أرشيف

استمرار التوتر في غزة وازمة دبلوماسية بين مصر واسرائيل

(ا ف ب) – استمرت المواجهات المسلحة السبت بين الفصائل الفلسطينية في غزة وبين اسرائيل مع اطلاق صواريخ من القطاع وقصف اسرائيلي له، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين مصر واسرائيل ازمة دبلوماسية خطيرة.

ومنذ مساء الخميس، اطلق ناشطون من قطاع غزة نحو 90 صاروخا وقذيفة هاون على جنوب اسرائيل، بحسب حصيلة اسرائيلية.

وقتل اسرائيلي مساء السبت بعد سقوط صاروخ على بئر السبع هاصمة النقب على بعد 40 كلم عن قطاع غزة. وجرح 15 شخصا اخرون بينهم طفلان. وكانت امرأة مصابة بجروح بالغة مساء السبت في حال حرجة.

وتبنت لجان المقاومة الشعبية في غزة اطلاق هذه الصواريخ، علما انها نفت مسؤوليتها عن هجمات ايلات الخميس التي ادت الى مقتل ثمانية اسرائيليين بعدما اتهمتها الدولة العبرية بالوقوف وراء هذه الهجمات.

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اعلنت في وقت سابق مساء السبت انها اطلقت صواريخ من نوع غراد على اسرائيل في اشارة الى انتهاء التهدئة الميدانية بين الطرفين.

وقالت القسام في بيان مقتضب انها “اطلقت اربعة صواريخ من طراز غراد على مغتصبة (مستوطنة) اوفيكيم الصهيونية”.

وهذه المرة الاولى التي تعلن فيها كتائب القسام اطلاق صواريخ على اسرائيل منذ بدء الغارات الجوية الاسرائيلية الخميس الماضي بعد سلسلة هجمات في ايلات، وهي المرة الاولى ايضا منذ اعلان استئناف هدنة ميدانية غير مباشرة في نيسان/ابريل الماضي بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية.

ومع ذلك، لم تعلن حماس التي تملك ترسانة كبيرة من الصواريخ انهاء وقف اطلاق النار وهو ما سيترجم باطلاق عدد اكبر من الصواريخ وما قد يتبعه من هجوم اسرائيلي مدمر.

ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مسؤول عسكري اسرائيلي طلب عدم كشف اسمه تأكيده ان اسرائيل لا تنوي تجديد عملية “الرصاص المصبوب” التي شنتها بين كانون الاول/ديسمبر 2008 وكانون الثاني/يناير 2009 واسفرت عن مقتل 1400 شخص من الجانب الفلسطيني كما اثارت موجة انتقادات دولية لاسرائيل.

وفي تل ابيب، جمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في فترة المساء مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى. واجرى وزير الدفاع ايهود باراك في وقت سابق مشاورات عاجلة مع مسؤولين امنيين كبار اثر تكثيف اطلاق صواريخ الفلسطينية في الساعات الاخيرة، وفق ما ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي.

من جانبها، جددت قيادة الجبهة الداخلية في اسرائيل ارشاداتها لاكثر من نصف مليون شخص يسكنون جنوب اسرائيل بملازمة منازلهم والبقاء قرب الملاجئ او الغرف المزودة بحماية امنية.

وقبالة سواحل غزة، جرى تبادل لاطلاق النار مساء السبت بين سفن اسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين على البر، من دون ان تسفر عن ضحايا، بحسب مصادر فلسطينية.

كذلك افادت مصادر طبية فلسطينية ان مستوطنين اسرائيليين اعتدوا على راع فلسطيني في العاشرة من العمر قرب مستوطنة ميغرون شمال الضفة الغربية مستخدمين قضبانا حديدية، ما ادى الى اصابته بكدمات وجروح.

ومنذ الخميس قتل 15 فلسطينيا ابرزهم الامين العام لتنظيم لجان المقاومة الشعبية واربعة من مساعديه، واصيب 40 فلسطينيا اخر في القصف الاسرائيلي الجوي والمدفعي لقطاع غزة عقب الهجمات التي وقعت جنوب اسرائيل، بالقرب من الحدود مع مصر، واسفرت عن مقتل ثمانية اسرائيليين.

وامام هذا التصعيد اعلن الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي ان اجتماعا طارئا لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين سيعقد الاحد لبحث “تداعيات الاوضاع الخطيرة في غزة”.

وقال بن حلي ان “الاجتماع يعقد بناء على طلب فلسطين لتدارس تداعيات الاوضاع الخطيره جراء العدوان الاسرائيلى المتواصل على غزه”.

كما اجرى اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة السبت اتصالا هاتفيا بمدير المخابرات المصرية اللواء مراد موافي للتشاور بشان الجهود المبذولة لوقف “العدوان” الاسرائيلي على قطاع غزة.

واستعرض هنية وموافي الاوضاع التي تسود قطاع غزة و”وضعه في صورة الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني” بحسب بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.

وعلى الاثر دعت وزارة الخارجية المصرية اسرائيل الى الوقف الفوري لغاراتها على قطاع غزة.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية ان “مصر تدين استخدام العنف ضد المدنيين تحت اي ظرف وهي تحث الجانب الاسرائيلي بشدة على التوقف الفوري عن عملياته العسكرية ضد قطاع غزة”.

وعلى صعيد متصل، استمر التوتر الدبلوماسي بين مصر واسرائيل بعد اعلان القاهرة استدعاء سفيرها في تل ابيب عقب مقتل خمسة شرطيين مصريين على الحدود بين البلدين الخميس.

واعتبرت الحكومة المصرية الاحد ان “بيان الاعتذار والاسف الاسرائيلي” الصادر عقب مقتل الشرطيين المصريين الخمسة قرب الحدود بين البلدين الخميس “لا يتناسب مع جسامة الحادث”، من دون التطرق الى استدعاء سفيرها في تل ابيب.

وجاء في بيان اصدرته الحكومة ونقلته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان “البيان الاسرائيلي وان كان إيجابيا في ظاهره الا انه لا يتناسب مع جسامة الحادث وحالة الغضب المصري من التصرفات الاسرائيلية”.

وليل السبت الاحد، نجح متظاهر مصري في نزع العلم الاسرائيلي المرفوع فوق المبنى الذي يضم سفارة اسرائيل في القاهرة ورفع العلم المصري مكانه، على ما افاد شهود عيان.

وقام اكثر من الف متظاهر تجمعوا امام السفارة للتنديد بمقتل خمسة شرطيين مصريين الخميس على الحدود المصرية الاسرائيلية باطلاق هتافات منها “تحيا مصر”، كما اطلقوا العابا نارية فرحا باستبدال العلم الاسرائيلي بالمصري.

وبحسب الشهود فإن الرجل الذي نزع العلم الاسرائيلي وصل الى هدفه بعد ان تنقل من شرفة الى اخرى ونجح في الفرار لحظة نزوله الى الارض.

وطالبت تظاهرات اخرى بطرد السفير الاسرائيلي يساندهم في ذلك مصريون من داخل سياراتهم اطلقوا ابواق مركباتهم للتعبير عن التضامن مع المتظاهرين.

ويتعلق الامر باول ازمة دبلوماسية بين البلدين منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وهي ايضا المرة الثانية التي تستدعى فيها مصر، اول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع اسرائيل عام 1979، سفيرها في اسرائيل.

فقد سبق ان استدعت القاهرة سفيرها في اسرائيل في تشرين الاول/نوفمبر 2000 احتجاجا على استخدام اسرائيل المفرط للقوة ضد الفلسطينيين بعد اندلاع الانتفاضة الثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى