أرشيف

فتيات يقرعن أبواب المقاهي ..وشباب يسامرون الدخان حتى الفجر

ما أن وضع قدميه على باب ذلك المطعم المحترم حتى كادت الصور أمامه تختفي لشدة الدخان.. في البداية خيل له أن هناك حريقاً في مكان ما داخل المطعم لكن ما أن جلس على أول كرسي أمامه حتى اكتشف مصدر تلك السحب من اللون الأبيض والذي لم يكن سوى دخان الشيشة والمعسل، والغريب أن مصدره أفواه عشرات الشباب والشابات في المكان.

لم يكن هذا الحال قاصراً على ذلك المطعم بعينه لكنه حال كل الاستراحات والمطاعم والمقاهي في رمضان، وهناك من يمارس هذه العادة خصيصاً خلال أيام الشهر الكريم دون سواه..

كيف يقضي الشباب أيام الشهر المبارك؟

سؤال وجهته صحيفة المستقلة لتلك الشريحة، فكيف كانت الإجابات؟

الاستراحات خير ملاذ

(م. ن) شاب عشريني كانت إجابته عن السؤال كالتالي:

"قي رمضان يتغير الحال كثيراً والسبب انشغال الناس بالصيام حتى ما بعد أذان المغرب، وأنا شخصياً تعودت قضاء باقي الوقت في تدخين الشيشة مع أصدقائي لذلك نجتمع عند الساعة العاشرة مساءً ونتفق على مكان معين نقضي فيه الوقت حتى ساعات متأخرة بل وفي أحيان كثيرة قد يؤذن الفجر ونحن لا نزال في نصف الطريق لم نصل بيوتنا.. هكذا نقضي ليالي شهر رمضان منذ ثلاث سنوات، ولم تتغير طريقتي هذه ولا أعتقد أنني سأغيرها لأنها مريحة لي.

البنات.. الشيشة في رمضان مذاق خاص

وإذا كان هذا هو حال الشباب فكيف هو الحال مع الجنس الآخر؟

– تقول (منى):

"في رمضان يذهب النهار ما بين العمل والمطبخ، لذلك ليس لدينا سوى فترة الليل نستفيد منها وأنا أفضل قضاءه مع صديقاتي في أحد المطاعم أو الأماكن المفتوحة مثل هذا المقهى، ونحن نقضي الوقت في شرب الشيشة بعد أن نختار مكاناً منزوياً قليلاً لا يضايقنا فيه أحد".

تقاطعها إحدى صديقاتها (س. ف) قائلة "في رمضان يصبح للشيشة مذاق خاص مختلف جداً، أنا شخصياً لا أشربها بكثرة في الأيام العادية لكنني أحبها كثيراً في رمضان حيث تعطي لرمضان أجواء مميزة تظل في ذاكرتي طوال العام حتى قدوم رمضان من العام الجديد، ونحن نقضي ما بين الساعتين والثلاث في شربها والتحدث في أمورنا الخاصة والضحك وأنا لا يمكن أن أتخيل رمضان دون شيشة".

تعلمتها في رمضان

 (هاني).. "لم أكن أشرب الشيشة أبداً لكنني تعلمتها في رمضان العام الماضي، وقد أعجبتني كثيراً وأحسست برغبة شديدة في الاستمرار في شربها إلى الآن، وضعها في رمضان مختلف ربما الارتباط بالزمان نفسه هو السبب كوني تعلمت شربها في رمضان دون سواه، كما أن الأحاديث في رمضان لها طعم خاص مع وجود الشيشة، لذلك ألتقي كل يوم تقريباً مع أصدقائي في أحد المقاهي ونظل هناك لساعات حتى آخر لحظات الفجر حيث نجد الخطى نحو بيوتنا وكل أملنا أن نلتقي اليوم التالي على دخانها".

تجارة رابحة

هذا بالنسبة لمرتادي الاستراحات والمطاعم في رمضان لكن كيف يبرر أصحابها سماحهم للشباب بممارسة هذه العادة في هذا الوقت من العام؟

يقول (ناصر) وهو صاحب استراحة:

"قد يعتقد البعض أننا نشجع الشباب على ممارسة هذه العادة خاصة في شهر رمضان لكن أنا شخصياً لم أكن كذلك خاصة في البداية حيث قصدت من فتح هذه الاستراحة توفير المكان المناسب للشباب لقضاء الوقت ووفرت فيها كل وسائل التسلية والراحة إلا أن من كان يحضر إلي كان يسأل عن شيء محدد دون غيره بما في ذلك الفتيات فالجميع ما أن يسأل عن الشيشة ونخبره أنها غير موجودة لدينا حتى يشد رحاله باحثاً عن مكان آخر، وكثيرين من الذين لم يكونوا يحبون هذا المكان في الماضي أصبحوا من زبائنه المستمرين منذ قررت إحضار الشيشة إليه، وأنا اعتبرها تجارة مربحة ومميزة لا يمكن استبدالها".

طباخ السم يذوقه

 (عبدالرحمن).. "محلي مشهور بالشيشة لدرجة أن الشباب يطلقون عليه ملك الشيشة وهناك الكثير من الشباب يحبون قضاء أيام شهر رمضان كلها عندي هنا. أنا لا أستطيع نصحهم بالابتعاد عنها لأنها مجال عملي ووسيلة عيشي إلا أنني لا أقضي معها سوى ساعة واحدة في اليوم على الأكثر ولا أدري فربما أجد نفسي معها على الدوام وأنني لم أكن أطيقها لكن مع بقائي في المحل والإشراف على الزبائن تعودت على رائحتها تدريجياً ثم شربتها وربما أكون مدمناً عليها دون أن أعرف، فأنا أشربها قليلاً لكنني أشم رائحتها كل الوقت، وصدق المثل القائل "طباخ السم يذوقه".

لا عيب ولا حرام

 (هناء).. "لم تعد الشيشة للبنات أمر معيب خاصة بعد أن كثر عدد البنات المدخنات للشيشة، بل أصبحنا نشربها في الأماكن العامة وأمام أعين الملأ بعد أن كنا نقوم بذلك سراً داخل البيوت كما أنها ليست حراماً حتى لا نشربها في رمضان أو غيره، وأنا وصديقاتي لا نلتقي لقضاء الوقت إلا وكانت أمامنا خاصة في ليالي شهر رمضان".

هل يعلم الأهل بذلك؟

في الحقيقة لا، ربما تعلم والدتي أنني أشربها لكن لا يعرف الآخرون، وأفضل ألا يعرفوا ذلك".

أحب رائحة دخانها

(ص. س).. "أنا لا أشرب الشيشة لكنني أحب رائحة دخانها كثيراً والسبب في ذلك أن جميع أصدقائي يحبون شربها خاصة في رمضان حيث تعطي لأجواء رمضان شكلاً مميزاً لا يكتمل إلا بها، لذلك أقضي ساعات ما بعد الإفطار معهم في أي مطعم أو استراحة فيها شيشة وهم كثيري التعليق علي حيث يقولون لي أنني اعتبر مدخن كوني أشم رائحتها معهم باستمرار".

رمضان والشيشة توأمان

 (ت. ح) "لا يمكن التفريق بين رمضان والشيشة فهما كالتوأمان لا يتميزان إلا معاً والشيشة هي وسيلة التسلية الأكثر تميزاً خلال رمضان وهي ظاهرة حديثة تقريباً في مجتمعنا إلا أنها انتشرت بقوة خلال السنوات الأخيرة حتى على مستوى البنات، وأنا أشاهد الكثيرات منهن في محلات الشيشة وهناك من تنفث الدخان بقوة أكبر من الرجال أنفسهم وأنا لا أقضي ساعات كثيرة في شرب الشيشة إلا أنني أكاد لا أفارقها خلال شهر رمضان، ألم أقل أنهما توأمان".

إذاً شبابنا يقضي ليالي الشهر الكريم في صناعة الدخان على أنغام الشيشة في عادة أصبحت تبث سمومها هذا الشهر أكثر من سواه. الشيشة التي صارت الرفيق المخلص لكل طالب وطالبة وشاب وشابة ولم يعد يتخيل فيها أبناؤنا في ليالي شهر رمضان المبارك أن تغادر أو تختفي.. والطامة الكبرى أن لا يزداد الشغف بها إلا في الليالي الفضيلة التي لا تتكرر إلا مرة واحدة طوال العام.. فهل يتعلم الشباب أن رمضان شهر للعبادة والتقرب من الله لا شهر النوم في العسل والمعسل.

زر الذهاب إلى الأعلى