة التي تمت في 6 محافظات يمنية ضمن مشروع الدور السياسي للقبيلة. وكان المرصد قد أجرى البحث الميداني في شهر مارس من العام الماضي ونفذ بعدها عملية تحليل البيانات.

واستعرض الدكتور "عادل الشرجبي" رئيس فريق البحث نتائج الدراسة الميدانية، متحدثاً عن موضوع الدراسة وأهميتها ودوافعها والأسباب الرئيسية والفرعية التي دفعت المرصد وشركاؤه للقيام بها.

وقال الشرجبي: "استهدفت الدراسة ست محافظات "صنعاء وعمران وذمار وتعز وأبين وحضرموت" رأينا أنها تقوم على تمثيل ثلاثة مستويات من التشكيل القبلي، وهي محافظات ذات مجتمعات قبلية وتتمسك بعشائريتها بقوة" مشيراً إلى أن الهدف من الورشة هو الاستماع إلى آراء المشاركين فيها عن الدراسة وتقييمها، وبيان أوجه القصور فيها، ومعرفة مدى واقعيتها وماهية الاختلاف في كل محافظة؟

ونوه الشرجبي إلى أن الدراسة استهدفت مديريتين في كل محافظة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون إحداهما شديدة التمسك بدور القبيلة فيها، وتكون الثانية عكس ذلك.

وشارك في الورشة 25 مشاركا ومشاركة يمثلون القبيلة من محافظات صنعاء وذمار وعمران وأمانة العاصمة ومن الجهات ذات الشأن، وإعلاميون وناشطون حقوقيون، مقدمين آرائهم وملاحظاتهم حول الدراسة وأسئلتها ونتائج الإجابات على الأسئلة.

وفيما رأي نبيل عبد الحفيظ أنه كان يفترض بالدراسة أن تشمل الجمهورية بكاملها، مقتنعا أن النتائج كانت معقولة إلى حد ما؛ تساءلت هدى العطاس: «هل توخت الدراسة التمييز وخصوصا في المحافظات الجنوبية بين وضع القبيلة فيها قبل الوحدة وبعد الوحدة.؟ وهل أخذت بعين الاعتبار هذا المعيار، وهل عملت الدراسة على تحديد تعريف مضبوط للشيخ خصوصا مع كثرة الذين يدعون أنهم مشائخ»، منبهة إلى أنه كان على الدراسة أن تأخذ بعين الاعتبار محافظات شبوة والجوف ومآرب.

وقال المحامي «أحمد الوادعي»: «يبدو أن الدراسة حددت الزمن الذي بحثت فيه عن القبيلة ودورها السياسي منذ عام 1990 وهذا خطأ لأن دور القبيلة يسبق ذلك التاريخ بكثير». وأضاف: «غاب السؤال: كيف عاد دور القبيلة في الجنوب بعد أن كان قد انتعى منذ عقود.»

وتحدث «عبد الله ضبعان» من محافظة صنعاء عن تجذر القبيلة في المجتمع مشيراً إلى عدم سهولة إزالتها، مطالبا بعدم التشاؤم من القبيلة أو تكوين تصورات خاطئة عنها حسب زعمه.

وقال: «عندما يتعلم القبيلي يصبح مثل أي شخص متعلم، والأحزاب للأسف تسقط أثناء الانتخابات من أجل أن تكسب صوتا تدعم فيه قبيلي ضد قبيلي».

وسألت «مها عوض» من اللجنة الوطنية للمرأة عن نصيب النساء في عينة البحث، وهل تم استطلاع آرائهن، مشيرة إلى أنه كان ينبغي دراسة موضوع عودة القبيلة إلى ساحة الوجود في الجنوب بالتفصيل.

وانتقدت أسئلة الدراسة بالقول: «كانت هناك عمومية في طرح الأسئلة، وهذا غير مفيد عند استقصاء الإجابات».

وانتقد «طاهر شمسان» بدوره صياغة الأسئلة معتبرا إياها غير مفهومة للمبحوثين، وقال: «كان يفترض بالأسئلة أن تكون أكثر تحديداً للوصول إلى إجابات محددة.»

وعن الثأر تساءل «شمسان»: «هل الثأر يرتبط بالثقافة القبلية.؟». وأجاب: «كان الثأر قبل الثورة شبه منعدم، لأن القاتل كان يعرف أنه سيقتل بحكم قبلي أو قضائي، لكن الثأر أخذ بعد الثورة معنى القصاص لعدم وجود الإنصاف القضائي.»

تأتي هذه الورشة التي تتويجاً للمرحلة الثانية من المشروع الذي ينفذه المرصد منذ أكثر من عام عن طريق فريق بحث متخصص يرأسه الدكتور"عادل الشرجبي"  وضمن برنامج متكامل يماثله مشروعين في كل من العراق والأردن بالتعاون مع مركز أبحاث التنمية الدولية بكندا (IDRC)

زر الذهاب إلى الأعلى