أرشيف

انهيار هدنة هشة في اليمن بفعل القذائف ورصاص القناصة

(رويترز) – اشتبكت قوات يمنية مع جنود يدعمون حركة احتجاج حاشدة في العاصمة صنعاء يوم الاربعاء في انتهاك لوقف اطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه الثلاثاء في يوم قتل فيه ستة محتجين برصاص القناصة والقذائف.

وفي مؤشر اخر على تفاقم الاوضاع وتعثر اتفاق لانهاء ثمانية أشهر من الاحتجاجات ضد حكم الرئيس علي عبد الله صالح غادر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني صنعاء يوم الاربعاء خالي الوفاض بعد يومين من السعي لاقناع الاطراف بالتوقيع على اتفاق لنقل السلطة وانهاء الازمة.

ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن الزياني قوله انه كان عليه أن ينتظر حتى تكون “الظروف مواتية” لتحقيق هذا الهدف مما يشير الى أن الجانبين ليسا قريبين من التوصل الى اتفاق.

وقال مصدر دبلوماسي لرويترز ان الامم المتحدة تعتزم سحب 50 موظفا يوم الجمعة “بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة.”

وتلوح في الافق نذر حرب أهلية بسبب رفض صالح التخلي عن السلطة رغم انتفاضة تطالب بانهاء حكمه المستمر منذ 33 عاما.

وتمثل الاشتباكات المتصاعدة بين القوات الموالية والجنود الذين انضموا للمعارضة أسوأ سيناريو للدبلوماسيين الذين يحاولون جهدهم لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق لنقل السلطة في حين يتماثل صالح للشفاء في السعودية بعد محاولة لاغتياله في يونيو حزيران الماضي.

ويحاول الدبلوماسيون منع انتقال الصراع الى مناطق أخرى في البلد المجاور للسعودية أكبر مصدر للنفط في العام.

وبعد ساعات من الهدوء يوم الاربعاء فرق اطلاق نار كثيف وتفجيرات مشيعين كانوا يؤدون صلاة الجنازة على جثامين من قتلوا في الايام الثلاثة الماضية. وتصاعدت أعمدة الدخان في سماء العاصمة.

وقال أطباء إن تسعة جنود من قوات اللواء علي محسن الذي أعلن تأييده للمحتجين في مارس اذار الماضي قتلوا. وأصيب الجنود بقذائف المورتر التي لم تصب فقط قاعدة اللواء المتمرد بل أصابت أيضا “ساحة التغيير” التي يعتصم بها محتجون منذ ثمانية اشهر بالقرب من هذه القاعدة العسكرية.

وقتل محتج وأصيب اخر في ثاني يوم شهد اطلاق قذائف المورتر على ساحة التغيير.

وقال أطباء وشهود ان خمسة اخرين قتلوا برصاص قناصة اعتلوا أسطح المباني وطلقات طائشة في مناطق تشهد اشتباكات بين الجنود بالقرب من مخيم الاعتصام.

ويقول سكان في شارع حايل القريب من ساحة التغيير انهم يعتقدون أن القناصة منتشرين في المنطقة مما يجعلهم محاصرين داخل منازلهم. وقال أحد السكان “نخشى الخروج حتى لو كان للذهاب للمتجر.”

ورفع القتلى الذين سقطوا يوم الاربعاء عدد الضحايا الى 85 قتيلا خلال اربعة ايام من اراقة الدماء التي أنهت حالة الجمود الطويلة والمضطربة التي شهدها اليمن وسط المحاولات المتقطعة للوساطة في الازمة.

وقال عبد العزيز الذي أصيب صديق له في الهجوم “كنا نجلس في الخيمة وسمعنا فجأة دوي هذه الانفجارات. قفزنا جميعا. نظرت لاعلى لاجد طارق أصيب.. ساقه كانت تنزف.”

وأبدى الرئيس الامريكي باراك أوباما تعاطفه مع المحتجين اليمنيين في الكلمة التي ألقاها يوم الاربعاء أمام الجمعية العامة للامم المتحدة.

وقال “أمريكا تؤيد تطلعاتهم… يجب أن نعمل مع جيران اليمن ومع شركائنا في العالم للبحث عن مسار يسمح بانتقال سلمي للسلطة من الرئيس صالح وتحرك نحو انتخابات حرة ونزيهة في أسرع وقت ممكن.”

وتقاسمت القوات الحكومية والقوات الموالية للواء محسن السيطرة على صنعاء فيما بينها من خلال نقاط التفتيش وحواجز الطرق لكن صبر المحتجين نفد بعد اشهر من الجمود السياسي مما دفعهم للخروج بمسيرة يوم الاحد في القسم الذي تسيطر عليه قوات صالح التي واجهتهم باطلاق نار كثيف.

وقتل 26 محتجا في اسوأ موجة عنف منذ مارس اذار واثار هذا الحادث قتالا عنيفا بين القوات الموالية لصالح والقوات الموالية للواء علي محسن.

واقام عشرات الالاف صلاة الجنازة في طريق رئيسي في صنعاء يوم الاربعاء على القتلى الذين حملت نعوشهم وسط الحشود وقد لفت في اعلام اليمن في حين دوت اصوات الانفجارات بالقرب منهم.

وقال احد الناشطين في مكبر للصوت خلال الجنازة متوعدا بالتصعيد “عار عليكم اذا لم تثأروا لدماء الشهداء.. دماء اخواننا لن تضيع هدرا.”

وتصاعدت أعمدة الدخان في منطقة أخرى من صنعاء ودوت أبواق سيارات الاسعاف بينما بدأ المشيعون السير ناحية المقابر وهم يرددون هتافات تطالب بالثأر للشهداء.

وحذرت منظمة هيومان رايتس ووتش يوم الاربعاء من ان الاستخدام المفرط للقوة لقمع المحتجين أظهر الخطر الكامن في الخطة الانتقالية الخليجية الذي يتمثل في احتمال منح صالح والمقربين منه حصانة من المحاسبة.

وقال جو ستورك نائب مدير قطاع الشرق الاوسط بالمنظمة “اعمال القتل الاخيرة التي قامت بها قوات الامن اليمنية تظهر بوضوح لماذا يتعين ألا يكون هناك ضمان بالخروج الامن لاولئك المسؤولين (عن مثل هذه الاعمال).”

 

زر الذهاب إلى الأعلى