أرشيف

القاعدة بعد هزيمتها في أول منازلة تتراجع عن الحوار مع “السكينة”

تراجع تنظيم القاعدة عن الحوار مع أعضاء “حملة السكينة” الناشطة على الإنترنت بعد هزيمتها في أول منازلة فكرية جرت بينهما ما يشي بتخوفها من تواضع مستوى أعضاء وأنصار التنظيم الفكري والفقهي خصوصاً في السعودية التي افتقدت فيها الكوادر التنظيرية بعد القبض على عبدالعزيز الطويلعي المعروف إنترنتياً بـ”أخ من أطاع الله”.

ويلاحظ المتابع للحوار الذي جرى في تلك المنازلة هشاشة المستوى النظري والفقهي لأعضاء التنظيم في شبه الجزيرة العربية بعموم، ولم يعد ملموساً رغم النشاط العملياتي القادم من اليمن، المنفى الاختياري لقادة وأعضاء التنظيم، أي قدرة على الجدال النظري والفقهي مع التيارات الوسطية والمعتدلة، وهو ما عرفناه في فترة سابقة مع أسماء مثل يوسف العييري وفارس آل شويل الزهراني وعبدالعزيز الطويلعي وغيرهم، ما يشي بأزمة نظرية وفقهية ضاربة بأطنابها في الأجيال الجديدة الفاعلة في التنظيم، لا تتيح لهم المواجهة ولا الحوار الفكري مع مخالفيهم.

دعوات متكررة وتراجع مفاجئ

ورغم توالي دعوات حملة السكينة لأعضاء القاعدة بالنزول لحوار علني معها، تحدد فيها من تراه رسمياً، وتحدد مكانه وموعده (طبعاً تلتزم في ذلك بأسمائها المستعارة) وهو ما تجدد متأخراً حين قرر أحد أعضاء التنظيم المنازلة فتصدى له بدر العامري مدير موقع السكينة على شبكة الإنترنت، والذي يعرف إنترنتياً بـ”دكتور استفهام” والذي أعلن عن هويته شجاعة منه واستعداداً لأي نقد من أعضاء التنظيم.

وبدأت المنازلة التي بدا فيها المنطق الوسطي أقوى وأعمق وأكثر دراية بفكر القاعدة من بعض منتسبيه الجدد، ولكن كانت المفاجأة هو تراجع القاعدة وانسحابها.

وعلّق مدير عام الحملة الشيخ عبدالمنعم المشوح بقوله: من مبدأ الرحمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتحنا الحوارات والنقاشات، ومازلنا ننتظر أن ينتدب تنظيم القاعدة من يدخل معنا في حوارات شرعية.

موقع شهير للقاعدة يحذر أتباعه

وحذّر أحد أشهر المواقع التابعة لتنظيم القاعدة أتباعه من الدخول في حوارات ونقاشات مع أعضاء حملة السكينة، كما حذرهم من الدخول إلى موقع السكينة الذي يُعنى بتعزيز الوسطية ونبذ الغلو والعنف والتطرف.

جاء تراجع القاعدة بعد ان دأب أنصارها على النيل من حملة السكينة والقائمين عليها، في عدد من منتدياتها وفتحوا ضدها موضوعات متفرقة في عدة منتديات. لسكينة بدورها طلبت من القاعد انتداب من يتحدث باسمها للحوار الشرعي، وحددت بالاسم الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري للحوار إلا أنه لاذ بالصمت.

ويفسّر هذا التراجع بأنه إدراك من القاعدة بخطورة مبدأ الحوار الشرعي والوسطي على أفكارها رغم أن “السكينة” حملة شعبية إرشادية توعوية يقوم عليها دعاة وطلبة علم.

وأعلنت “السكينة” أنها تعد إخراج الحوارات التي جرت مع أفراد التنظيم والمنتمين له للنشر قريباً وهو ما يعد حدثا فكرياً مهماً وضرورياً في الكشف عن الفكر المتطرف عن قرب وعن إمكانيات تقويمه.

العربية

زر الذهاب إلى الأعلى