أرشيف

ليلة أبكت تعز .. (نسيبـة)  براءة أزهقت على مقصلة الشـذوذ والوحشيــة

لم تنم  مدينة تعز خاصة حارة بلال بمديرية المظفر يوم الجمعة السابع من اغسطس ومن شدة هول الجريمة البشعة التي  روعت سكان المدينة.. (المستقلة) زارت الأسرة المكلومة واستمعت إلى القصة كما رواها والد الطفلة وخلاصتها..

كعادتها  تأخذ نسيبة مصروفها اليومي من والدها وتخرج للعب مع أقرانها في الحارة وقبل آذان المغرب تكون قد عادت لمنزلها.

لكن يوم الجمعة كان مغايرا..كانت نسيبة بنت الخمس السنوات على موعد نهائي مع الدنيا والحياة والأهل.. خرجت لشراء الشمع ولم تعد كالعادة ولما تأخرت خرج والدها ومعه شباب من الحارة للبحث عنها   وكانت الكهرباء ــ التي كثر انطفائها هذه الأيام في تعز لأكثر من ثلاث ساعات في الليل ومثلها في النهار على أقل تقدير.

ولما كانت الساعة تشير إلى السابعة مساءً أدرك (نادر) بإحساسه  الأبوي أن مكروها ما حصل لطفلته فهرع ناحية إدارة أمن محافظة تعز للإبلاغ عن فقدان ابنته.

 في إدارة الأمن أخبروه ضرورة تقييد بلاغه لدى قسم شرطة صينا الواقع في إطار حارته، وبينما هو عائد لقيد البلاغ في قسم الشرطة يقرر أن يبحث عن ابنته في المستشفيات فذهب إلى مستشفى التعاون , وبعدها المستشفى الجمهوري لكنه لم يجد لها أي اثر ، يتصل بالمنزل ليتأكد إن كانت قد عادت قبل أن  يسجل البلاغ في القسم .

وهنا حيث لم يعد لـ (هنا مكان) أخبروه ضرورة العودة للمنزل فقد وجدوا نسيبة وعليها آثار دم حتى لا يصدمه الخبر.

 عاد نادر صوب المنزل مسرعاً يسأل عن ابنته.. ها .. كيف نسيبة ؟ أين هي ؟

قالوا له : إنها في مستشفى فلسطين القريب من المنزل.

.. يطير نادر  إلى  المستشفى .. وهناك وقع الخبر كالصاعقة .. قال له الأطباء نسيبة أعطتك عمرها ورحلت  .

وعن كيفية الحصول على الطفلة يقول والدها: أن طفل صغير من الحارة وجد جثة نسيبة مرمية بجانب العمارة ذات الأربعة الأدوار المجاورة لمنزل والدها في زقاق مقفل من جهة واحدة، جاء يسأل عن والدها ليخبره عن وجود (نسيبة) مضرجة بالدماء.

عند وصول فريق البحث الجنائي شرعوا بتصوير مسرح الجريمة وتحريز بعض المضبوطات وتم القبض على خمسة أشخاص وصعدوا العمارة المجاورة لمنزل والدها الذي وجدوا الطفلة مرمية بجوارها حيث دورها الأخير مازال غير مكتمل البناء ومغطى بخيمة .. وهناك وجدوا آثار دماء مغسولة وبراز ودماء في وسط العمارة من الخارج، وفي سطح العمارة وجدوا الشاب (أ.س) 18 عاماً والذي يسكن ذات العمارة وهو ابن لضابط في جوازات تعز .. حاول في البداية إيهامهم عدم وجود شيء كون الكهرباء كانت طافية وكان قد أستغل انطفاء الكهرباء الطويل ورمي بالطفلة من سطح العمارة الرابع، وعندما قاموا بتفتيش منزله وجدوا بعض ثياب عليها آثار دماء اعترف على إثرها بجريمته، بالرغم من محاولته تظليل المحققين عندما وجدوه في سطح العمارة إلاّ أنه أنهار وأعترف بالجريمة بعد أن وجه له المحقق العديد من الأسئلة التي أرتبك وتلعثم في الرد عليها.

الملفت في الأمر أن القطب التي كانت في أذني الفتاة كانت في البداية مفقودة ثم وجدت بعد ذلك حسب والدها وهو ما يثير أكثر من علامة استفهام.

وكما قال لا زالت هناك كثير من تفاصيل القضية غير مفهومة للناس، فمازال الشاب محتجزاً لدى الجهات الأمنية وملف القضية حول إلى النيابة، وفي آخر تواصل مع الصحيفة حول القضية فقد ظهر أن الطفلة تعرضت للاغتصاب وفقاً لتقرير الطبيب الشرعي.

والد الطفلة الأستاذ نادر أحمد عبد الله 30 عاما يقطن في ذات الحارة منذ قدم أهله من جبال شرعب قبل ثلاثين عاما وهو حاصل على بك تربية علوم قرآن من جامعة تعز وأسمه مقيد في الخدمة المدنية منذ ثلاث سنوات، ويعمل في شركة التكامل التابعة لمجموعة الشيباني منذ العام 1999م ويتقاضى راتبا شهريا زهيدا لا يتجاوز 22,000 ريال وهو فوق ذلك يعيل أسرة مكونة ثلاث أخوات وزوجة وطفلتين إضافة إلى نسيبة، والديه توفيا وليس له إخوان ذكور.

عبر المستقلة وجه شكره وتقديره لأبناء حارته الذين وقفوا ولا يزالوا واقفين معه في محنته، كما شكر رجال البحث الجناذي وفي مقدمتهم العقيد/ منير الجندي والمقدم منير العبسي.

يذكر أن علاقة أسرة الطفلة بأسرة الجاني كانت علاقة طيبة كما يقول نادر ولم يكن بينهم أي خلاف.

أسرة نادر تمر بحالة في غاية المعاناة وهي بحاجة إلى دعم المنظمات المهتمة بالطفولة ودعم جهة العمل فحالته المادية لا تسمح له بالمتابعة المستمرة للقضية

زر الذهاب إلى الأعلى