أرشيف

انهيار التحالفات يؤجج صراع المنافسة في الانتخابات المصرية

تواصل أمس انهيار التحالفات الحزبية المصرية بعد إعلان عدد من الأحزاب والقوى السياسية انسحابها من أكبر تكتلين تم تشكليهما حتى الآن، وهما «التحالف الديمقراطي من أجل مصر» و«الكتلة المصرية». وقال سياسيون إن تشرذم هذه التحالفات بهذا الشكل سيزيد من حدة الصراع والتنافس على مقاعد البرلمان، بعد أن كان طموح شباب الثورة النزول في قائمة ائتلافية موحدة تشمل كل قوى الثورة في مصر.. كما أنه سيزيد من فرصة فوز عدد من مرشحي الحزب الوطني المنحل «الفلول»، في ظل عدم صدور قانون للعزل السياسي حتى الآن.

يأتي هذا بينما سادت أمس حالة من الهدوء، في اليوم الثالث من فتح باب الترشح لانتخابات مجلسي الشعب والشورى، حيث بدت لجان تلقي طلبات الراغبين في الترشح شبه خالية، باعتبار أن يوم الجمعة هو إجازة رسمية.

وواصل عقد «التحالف الديمقراطي من أجل مصر»، انفراطه بشكل متسارع، بعد أن انضم الحزب العربي الناصري وحزب العمل ذي التوجه الإسلامي، إلى قائمة المنسحبين، التي شملت حتى الآن (الوفد الليبرالي، الوسط، النور، الأصالة، الفضيلة). وكان التحالف يضم أكثر من 30 حزبا، على رأسهم «الحرية والعدالة» (الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين). واتهمت هذه الأحزاب حزب الإخوان بالسعي لفرض هيمنته على الأحزاب الصغيرة في التحالف، وقال سامح عاشور، رئيس الحزب الناصري، إن انسحابه «جاء بسبب رغبة حزب الحرية والعدالة في الحصول على أغلبية القائمة.. على الرغم من أن التحالف أساسه المشاركة في البناء الديمقراطي، وهو ما لم يجدوه متحققا».

وقال د. أحمد الخولي، أمين التنظيم بحزب العمل، إن اللجنة التنفيذية للحزب قررت عدم الاستمرار في التحالف، لأن النسب المطروحة من قبل التحالف لا تتناسب مع قيمة الحزب السياسية والتاريخية والجماهيرية. كما أكد الدكتور عماد عبد الغفار، رئيس حزب النور السلفي، لـ«الشرق الأوسط» أن حزبه قرر الانسحاب من التحالف وتشكيل تحالف جديد، أو النزول منفردا في الانتخابات، بسبب ما اعتبره «هيمنة» لحزب الإخوان على باقي أحزاب التحالف وإملاء رغباتهم عليه، مشيرا إلى أن «النور» يبحث الآن مع بعض الأحزاب، ومنها الوسط والأصالة والفضيلة، التنسيق في ما بينهم للنزول بقائمة موحدة.

وكان حزب الوفد أعلن منذ أسابيع نزوله الانتخابات منفردا، بعيدا عن التحالف، بسبب رغبته في توسيع قاعدته التنافسية في الانتخابات. وقال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا للوفد، إن الحزب اقترب من إنجاز قائمته الانتخابية ويعتزم تقديمها إلى لجنة الانتخابات غدا (الأحد). وأوضح شيحة لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد سينافس على نسبة 100% من المقاعد، بينما قد يقوم بالتنسيق مع باقي الأحزاب والقوى السياسية في ما يتعلق بالمقاعد الفردية.

وحول اتهام البعض بوجود أعضاء من الحزب الوطني المنحل (فلول) بين المرشحين على قائمة الوفد، اعترف شيحة بذلك، وأكد أن الهيئة العليا للحزب قررت ضم وترشيح أعضاء الحزب المنحل على قوائم الوفد، شريطة أن يكونوا خارج أعضاء الحزب الفائزين في انتخابات البرلمان السابق (2010)، الذي تم حله بعد الثورة.. أو أن يكون عضوا بلجنة السياسيات بالحزب المنحل، أو اللجان العامة والقيادات داخل المحافظات.

واعترف شيحة بأن انضمام هؤلاء سيضعف من نسبة نجاح الحزب في الانتخابات، وسيؤدي لخسارة كثير من المقاعد، مهددا بعدم الترشح على قوائم الحزب في حال عدم استبعاد هؤلاء المرشحين.

وفي تحالف «الكتلة المصرية»، أعلن عدد من الأحزاب أهمها: «التحالف الشعبي، الاشتراكي المصري، السلام، الوعي، المساواة والعدل، المستقلين الجدد» انسحابهم، بسبب الموافقة على ضم مرشحين من الفلول الذين سبق لهم الترشح في المجمع الانتخابي للحزب الوطني المنحل.

وقال الدكتور عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن خلافات كبيرة دبت بين أحزاب التحالف على معايير الترشح بسبب ترشيح فلول الحزب الوطني على قوائم الكتلة، معلنا عن سعي الحزب لتأسيس تحالف انتخابي جديد تحت مسمى «تحالف استمرار الثورة»، بالتعاون مع ائتلاف شباب الثورة وحزب السلام والتنمية وحزب التيار المصري.

لكن د. أحمد سعيد، عضو المجلس الرئاسي لحزب المصريين الأحرار – أحد أعضاء الكتلة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الكتلة ما زالت متماسكة بوجود الأحزاب الكبرى، وهي «التجمع والجبهة والمصري الديمقراطي»، وإن خروج الأحزاب الصغيرة لن يؤثر عليها، مبررا خروج هذه الأحزاب بأنها ترغب في وجودها على رأس قائمة، على الرغم من علمها بضعف شعبيتها.

وواصل شباب الثورة والقوى السياسية عمليات رصد مرشحي الحزب الوطني المنحل وأعضاء النظام السابق في الانتخابات، ونشروا قوائم بأسماء المئات من هؤلاء المرشحين للتحذير من انتخابهم مرة أخرى. وأعلن «ائتلاف 25 يناير» بالأقصر مقاطعة الانتخابات لعدم إقرار المجلس العسكري والحكومة لقانون الغدر حتى الآن، وقال نصر وهبي، المنسق العام لـ«ائتلاف ثورة 25 يناير» بالأقصر، لـ«الشرق الأوسط» إن «مقاطعة الائتلاف للانتخابات ليس معناه ترك المعترك الانتخابي والساحة السياسية لفلول الوطني يتحركون فيها كما يشاءون، بل سوف نعمل على وضع خطة لعزل هؤلاء الأفراد شعبيا بين أبناء المحافظة من خلال إطلاق حملة (الشرفاء يمتنعون)، وسيقوم الائتلاف من خلالها بفحص أسماء المرشحين وشن حملات قوية ضدهم».

ومن جانبه، أكد د. سعد الكتاتني، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، أن الحزب ينظر ببالغ القلق تجاه تقدم فلول الحزب الوطني بأوراق ترشحهم في الانتخابات، وفي نفس الوقت ما زال المجلس العسكري يتباطأ في إصدار قانون العزل السياسي، بما يتعارض كلية مع انحياز القوات المسلحة للثورة ومطالبها.

 

المصدر : الشرق الأوسط

زر الذهاب إلى الأعلى