أرشيف

توقف المواجهات في ردفان والاستعداد لـ “انتفاضة الجمعة” في عدن

منذ أكثر من شهر ومنطقة ردفان ،التي تضم أربع مديريات في لحج، تعيش على وقع مواجهات عنيفة بين الجيش والمواطنين، الذين ينتمي بعضهم إلى ما يسمّى بالحراك الجنوبي.
ويحاول الجيش أن يفرض سيطرته على مدينة الحبيلين، وهي المدينة الأكثر تضررًا والأكثر شراسة في المواجهات بين الجيش والحراك الجنوبي، لكن الأمر بدا صعبًا، فاضطر الجيش إلى التمترس في مواقع عدة.
هذا الأمر أثار سخط السكان، حيث بدأت مواجهات من الجانبين، بلغت أشدها في يناير/كانون الثاني الفائت، لتخلف وراءها نزوح آلاف السكان إلى مناطق أخرى قريبة وبعيدة، بينها مديريات مجاورة، مثل “حبيل جبر” و”حبيل ريدة” و”يافع” ومدينتي لحج وعدن. ويوم أمس، أعيدت شبكة الاتصالات بقطاعاتها كافة، بعدما كانت قد قطعت منذ أكثر من شهر، مع انسحاب جزئي لقوات الجيش.
ويقول خالد قاسم “شاهد عيان” لـ “إيلاف” إن الاتصالات أعيدت، لكنه أكد أن الانسحاب لم يتم كاملاً من قبل الجيش، وهي نقطة الخلاف بين الجيش والأهالي. ويشير خالد إلى أن الوضع الإنساني صعب جدًا، مع عدم تمكن الأهالي من العودة إلى أهاليهم، في حين لايزال آلاف الناس مشردين، وكثير من المنازل دمّر بفعل القصف.
الجميع مشارك بالصمت والفعل
من جهته، يقول الكاتب والناشط شفيع العبد لـ “إيلاف” إن “ما يدور في ردفان يشارك فيه الجميع، سواءً بالصمت الإعلامي والتجاهل من قبل وسائل الإعلام، وكذلك من قبل أحزاب المعارضة، فالمنطقة تتعرض إلى قصف بمختلف أنواع الأسلحة وحالة من الحصار، بعدما قطعت الاتصالات على المدينة، وكذلك الإمدادات وأحيانًا الكهرباء”.
ويرى العبد أن “هذا مؤشر خطر من قبل السلطة للتصعيد، وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها السلطة بالقصف، وقد حدث في العام المنصرم السيناريو نفسه”. وأوضح أن ما يدور إنما هو “ضريبة يدفعها أبناء تلك المناطق لمناهضتهم للنظام ولمساندتهم الحراك الجنوبي، الذي ارتفع سقف مطالبه ليطالب بإعادة دولة الجنوب وفكّ الارتباط”.
ويتابع شفيع العبد “ردفان تاريخيًا ارتبطت بثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول 1963 التي اندلعت أول شرارة لها، وسقط أول شهيد من أبنائها، الذي هو راجح لبوزة، والنظام يريد كسر شوكة أبناء ردفان لكي توجه رسالة لجميع أبناء الجنوب، إضافة إلى الردفانيين أنفسهم”.
ويقول إن “السلطة دائمًا تهدر الفرص المتاحة أمامها للتهدئة، فالخدمات في ردفان رديئة جدًا، إلى درجة أن أجهزة السلطة في مديريات ردفان الأربع تخلّت عن مهامها، وأصبح الشارع الرئيس في مديرية الحبيلين مكبًا للنفايات والقمامة، مما حدا بأنصار الحراك الجنوبي القيام بعملية تنظيف الشوارع”.
وحول احتياجات حلّ الأزمة، يرى العبد أن “النفَس السائد في غالبية المناطق في الجنوب لا نستطيع إقناعه بفكرة أن السلطة تريد التهدئة، لكن على السلطة أن تبدأ بالاستجابة للمطالب، وتجلس إلى طاولة الحوار، ولا بد أن تتلمس هموم الناس وما يريدوه”.
وأضاف “صحيح الناس يرفعون سقف المطالب إلى مستوى فك الارتباط بين الشمال والجنوب، والسلطة لم تفكر بسؤالهم لماذا ولم تجلس إليهم وتحاورهم وتهدئ الأمور.. فالعنف دومًا لا يولّد إلا عنفًا”.
ووصف شفيع المعارضة بأنها “شريكة في ما يدور ليس في ردفان وحسب، وإنما في الجنوب بشكل كامل، لأنها بدلاً من أن تسابق الحراك الجنوبي للوجود في الساحة، يفترض أن تسعى إلى تحريك شارع الشمال لخلق مزيد من الضغط على النظام”.
تضارب
هذا وفيما تشير معلومات إلى أن لجنة وساطة استمعت إلى سكان محليين وقيادات في الحراك، قال شهود العيان إن المحال التجارية بدأت تفتح أبوابها، التي أغلقت اضطرارياً تحت وطأة المواجهات المسلحة التي وقعت، مع بدء فرض الحصار بين قوات الجيش ومسلحين من الحراك في الشهر الفائت.
أحد المسؤولين المحليين في ردفان نفى أن يكون قد تم سحب القوات العسكرية من المنطقة بالكامل، مؤكدًا أن الآليات العسكرية مازالت مرابطة في مواقعها المستحدثة. في سياق ثان يتهيأ العشرات من عناصر “الحراك الجنوبي” من محافظة الضالع جنوب اليمن للزحف على مدينة عدن، فيما أطلق عليه “انتفاضة الجمعة”، المقرر أن تكون الجمعة 11 فبراير/شباط.
 
ايلاف

زر الذهاب إلى الأعلى