أرشيف

د. الصلاحي: الحاكم يضرب الديمقراطية بالعمق والمشترك عاجز عن تحريك الشارع ولو بمائة مواطن

القوى السياسية اليمنية تدور في معمعة أزمة سياسية مرشحة للتعقيد، اكثر، البلد يتهاوى والسلطة والمعارضة على حد سواء تعيش ذات الازمات.. الحزب الحاكم يضرب الديمقراطية في العمق واحزاب المشترك فاقدة الفاعلية وعاجزة حتى في الخروج الى الشارع وان كانت تلوح بذلك كورقة اخيرة ناجحة.. هذا ابرز ما خرجنا به  في حوارنا مع الدكتور/ فؤاد الصلاحي- استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء- والذي تحدث عن ذلك في حوار مع “اخبار اليوم” وفيما يلي نص الحوار:-حاوره/ عبدالحافظ الصمدي

· كيف تقرؤون التدخل الاميركي وتوجيه بيان خارجية اميركا بتأجيل التعديلات والعودة الى طاولة الحوار..؟
 
– لم يعد هذا تدخلاً..
 
· ما نسمية إذاً؟

– اميركا مهتمة بالعملية الديمقراطية في اليمن، بحكم ان اليمن شريك لها في محاربة الارهاب والولايات المتحدة الاميركية ممولة للبرامج الانمائية والاقتصادية في البلاد وتدخلها على اساس “استلام” كمقابل في هذا المجال.. واذا كان هذا تدخل اميركي في شؤون اليمن الداخلية، فذلك ما تفعله اميركا في المنطقة العربية كلها.. اتصور ان ذلك ليس ذا اهمية كبيرة بقدر اهمية العملية السياسية نفسها، هل هي ايجابية ومفيده في هذه المرحلة في اجراء التعديلات الدستورية والغاء مدة الرئاسة في هذا الاوان بعيداً عن الحوار الوطني الجامع، هذا هو الموضوع فيما الاخر الاقليمي والدولي يكون متهماً.. سواء سمينا هذا اهتماماً او تدخلاً خارجياً فهو امر قائم في كل دول المنطقة ونحن احدى هذه الدول، وهذا يعتمد على نوعية العلاقة بين السلطة في اليمن والخارج سواءاً كانت واضحة وبشكل مباشر ام علاقة مرتبطة باجندة سياسية او امنية قد تكون غير معلنة..

التدخل الاميركي ليس جدياً والمؤتمر يريد المزايدة:
 
· لكن الحزب الحاكم في رده على بيان الخارجية الاميركية اعتبره تدخلاً سافراً..؟
 
– هذا نوع من المزايدة على المعارضة، يريدها الحزب الحاكم، لكي لا تؤخذ عليه ورقة من المعارضة.

· مقاطعة.. ولكن تصريحات الشعبي العام تؤكد انه سبق للسلطة ان سمحت بتدخلات اميركية حيث قتل مواطنون يمنيون بضربات طائرات اميركية..؟
 
– التدخل الاميركي امر واقع ومسلم فيه في جميع الدول العربية ولا يعد امرا جديدا وليس من اليوم بل ان جميع الانظمة تعتمد كثيراً في امنها وبقائها على الدعم الاميركي والشرعية الاميركية، لكن هذا بوجهة نظري ليس السؤال المهم، انما هل التعديلات الدستورية تخدم العملية الديمقراطية في اليمن..؟ انا اقول: لا تخدم العملية الديمقراطية.
 
· كيف..؟

– التعديلات الدستورية المقدمة الآن لا تخدم العملية الديقراطية في اليمن ولا الاستقرار وتعد خروجاً عن الاتفاق بين الحاكم والمعارضة من باب الاستفراد بهذه التعديلات.
 
· ما اعنية انا.. قراءتكم لرفض الحاكم للبيان، مع ان السلطة سمحت بتدخلات اميركية..؟
 
– ليس رفضاً وان كان نوعاً من تقديم رفض علني، لكنه علمياً ليس رفضاً بقدر ما يفسر ذلك ان المؤتمر الشعبي العام لا يريد ان تأخذ عليه هذه النقطة في حال صمته عن البيان، فالعلاقة قوية بين الحزب الحاكم واميركا وكذا بينهما ورئيس الجمهورية.. وبالتالي لم يكن رد المؤتمر رفضاً وانما يريد القول: اننا ازاء عملية نتخذ نحن القرار من الداخل وهذا امراً ليس صحيحاً 100%. –
 
صعدة نحو الاستقرار المؤقت:
 
· دكتور: مستقبل الازمة اليمنية برأيكم الى اين يمضي..؟

– نحو تعقيد اكثر.. الازمة ستعقد اكثر من اللازم ولاسيما ان الازمة السياسية لا يصاحبها انفراج اقتصادي بل تتعقد الازمات اقتصادية وسياسية ولا توجد حلول واضحة للمسألة الجنوبية وان كانت بداية الحل مسألة صعدة عبر الافراج عن الرهائن.. وهذا يعتبر خطوة اولى نحو الاستقرار المؤقت الذي يخدم الانتخابات القادمة، لكن ليس حلاً نهائياً للمشاكل في الساحة.

· ترى ما هو الحل برأيكم؟

– هذا يحتاج الى مشروع طويل ومطروح منذ زمن فكرة الحوار الوطني.. حوار الدولة مع كل الاطراف التقليدية والحديثة في الداخل والخارج، بما في ذلك المجتمع المدني والنقابات الاكاديمية. بمعنى اجماع وطني جديد.. نريد اجماعاً وطنياً جديداً على مبادئ واهداف سياسية، تكون موجهة للدولة في المرحلة القادمة.. ما يدور عبارة عن ادارة مؤقتة للازمات وليس حلاً لها.

· كلمة توجهونها للقوى السياسية بهذا الشأن؟
 
– والله القوى السياسية كلها مأزومة، فالسلطة والمعارضة تعاني من نفس الازمات وان كان النظام الحاكم اكثر تعرضاً للازمة، رغم مسؤوليته عن ادارة الحكومة.

· ولكن بماذا المعارضة مأزومة؟
 
– المعارضة.. لأنها فاقدة الفاعلية، فليست قادرة على اتخاذ اي موقف حقيقي ولا تستطيع النزول الى الشارع وانا اشكك بنزولها الى الشارع حتى ليوم واحد، كونها عاجزة وضعيفة وغير قادرة على تقديم البديل، لأن كل البديل يقام ضمن لعبة مبتدعة، غير مستندة الى الحركة الجماهيرية بالشكل عام.
 
المعارضة في خضوع مستمر

· يعني ان هذا ما جعل الحاكم يتقوى على المعارضة بهكذا صورة؟

– ليست لأن المعارضة سمحت للحزب الحاكم وانما ايضاً ان الحاكم يمتلك مصادر قوى عديدة. ويفترض بالمعارضة ان تحاول الضغط بكل السبل السلمية والديمقراطية واستخدام الجمهور والطرق المسموح بها في مجال الديمقراطية، لكن خضوعها المستمر والمعارضة ليست كلها صفاً واحداً، فهناك قوى من المعارضة هي رديف للحزب الحاكم.
 
· ولكن لو نزلت المعارضة وحصل سفك دماء من المسؤول؟

– لا تستطيع المعارضة النزول الى الشارع على الاطلاق، فهي عاجزة وضعيفة عن الخروج حتى بمائة مواطن.

نقلا عن صحيفة اخبار اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى