أرشيف

استمرار اعتقال المئات في عدن على ذمة التصالح والتسامح وطلاب يؤكدون تصعيد احتجاجاتهم للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين

 واصلت السلطات الأمنية في عدن اعتقال قرابة 460 مواطناً كانوا شاركوافي تجمع سلمي عرف بمهرجان التصالح والتسامح اقيم في ساحة الهاشمي في مدينة الشيخ عثمان الثلاثاء الماضي، وقدر منظمو المهرجان عدد المعتقلين بأكثر من خمسمائة مواطن.

وقالت مصادر حقوقية ان السلطات لم تفرج حتى مساء أمس الأربعاء سوى عن 43 منهم.  واستخدمت السلطات القوة لتفريق المهرجان ما أدى الى اصابة خمسة اشخاص على الأقل.

وذكر المحامي يحيى السقلدي من المرصد اليمني لحقوق الإنسان في عدن أن مجهولين نقلوا أمس المصاب نبيل بلعيد من مستشفى النقيب بعدن الى جهة من المعتقد انها العاصمة صنعاء.

وقال ان مجموعة بلباس مدني أخذت بلعيد على سيارة حكومي تتبع المستشفى الجمهوري في صنعاء وادعوا ان لديهم تعليمات بنقله الى الخارج. ومن المصابين كذلك صالح علي (طالب جامعي) وشاكر مثنى ومحسن علي مثنى ومحمد الصبيحي.

استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والهراوات واعقاب البنادق والقنابل المسيلة للدموع ما أدى الى اصابات متفاوتة الشدة ومضاعفات أخرى منها ارتفاع ضغط الدم. الى جانب سلب الهواتف المحمولة للمعتقلين اشتكا اقارب معتقلين تعرضهم لاصابات إلا ان المحامي السقلدي قال: لم نتأكد من هذه المعلومات، كما ان سلطات السجن المركزي التي نفت وجود أي مصاب لديها رفضت السماح بالتأكد من وجود مصاب سادس لديها.

 وإذ توزع المعتقلون على السجن المركزي وعدد من أقسام الشرطة في مدينة عدن قال المحامي السقلدي ان 22 معتقلاً احيلوا من شرطة البحث الجنائي وشرطة دار سعد الى معتقل الاستخبارات (الأمن السياسي) دون معرفة الأسباب. وإذ رفضت سلطات السجن المركزي والبحث الجنائي للمحامين التأكد من اسماء 70 معتقلاً لديها على الأقل قال السقلدي ان السلطات رفضت أيضاً السماح للمحامين بحضور التحقيق مع المعتقلين أو بمقابلتهم في مخالفة صارخة للقانون.

 واضاف سنواصل السعي لدى الجهات المختصة ومحافظ المحافظة للاطلاع على اسباب كل هذه المخالفات بما في ذلك نقل المعتقلين من اماكن اعتقالهم الى جهات أخرى.

ووصف ما حدث بأنه تجمع سلمي دعي اليه بطرق شرعية وقانونية عبر وسائل الإعلام، معتبراً نقل المعتقلين الى الأمن السياسي نوعاً من وسائل الضغط على المواطنين لتقييد حريات التعبير عن آرائهم.

وتتهم السلطات المعتقلين بالاشتراك في مسيرة غير مرخصة وعمدت الى الضغط عليهم بالتوقع على تعهدات بعدم العودة الى المشاركة في أي فعالية لكنهم رفضوا ذلك.

وأدانت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني في اجتماعها المنعقد يوم الثلاثاء ما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية والعسكرية من اعتداء مسلح على المواطنين المحتشدين في مهرجان التصالح والتسامح في محافظة عدن مدينة الشيخ عثمان ما أدى إلى إصابة العديد منهم بإصابات بعضها بالغة الخطورة.

وأشارت الأمانة العامة إلى أن هذا التصرف إنما يكشف عن ضيق السلطة بحق المواطنين في ممارسة التجمع السلمي والاحتجاج على السياسات الرسمية غير الرشيدة التي جلبت للمواطنين الكثير من الآلام وضاعفت من معاناتهم اليومية.

ولفتت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي إلى أن ما يثير الانتباه هو تلك الحملة المسعورة التي تشنها السلطة وأجهزتها وموظفوها على حركة التصالح والتسامح هذه الحركة المدنية السلمية ذات المقاصد الإنسانية النبيلة.

 وتساءلت عن فحوى ضيق السلطة بتسامح الناس ورغبتهم في طي صفحات الصراعات الماضية وحرص السلطة على إثارة النزاعات وتغذيتها ونكء جراح الماضي وهو ما يكذب تلك الادعاءات التي ما انفكت أجهزة أعلام السلطة تكررها عن الادعاء بالتسامح والعفو.

وطالبت الأمانة العامة بسرعة الإفراج عن المعتقلين والاعتذار لهم ومحاسبة كل من وجه بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار جسدية ومعنوية.

وامتدت أصداء الاعتقالات الى ردفان فاندلعت بعد ظهر الثلاثاء الماضي اشتباكات مسلحة وصفت بالعنيفة بين قوة من الجيش والأمن كانت متمركزة في جبال منطقة (حليه) حالمين ومجموعة قبلية مسلحة من قبائل ردفان شرعت بقطع الخط العام بين صنعاء – عدن احتجاجاً ورد فعل على ما قامت به السلطة بأجهزتها الأمنية والعكسرية بعدن من قمع واعتقال المواطنين.

وذكر مراسل «يمنات» ان تلك المجاميع المسلحة أجبرت قوات الجيش والأمن هناك على الانسحاب كما ان الغاضبين قطعوا الخط العام أمام الحركة المرورية وما يزال الطريق مغلقاً حتى اليوم.

يطالب الغاضبون بسرعة الافراج عن المعتقلين والجرحى على ذمة مهرجان التسامح بعدن، ولم تفد معلومات عن اصابات بين المجاميع القبلية المسلحة وقوات الجيش والأمن. الى ذلك نفذت مجالس الحراك الطلابية لطلاب ردفان أمس الأربعاء اعتصامات احتجاجية تطالب بالافراج الفوري عن معتقلي مهرجان التسامح والتصالح الذي اقيم في عدن الشيخ عثمان من ضمنهم رئيس الحركة الطالب نعيم هيثم، حيث نفذ طلاب كلية التربية ردفان اعتصاماً احتجاجياً في ساحة الكلية رافقه اضراب كامل عن الدراسة.

كما نفذ طلاب وطالبات ثانوية مديرية حبيل جبر ردفان اعتصامات ومسيرات احتجاجية تطالب بالافراج الفوري عن المعتقلين والافراج عن رئيس الحركة نعيم هيثم كذا رفع المظاهر العسكرية من ردفان. وقد لوح الطلاب بامكانية تصعيد احتجاجاتم ما لم تلبى مطالبهم.

زر الذهاب إلى الأعلى