أرشيف

(الجزيرة).. من الضرب.. حتى تهديد حياة طاقمها..!

عندما تساءلنا قبل اسبوعين في موقع (يمنات) هذا المحجوب من السلطة تحت عنوان (الجزيرة .. إنفصالية).. هل حملة السلطة بداية لاغلاق مكتب القناة في اليمن؟

كنا ندرك أساليب السلطة التي تبدأ بحملة إعلامية رسمية، يتبعها تحريك الثعابين الراقصة للدغ من تريد.

وفعلاً بدأت الثعابين تتحرك بالأعتداء على الزميل فضل مبارك في م/أبين وشج رأسه وتهديد حياته، كرسالة أولى مباشرة بالدم.

الرسالة الثانية لحقتها مباشرة من (الضالع) برمي وتهشيم سيارة الجزيرة، وسلم الله طاقمها، أمس الأربعاء 24/6/2009م.

والرسالتان موجهتان إلى (الجزيرة) وبشكل مباشر بأن لا تتعدى الخطوط الحمراء بنقل الوقائع بمهنية، وربما منعها نهائياً (اولاً) من عدم تغطية أية فعاليات في المحافظات الجنوبية بدرجة اساسية وهو ما أكدته التهديدات بالهواتف المحمولة لمدير مكتب الجزيرة ومراسلها بالتصفية الجسدية إن حاولوا تغطية الحراك السلمي.

يتبعها كذلك التضييق على نشاطها في صنعاء، إبتداء من (ساحة الحرية) حتى المؤتمرات الصحفية واللقاءات والفعاليات التضامنية والندوات ذات الطابع الذي تعتبره السلطة حساساً.

إذن..

لم نخطئ عندما أثرنا الأسئلة حول الغضب من قناة (الجزيرة)، لا لتغطيتها للاحداث التي تستطيع الوصول إليها في اليمن، بعيداً عن (صعدة) وأمثالها، وإنما للحوارات التي أجرتها مع شخصيات جنوبية بدرجة رئيسية.

واستهداف (الجزيرة) من قبل دولة تتحدث بأنها الديمقراطية الأولى في الوطن العربي، والرائدة ، والقائدة، والفريدة، والوحيدة، يكشف هشاشة ما يقال، وزيف الإدعاء..

وإلا هل تهز قناة بلداً يستعرض كل يوم جيشه واسلحته وقوته على شعبه..؟!

الحقيقة.. أنها تخيف السلطة فعلاً، ولذلك فأنها تعمل على قصقصة أجنحتها أولا حتى لا تطير خارج العاصمة، وتنقل كل ما يحتمل من حراك وتجاوز المحافظات الجنوبية إلى الشمال رفضا للظلم والعنجهية وليس الوحدة.

على أن مؤشراً أخر يل على الحملة، وهي العلاقات (اليمنية – القطرية)المتأزمة بسبب إتهام الرئيس لقطر بالتدخل في صعدة- بوساطتها لحل القضية التي شهدت خمس جولات حرب خاسرة، وكادت وساطتها تنجح بتقديمها 500مليون دولار لإعادة الإعمار.

لقد كان المؤشر الجديد بعد قمة الدوحة، هو عدم استقبال أمير قطر لنائب الرئيس اليمني هذا الأسبوع وهو الوحيد الذي لم يستقبله في جولته الخليجية الأخيرة.

لقد أكد ذلك بأن العلاقات غير طبيعية وهي الدولة الوحيدة التي كان يلجأ إليها النظام في اللحظات الحرجة، وتدعمه مادياً مباشرة حتى أثناء احتلال ارتيريا لجزيرة حنيش.

الوضع يبدوا متأزماً حتة أن كان حامل الرسائل هذه المرة نائب الرئيس الجنوبي كنوع التطمين، بعد أن منح مساحة في الإعلام الرسمي، فيما كان من قبل ذلك لا يرد إسمه إلا (ومعه) مقروناً بفخامة الرئيس.

ما يهم الآن هو ربط ما يجري لطاقم الجزيرة من ضرب لطاقمها وتهشيم سياراتها، وتهديد بالخطاب الرسمي وشجب وإدانة لها، وكأنها العدو الأول لليمن ووحدته.

فهل (الجزيرة) ومنازلتها هي ميدان الصراع الحالي..؟

لعل أي محلل سياسي يقف حائراً من ضعف النظام يخاف من قناة تلفزيونية، ويستقوي على شعبه يكتم الأصوات واللافتات المعدة وملايين الصور الجاهزة للهتيفة.. ويدعي الديمقراطية التي تقف عاجزة عن تحمل كاميرا وصوت يتهرج لمراسلين لم يسمح لهم بممارسة أداء مهنتهم كاملة وبمهنية.

ولا عزاء لزملائنا في (الجزيرة).. ابتداء من (الشلفي) حتى (مبارك) .. فتلك ضريبة يؤدونها لمهنيتهم..

وليست الإعلام الرسمي يتعلم .. 1% من مهنية (الجزيرة) التي تفوقت على 363 قناة تلفزيونية عربية؟!

زر الذهاب إلى الأعلى