أرشيف

لماذا يكره أبناء آباءهم؟

عدم احترام الأبناء للآباء موضوع يستحق المناقشة كونه له دوافعه وأسبابه وأثاره الاجتماعية وهذا ما تتناوله السطور التالية..

ابني خفف كرهي

علي (36 )عاماً قال : "في السابق كنت لا أضع مكانة لأبي ولا أحب الطريقة التي يفكر بها والمعاملة التي يعاملنا بها لكنني بعد أن تزوجت وأنجبت حاولت أن أخفف من ذلك لأن هناك من قال لي بأن ابني عندما يكبر قد يكرهني".

أحياناً

(م . ن 17 سنة) : "أحياناً عندما يضربني أو يضرب أمي أشعر أنني أكرهه وأكره وجوده في المنزل وأعتبر أن عمله فرصة أو راحة بالنسبة لي، فطول ما هو في المنزل أشعر بعدم الراحة وكأن شيئاً يجثم على صدري".

من صغري

 أما (رنا) فقد قالت : "منذ صغري وأنا لا أكن لأبي أي مشاعر محبة وأنا أراه وهو يستعبد والدتي ويقوم بضربها ويشتمها بعبارات فظيعة جداً، ولأنها يتيمة ولا أحد لها كان كثيراً ما يلقي بها إلى الشارع ، فتبقى عند الجيران، وبعد مشوار من الجحيم طلقها ثلاثاً وذهب يتزوج .. إنني أتمنى أن يتقدم لي أي رجل ليس لأنني أحلم بالزواج أو لأنني أريد أن أتزوج كسائر البنات ولكن لكي أتخلص من رؤية وجهه بعد أن حرمنا من والدتي وتزوج".

حتى بعد وفاته

أما (حياة) فقد قالت : "أختلف مع والدي وأغضب كثيراً لكنني لم أشعر يوماً ما أنني أكرهه، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية لكنني في المقابل أعرف فتيات يكرهن آبائهن لدرجة أن إحداهن حتى بعد وفاة والدها ظلت تكرهه وتدعو عليه وهو في قبره، وهذه النوعية من الشخصيات الحقودة التي لا تعرف التسامح".

شخص أناني

أما (م . ح . ع) فقال : "أكره والدي من طفولتي لأنه شخص أناني، فعندما أخرجني من المدرسة وجعلني أعمل معه لم يفكر بمستقبلي وإنما في الاستفادة من عملي معه، وعندما أرد أن يزوجني فعل هذا لأنه يريد أن يفرح بي وليس لأنني أريد هذا.. كان يتجاهل طلباتي ويرغمني على فعل طلباته هو، وعندما كبر وضعف أخرجت كل الغل الذي في قلبي .. ضربته مرات عدة وحبسوني من أجله مرتين".

الأم هي السبب

(أبو محمد) قال : "إن الأم هي السبب حيث إذا كانت الأم تحب زوجها فمن المستحيل أن يكره الأبناء أو أحدهم الأب، الابن ممكن يكون عاصي وعاق لكن لا يصل الأمر به إلى أن يكره والده إلا إذا كانت أمه تكره والده فالأم هي من تعلم الأبناء حب أو كره الأب، فهناك نساء يكرهن أزواجهن فيحاولن توريث هذا الكره لأبنائهن، وعندما يشيخ الأب ويصبح عاجزاً يخرج هذا الكره للعلن فنرى الأبناء يبرون أمهم ويقسون على والدهم، وهناك نساء ينتظرن حتى هذا الوقت وتطلب الطلاق من زوجها وهي ضامنة مساعدة أولادها وبقائهم معها، ولهذا نرى امرأة تطلب الطلاق بعد مرور 20 أو 25 سنة من الزواج ولهذا قال سبحانه وتعالى "إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم..".

كره وانحراف

أما (أمة الرحيم) فقالت : "هناك فتيات سلكن سلوكاً مرفوضاً ومحرماً وأقمن علاقات سيئة مع شباب وليس شاباً واحداً لمجرد أن تسيء لوالدها الذي أساء معاملتها، وهي تريد أن ترد هذه الإساءة بإساءة أكبر، فكثير من الفتيات المراهقات والصغيرات جداً تهرب مع شاب وتذهب لشخصيات اجتماعية نافذة لإرغام والدها على تزويجها بشكل مهين لمجرد الخلاص منه والحياة بعيداً عنه، فالأب في بيته كالمزارع الذي يزرع الأرض فإذا زرع قسوة وظلم حصد القسوة والظلم، وهذا عندما يكبر الأبناء ولهذا يقول المثل "لا تكن قاسياً فتكسر ولا ليناً فتعصر" بمعنى خير الأمور أوسطها".

صراع الأجيال

(ب . س . ح) "أكره والدي لدرجة أنني عملت على أن يكرهه كثير من الناس حتى أولادي – أحفاده – جعلتهم يكرهونه معي والذي جعلني أكرهه بهذا القدر أنه أراد أن نمشي ونفكر بعقليته هو فقط، فرفضت هذا الأمر فتبرأ مني ودخلنا فيما يسمى صراع الأجيال".

أما (خالد أبو الغيث) موظف فقد قال : "أعرف شباب يتحدثون عن كراهيتهم لآبائهم، طبعاً هناك تصرفات قد يتصرفها الأب وتؤدي بالأبناء إلى الشعور بالكراهية تجاه الأب، فهناك آباء لا يقومون بمسئولياتهم تجاه أبنائهم وأسرهم فترى الأب يترك أبناءه يتضورون جوعاً وهو يخزن بمبلغ وقدره يومياً وبعضهم قد بتسول أو يتعرض للتهريب أو الاغتصاب إذا كانوا أطفالاً وتضيع حياتهم ، وهؤلاء الأطفال أو الأبناء قد يكرهون آباءهم لكن وهذا ما أريد أن أركز عليه وهو أنه إذا كان الأب سيء فيجب ألا يكون الابن سيئاً، فهناك أيتام لا آباء لهم قست عليهم الحياة ومع ذلك ظلوا يكافحون من أجل الحياة".

رأي علم النفس

وحول الموضوع تحدث الدكتور أحمد المعمري أستاذ علم النفس بجامعة الحديدة قائلاً : "قد يعترف لك شخص بأنه يكره والده في قرارة نفسه ، وعندما تسأله لماذا يقول لك لأن أبي كان يضربني ويقسو علي كثيراً ولم يكن يوماً حنوناً معي ولم يتحدث معي برفق وكذلك الفتاة ، فهناك فتاة قد تقول لك أنا فعلت كل هذه الأمور السيئة لأنكس رأس والدي في الأرض ، وهذه هي الرغبة في الانتقام .. الأب قد يقول لك أنا والدي كان يقسو علي ولقد جعل مني رجلاً لكن في لحظة من اللحظات قد يعترف ويقول بأنه كان يتمنى لو أن والده كان حنوناً ورقيقاً معه".

زر الذهاب إلى الأعلى