أرشيف

السعوديون يحذرون الولايات المتحدة من مؤامرة إرهابية قبل أسابيع من حادثة الطرود

زودت المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة بمعلومات حول مؤامرة إرهابية محتملة ضد الولايات المتحدة وأوروبا قبل أسابيع من عملية اعتراض السلطات الأمريكية لطردين مفخخين جرى إرسالهما من قبل عناصر القاعدة في اليمن، وجاءت العملية بناء على معلومات سرية خاصة من السعودية- بحسب ما قاله مسئولو الولايات المتحدة الأمريكية.

إن سلسلة التحذيرات السعودية في يوليو وأكتوبر سلطت الضوء على الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية خلال الشهرين الماضيين والذي قاد في الأسبوع الماضي إلى إحباط مؤامرة قام بتدبيرها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من خلال إرسال طرود مفخخة إلى الولايات المتحدة على متن رحلات شحن جوية لشركتي (يو بي إس) و (فيديكس).

أدعى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن محاولة التفجيرات عبر بيانات نشرت على الانترنت يوم الجمعة. وتعتقد سلطات الولايات المتحدة أن الطرود المفخخة كانت مبيتة لأن تنفجر بشكل عنيف ومفاجئ في المجال الجوي الأمريكي بالقرب من نقطة الوصول في تشيكا جوا، مسقط رأس الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

بعثت التحذيرات التي قرعتها السعودية أمام الولايات المتحدة احتمالات التهديد بالخطر، لتضاف إلى تحذيرات سابقة أطلقتها المملكة في صيف هذا العام حول إمكانية قيام عناصر القاعدة في اليمن وباكستان بالتخطيط لشن هجمات متعددة، وبشكل رئيسي في أوروبا. حيث يقول مسئولون أنهم يعتقدون أن تلك المؤامرات، بما فيها هجمة محتملة للقاعدة على المملكة المتحدة، ألمانيا أو فرنسا، قد ظلت نشطة بعد حصار مدينة مومباي عام 2008، الحادثة التي قتل خلالها ما يزيد عن 160 شخصاً.

أبقى مسئولو الولايات المتحدة على سريان تحذير صدر في الثالث من أكتوبر الماضي للأمريكيين المسافرين إلى الخارج، والذي ينصح المواطنين بتوخي الحيطة حال سفرهم إلى أوروبا.

قال مسئولون أمريكيون أن التحذير الأول الذي تلقوه من السعودية في شهر يوليو لم يكن محدداً، حيث يشير إلى أن ثمة تهديد بهجوم عام ضد الولايات المتحدة أو أوروبا.

إلا أن التحذير الثاني من قبل السعودية خلال التاسع من أكتوبر كان أكثر تحديداً. حيث أشارت المخابرات السعودية إلى أن عناصر القاعدة قد أكملت تحضيراتها لهجمة ضد الولايات المتحدة أو أوروبا عبر استخدام طائرة أو طائرتين.

قال مسئول أمريكي، قريب من التحذير السعودي، بأن المعلومات التي قدمها السعوديون في أوائل أكتوبر لم تحتوي على ذكر محدد لطائرات شحن، كما أن المعلومات الاستخبارية لم تتضمن تفاصيلاً دقيقة حول ماهية ما يمكن أن تنطوي عليه الخطط، أو المكان الذي يمكن أن تنطلق منه.

وأضاف المسئول قائلاً: “لم يكن هناك من أحد يعلم، على سبيل المثال، أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان على وجه التحديد يصوب خططه نحو طائرات تغادر اليمن”. لكنه قال أن المعلومات السرية جرى أخذها “بشكل جدي كبير”، ويرجع ذلك، في ناحية منه، إلى المخاوف الموجودة منذ فترة طويلة من أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي حاول تفجير طائرة فوق أجواء الولايات المتحدة عشية أعياد الميلاد الفائتة، استحسن وميًز أهداف الملاحة الجوية.

زود السعوديون الولايات المتحدة في الثامن والعشرين من أكتوبر بمعلومات مفصلة حول الطردين المفخخين، وهو ما مكًن السلطات الأمريكية من اعتراض الطردين في المملكة المتحدة ودبي قبل أن يكملا رحلتيهما إلى الولايات المتحدة.

وقال جورج ليتل، متحدث باسم وكالة الاستخبارات الأمريكية (السي آي أ)، أن الولايات المتحدة قد تسلمت خلال العديد من الأشهر الماضية معلومات استخبارية من “شركائها الخارجيين” حول تهديدات من قبل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وفصائل إرهابية أخرى. وقال أن الولايات المتحدة تسلمت هذا النوع من المعلومات من حكومات أخرى على أساس نظامي، وأن المعلومات السرية “النوعية” التي حصلت عليها في الأسبوع الماضي مكنت السلطات من تعطيل مؤامرة الشحن المدبرة من قبل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.    

كتب/ آدم أنتوس- صحيفة “الوول ستريت جورنال” الأمريكية

6/ نوفمبر- 2010

زر الذهاب إلى الأعلى