أرشيف

اليمن 2010: أزمات متكررة

تكررت أزمات اليمن خلال العام 2010 فازدادت حدة مطالب «الحراك الجنوبي» بالانفصال واستمرت الهدنة الهشة مع الحوثيين في الشمال وتوسعت ضربات تنظيم «القاعدة» وتوالت المخاوف من التدخل الأجنبي بحجة محاربة الإرهاب. وجعل تشابك هذه الأزمات التنبؤ بتطورات الأوضاع أمراً في غاية الصعوبة، فيما كان التحدي الأكبر في قدرته على مواجهة المخاطر المحدقة به والحفاظ على وحدته واستقراره. واعتبر رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبد الغني أن اليمن «استطاع التعامل مع التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية خلال العام 2010 وتغلب على تداعياتها خصوصاً في شقيها الاقتصادي والأمني». وأشار عبدالغني، الذي ترأس أكثر من حكومة يمنية منذ سبعينات القرن الماضي، إلى التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية خلال العام الماضي «التي تركت في مجملها أثراً مباشراً على الاقتصاد وأظهرت مدى قدرة اليمن على التعامل معها». وقال إن اليمن «مقبل على انتخابات برلمانية هي الرابعة من نوعها خلال عقدين وذلك في إبريل المقبل وفق المعايير الديمقراطية». ونوه إلى دعوة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لعقد مؤتمر للحوار الوطني يجمع كل القوى والفعاليات السياسية على أساس اتفاق جرى في فبراير 2009 والقبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى تنفيذ مقررات الحوار، بما في ذلك الإشراف على الانتخابات البرلمانية المقبلة. ويتفق وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي مع طرح عبد الغني، لكنه يرى أن «هناك تحديات واجهت اليمن أبرزها التنمية الاقتصادية وليس تنظيم القاعدة أو المتمردون الحوثيون في الشمال أو الحركة الانفصالية في الجنوب». وعن مدى تأثر اليمن بحادثة الطرود المفخخة نهاية أكتوبر الماضي، قال نائب وزير التخطيط هشام شرف: «كان هدف الإرهابيين في البداية إحداث ضرر في مكان ما من العالم وفشلوا؟ لكن الهدف الكبير الذي تحقق للقاعدة ولمن خططوا لهذه العملية هو محاولة تشويه سمعة اليمن وعزله». وأضاف: «أراد الإرهابيون عزل اليمن وهم يعلمون أن مقدرتنا المادية محدودة، فاليمن بلد يكافح الفقر، ومعظم المبالغ التي تخصص هي للتنمية وكثير منها يذهب لمحاربة الإرهاب». غير أن المعارضة اليمنية ترى أن الحكومة لم تستطع التعامل مع ملف الإرهاب بحكمة ما قد يعرضها لتدخلات مباشرة. وقال المعارض عبد الله سلام الحكيمي إن المساعدات المالية التي تلقاها اليمن من الولايات المتحدة هذا العام بلغت 150 مليون دولار «هي جزء من ثمن التعاون مع أميركا». ومع زيادة حدة المخاوف من تدخل أجنبي، قال الأستاذ المحاضر بجامعة صنعاء الدكتور سمير العبدلي إن اليمن «عاش بدايات مضطربة مع دخول 2010 بعد محاولات فرض الوصاية الدولية عليه». وأبدى العبدلي مخاوفه من «استمرار محاولات وضع اليمن تحت الوصاية كثالث دولة مصدرة للإرهاب بعد أفغانستان وباكستان». ورأى رئيس تحرير أسبوعية «الشورى» نعمان قائد أن اليمن «يسير إلى «الأسوأ بسبب عناد السلطة التي ترى أنها على حق في مواجهتها للأزمات».

زر الذهاب إلى الأعلى