أرشيف

“جبهة إنقاذ الثورة” تصدر البيان رقم (1)

يمنات – أصدرت اللجنة التحضيرية لـ “جبهة إنقاذ الثورة” بيانها الأول. فيما يلي نصه:

بيان اللجنة التحضيرية لجبهة إنقاذ الثورة

 

في الوقت الذي كانت فيه أغلب قيادة أحزاب “المعارضة” تشارك نظام صالح غنائمه وتستجديه وتتواطأ مع فساده وسياساته المدمرة للوطن، وتارة تعارضه على نحو خجول ولا تقامر في خوض مواجهة حقيقية معه من أجل المستقبل، كانت شرارة الثورة تنطلق بشجاعة وتحدي من تعز وصنعاء وعدن وحضرموت .. وكافة أنحاء اليمن، شامخة وأبية وغير آبهة بالمتواطئين والمحبطين والقامعين..

 

وما يندي له الجبين أنه عندما كانت أجهزة قمع السلطة تقمع الثوار بقسوة، كانت قيادة أحد تلك الأحزاب المعارضة تعمم وتمنع طلابها من المشاركة في هذه الشرارة التي أشعلت لاحقا ثورة عريضة مهّد لها الحراك السلمي الشعبي في الجنوب منذ العام 2006

 

لقد بدأت شرارة الثورة تكبر وتتسع وكنا نطالب قيادة تلك الأحزاب بالالتحاق بالشارع ونحذرها من قيادة الثورة كونها معرضة للضغوط، وقيادتها للثورة تلحق بهافادح الضرر إن لم تصبها بمقتل؛ غير أن تشهي بعض قيادة تلك الأحزاب للسلطة كان على ما يبدو أكثر من أن يقاوم، فحدث المحذور وألحق التسلط والعجل بالغ الضرر بالثورة.

 

وذهبت تلك القيادة المتفردة إلى السيطرة الأحادية والمتسلطة على خطاب الثورة ومنبرها لتكرس خطابا إعلامياً غارقا بالأصولية والتطرف خلال فترة مهمة من عمر الثورة ألحق بها كثير من الأذى والتشوه جعلت الغير يصاب بالخوف والهلع، وجعلت معه المساندة الدولية بدلا أن تتجه وتنحاز للثورة، تتجه بدافع مخاوفهاإلى دعم النظام ومؤازرته وطول بقاءه.

 

ولم يتوقف الحال عند هذا الحد بل تعاطت قيادة المشترك مع الحلول السياسية على نحو يصادم أهداف الثورة وما ترتجيه لتبدو وكأنها أزمة سياسية بين المعارضة والنظام، ثم دخل العامل المسلح ليزيد من تعقيد المشهد اليمني، ولتبدو الأزمة بين مركزي قوى في بيت واحد.

 

وظلت التنازلات من قبل العديد من قيادة المشترك تزداد لصالح النظام على حساب الثورة وأهدافها، ودخلت المبادرة الخليجية بصيغها الخمس ليأخذ كل تعديل فيها محاولة لافراغ الثورة من مضامينها الثورية، وليأتي كل تعديل فيها بما هو أسوأ مما قبله، ثم جاءت الآلية لتوصل تنازلات المعارضة إلى قاع المنحدراستعدادا لوأد الثورة والانقضاض على أهدافها.

 

إن “المبادرة” تعطي صك غفران للنظام على كل ما أقترفه في الماضي من جرائم وفساد ونهب لثروات البلاد، وتمنح صالح ورموز نظامه حصانة وضمانة من المساءلة والمسؤولية الجنائية لاقترافه المذابح والجرائم التي لم تبدأ بمذبحة جمعة الكرامة في صنعاء وثم محرقة ساحة الحرية في تعز ولم تنتهِ بأعمال القتل اليومي التي لازال يرتكبها النظام بدم بارد إلى الساعة وبشراكة حكومية صارت كاملة من قبل قيادة المشترك.

 

كما ان الآلية التنفيذية للمبادرة جاءت لتعطي صالح – بعد التنحي الصوري- مزيداً من تلك الحصانة الإضافية ليمارس القتل دون أي مسؤولية حال كونه لم يعد رئيسا وهو في الحقيقة لا زال إلى اليوم يمارس التوجيهات ويأمر وينهي ويعبث بكل الوطن ومقدراته.

 

وها هي قيادة المشترك اليوم ترتضي مقاسمة القتلة السلطة ولم يعد فيها نفس معارض بعد أن تقاسمت مع النظام الوطن المنهوب والمثخن بالجراح.

 

واليوم من تسمي نفسها “المعارضة” في مجلس النواب تلتزم أمام العالم والأشهاد بإعفاء الرئيس وبالعمل معه بموجب المبادرة المشؤومة متجاهلة كل البشاعة والجرائم ونزيف الدم الذي أقترفها خلال فترة حكمه التي دامت 33 عاما.. حصانه وضمانة تعفيه من كل مسؤولية جنائية عن المذابح التي أرتكبها بحق الثوارالذين لم يجف دمهم بعد ولازالت أرواحهم معلقة تبصق في وجه من يخادع أو يمالي أو يخون.

 

ونجد الآلية التنفيذية للمبادرة في فقرتها الثامنة تنص أنه في حال تعذر التوصل إلى توافق حول أي موضوع يرفع لنائب الرئيس وإلى الرئيس في مرحلته الثانية الذي يفصل في الأمر ويكون كل مايقرره ملزما للطرفين.. وهذا النص الذي ارتضته قيادة المشترك يلغي العمل الديمقراطي وينطوي على خطورة واستبداد ومجازفة لن يكون بحال لصالح الثورة وأهدافها..

 

ولم تقبل قيادة المشترك هذا الحال فحسب بل وقبلت أيضا إعادة ترتيب القسمة والمشاركة بحكومة توافقية وتوليها وزارات نهبها الشريك في الأمس القريب نهارا جهارا بما فيها قاعدة بياناتها وكثيرا من أموالها وأصولها ولتعيد انتاج حال مملوء بعاهات الماضي الذي دام أكثر من 33 عام خلت.

 

وقد أضاعت أحزاب المشترك بتخاذل قياداتها فرصاً كثيرة كان بإمكانها نقل الثورة نقلات مهمة نحو انتصار حاسم وسريع على النظام المتسلط كان أولها يوم جمعة الكرامة وآخرها مسيرة “قافلة الحياة”.

 

لقد أفسدت قيادة المشترك ما كان يمكن أن تحققه مسيرة “قافلة الحياة” القادمة من تعز التي وصلت إلى ضواحي صنعاء بأعداد زادت على المليونيين مفعمين بروح الثورة والفعل الثوري أعادوا وهج وألق الثورة وجعلوا النصر الحاسم منا في متناول اليدين لولا إجهاضها من قبل قيادات المشترك المتعاونة مع النظام أحيانا كثيرة؛ إلى حد صارت اليوم تمثل عبئا ثقيلا على الثورة وخطرا على مستقبلها، خصوصا أنها صارت تعمد إلى احتواء الثورة واجهاضها على نحو صار مكشوفا وصارخا.

 

ولم تفطن قيادة المشترك إلى أهمية ومكانة القضية الجنوبية بل عمدت إلى تعويمها والتحايل عليها وافراغها من مضامينها الحقيقية، بل واتباعها لأساليب أكثرمراوغة من ممارسات وأساليب النظام التي صارت جزءاً منه، والتعاطي مع القضية الجنوبية بصورة تكرس فيها أساليب وممارسات هي أقرب للاحتلال منهاللشراكة والندية.

 

ولكل ذلك، وللمخاطر الكارثية التي تحدق بالثورة وأهدافها، ولاستحالة التغيير نحو الأفضل بالنظام القديم وأدواته المتآكلة، ولأن المبادرة وآليتها التنفيذية مفخخة ولا تخدم الديمقراطية وقيم الحرية والعدالة ولا تلبي الحد الأدنى من متطلبات المستقبل، ولأن المبادرة وآليتها التنفيذية تخدم النظام ومنظوماته الفاسدة وقيمها الاستبدادية وتعيد انتاجه على نحو أكثر قبحا وخداع، ولأنها تعمد إلى إفراغ الثورة من محتواها وحرفها عن مسارها وأهدافها الحقيقية، ولاستحالة بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية بالنظام السابق، بادرنا بتشكيل لجنة تحضيرية لجبهة عريضة لإنقاذ الثورة، ومقاومة الاتجاه الذي تعتمده السلطة بما فيها المعارضة المنظمة لها وعمل ما في الوسع لإنقاذ الثورة.

 

كما ندعو جماهير شعبنا العظيم وقواه الثورية الحية للشراكة في هذه الجبهة العريضة للدفاع عن الثورة وأهدافها ووفاء لدماء وأرواح الشهداء ..

 

النصر لثورتنا العظيمة والخلود لشهدائها الأبرار

 

اللجنة التحضيرية لجبهة انقاذ الثورة

زر الذهاب إلى الأعلى