أرشيف

تقرير: الشرق الاوسط مازال ضمن أكثر المناطق خطورة على حياة الصحفيين

نشرت منظمة “مراسلون بلا حدود” تقريرها السنوي الذي يتطرق إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون في أنحاء العالم، ويرصد حلات الاعتقال لصحفيين أثناء تغطيتهم الإعلامية للأحداث.
وبالرغم من أن المنظمة سجلت عدداً أقل من القتلى هذا العام (57 مقارنة بـ76 صحفياً عام 2009)، إلا أن حالات الاعتقال والاختطاف ازدادت بشكل مضطرد.
 رفع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان العراق عشرات الدعوات القضائية على وسائل إعلام محلية خاصة الدول العربية كان نصيبها من الانتهاكات بحق الصحفيين كبيراً، إذ إن خُمس الضحايا من المنخرطين بالعمل الصحفي قتلوا في دول عربية، على رأسها العراق واليمن، كما يشير التقرير المنشور على موقع “مراسلون بلا حدود” على شبكة الإنترنت.
ويشار أيضاً إلى أن عدداً كبيراً من وسائل الإعلام الخاصة في العراق، خصوصاً في إقليم كردستان العراق، يتعرض إلى وابل من الدعوات القضائية يرفعها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود برزاني.
وانتقدت المنظمة الحقوقية لجوء الحزب الحاكم إلى مقاضاة وسائل الإعلام حسب قانون العقوبات العراقي بدلاً من قانون العمل الصحفي الساري هناك، بالإضافة إلى الغرامات الثقيلة التي فرضتها المحاكم على الصحف والمجلات المقاضاة، بسبب عدم مناسبتها لـ”المخالفات” المرتكبة.
إلا أن الصحفي الكردستاني أكو محمد، رئيس تحرير صحيفة “روداو” الناطقة باللغة الكردية، أكد في حديث له أن نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني المنتخب حديثاً، نيجيرفان برزاني، سيبحث في اجتماع في بداية العام المقبل سحب الدعوات القضائية المرفوعة ضد وسائل الإعلام هذه، مرجعاً هذه القضايا إلى جهل الصحفيين المحليين بأخلاقيات العمل الصحفي في الفضاء الإعلامي الكردستاني المحلي المتنامي بشكل سريع.
لا تزال السلطات الإيرانية تحتجز صحفيين ألمانيين منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتهمة العمل فيها دون الحصول على التصريح اللازم ويشير تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” إلى أن سبعة صحفيين قتلوا في العراق خلال العام الحالي.
إلا أن أكبر الانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين حول العالم هي الاعتقالات وحالات الاختطاف، إذ أوضحت المنظمة في تقريرها أن “وتيرة اختطاف الصحفيين ازدادت، وتحصل في عدد أكبر من الدول … لأول مرة لم تسلم أي قارة في العالم من هذا الشر عام 2010. الصحفيون تحولوا إلى أوراق مساومة، والخاطفون يستخدمونهم كرهائن للحصول على فدية مالية لتمويل نشاطاتهم الإجرامية، أو لإجبار الحكومات على الخضوع لمطالبهم، وللفت نظر الرأي العام”.
ولفت التقرير النظر إلى استمرار اختطاف صحفيين فرنسيين ومساعديهم الثلاثة في أفغانستان منذ أكثر من عام حتى الآن، وهي أطول مدة لاختطاف صحفيين فرنسيين منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي.
وبالإضافة إلى أفغانستان، صنف تقرير المنظمة نيجيريا أيضاً على رأس الدول التي يواجه فيها الصحفيون مخاطر جمة.
كما وأشارت منظمة “مراسلون بلا حدود” إلى إيران، التي تعتبر “أكبر سجن للصحفيين في العالم”، نظراً، كونها تحتجز حوالي 37 صحفياً وإعلامياً في سجونها.
وفي حديث له قال رئيس فرع المنظمة في ألمانيا ميشائيل ريديزكه إن السلطات الإيرانية صعدت من إجراءاتها ضد الصحفيين في أعقاب الاضطرابات التي وقعت بعد الانتخابات الرئاسية هناك، مضيفاً أن بعض الصحفيين هناك “حوكموا بتهمة التحريض على الاضطرابات أو إهانة مرشد الثورة خامنئي، وسجنوا لفترات تتراوح بين ثماني سنوات وإحدى عشرة سنة … هناك في المجمل 37 صحفياً معتقلاً في السجون الإيرانية، وبهذا تتفوق إيران على الصين كأكبر سجن للصحفيين في العالم”.
يشار إلى أنه من بين الصحفيين المعتقلين في إيران صحفيين ألمانيين يعملان لصحيفة “بيلد أم زونتاج”، يقبعان في سجن بمدينة تبريز الإيرانية منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتتهم طهران الصحفيين بممارسة العمل الصحفي دون الحصول على التصريح اللازم لذلك، بعد أن حاولا مقابلة أفراد عائلة مواطنة إيرانية تواجه حكم الإعدام بالرجم على خلفية قضية زنا وقتل.

زر الذهاب إلى الأعلى