أرشيف

أسرة تُبكي أمة

هذه الأسرة ذاقت صنوف المرارة وألوان الحرمان والاغتراب القاسي في الوطن. لم يرحمها المرض ولم تتركها العاهات وتلبسها الفقر ومكث في جسدها الألم.. وما فائزة البالغة من العمر 15 عاماً إلاّ احدى الأوجاع العاتية التي أختزلت في براءة طفولتها أشتات من الوخز والأنين والحرمان.. فائزة لها حكاية مع المرض تكفي لألف آه ومليون أنة فهذه الفتاة بدأت قصتها الحزينة عندما كان عمرها ثمانية أشهر بعد سقوطها على الأرض ولم ينتبه أحد لحجم الخطر الذي سرق منها عمرها فبعد بلوغها سن العاشرة أصيبت بقصر نظر وتطور المرض إلى العمى نهائياً، وأصبحت فاقدة للرؤية تماماً وهي في هذا العمر المبكر . ومن أجل فلذة كبدهما باع الوالدان كل ما يملكان وتنقلا بين المستوصفات والأطباء لكن الجميع أفادوا بضرورة السفر إلى الخارج ومما زاد من صعوبة حالة فائزة أصابتها بجلطة أدت إلى شلل نصفي والأسرة مازالت تأمل في خير قادم لا تعلم من أين سيأتي والأم تيمم وجهها شرقاً وغرباً بحثاً عن بصيص فرح تدخله إلى قلب ابنتها المكسورة والأب يكد ويشقى فهناك ثمانية أطفال آخرين يريدون خبزاً… ولكن النكبات تتوالى على هذه الأسرة المسكونة بالدموع حيث أصيب الأب محمد عبد الله قائد بفيروس الكبد وهناك أربعة أطفال مصابين بضعف البصر هذه النوائب جعلت الأسرة تترك منزلها السابق في داخل مدينة تعز والذي كان يبلغ ايجار 14000 ريال لتستأجر منزلاً في أطراف محوى زيد الموشكي بألف وخمسمائة ريال منزلاً لا يقيهم من برد ليل ولا حر نهار ولا من هزيم المطر وعنفوان الريح. فلا فرق بينه وبين الرصيف .

زر الذهاب إلى الأعلى