أرشيف

أطفال اليمن في مواجهة مع كارثة إنسانية

لم تكن اليمن بحاجة إلى الأزمة السياسية التي أتت على كل شي خلال الأشهر العشرة الماضية من العام الذي يترك العالم وقد خلف الكثير من التغيرات – السلبية منها والإيجابية. في حين يشعر كثير من اليمنيين أنهم أستطاعوا أن يتخلصوا من نظام الرئيس صالح بعد توقيعه على المبادرة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض – بتاريخ 23 نوفمبر الماضي، والتي شكلت نقطة مهمة في طريق إنهاء حالة الحرب والجدل السياسي في البلاد، إلا أن الأزمة ألحقت أضراراً بالغة ألقت بظلالها على ملايين من اليمنيين.

هذا البلد الذي يصنف على أنه الأكثر فقراً بين دول الشرق الأوسط كان يعاني من هموم بالغة الخطورة في الوضع الطبيعي وتخلف تنموي قبل هذه الأزمة التي أعادت البلاد إلى أكثر من عقد إلى الوراء، بحسب تصريح ممثل منظمة اليونيسف في اليمن، السيد خيرت كابيليري.

ونظراً لتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، فقد أطلقت مجموعة العمل الإنساني في اليمن والتي تضم منظمات الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإغاثية الدولية ، نداء إستغاثة لمساعدة اليمن وذلك منتصف الشهر الجاري، في دبي من خلال معرض صور وفعالية إعلامية تستعرض الإحتياجات الإنسانية في اليمن والتي تستدع دعم مادي يناهز نصف مليار دولار.

لقد كانت حصيلة الاضطرابات الأهلية في اليمن ثقيلة جدا على السكان المدنيين، ولا سيما الأطفال. تأتي الأزمة الراهنة مرافقة لإنهيار اقتصادي ونقص حاد في الوقود والمياه وإرتفاع حاد لأسعار السلع الأساسية – ولا سيما الغذاء والماء (والماء تحديداً إرتفع سعره 3 أضعاف منذ بداية السنة) – ما يشكل عبء حقيقي على حياة المدنيين العاديين. في مواجهة الشدائد. في الوقت الذي يستعرض فيه اليمنيون نماذج مثيرة للإعجاب من حيث التكافل والصمود، لا بد من جهود قوية ومتضافرة من أجل تجنيب أطفال في اليمن تحمل العواقب لسنوات عديدة قادمة – خصوصاً وهم مستقبل اليمن.

حذرت منظمة اليونيسف في اليمن من وقوع كارثة إنسانية في اليمن ودعت دول الخليج والمجتمع الدولي ألا يقف موقف المتفرج إزاء هذه الأوضاع المأوسية خصوصاً ونصف سكان البلاد تقل أعمارهم عن 18 عام.

اليونيسف عبرت عن قلقها البالغ من سؤ التغذية الحاد المنتشر بين أطفال اليمن – فعلى الأقل 32 بالمئة من الأطفال في محافظة الحديدة فقط يعانون من سؤ تغذية حاد، قد يتسبب في أمراض مزمنة ذهنية وبدنية ويؤدي إلى التقزم. وهذه النسبة ضعف حد الطواريء بالمعايير العالمية.

كما أن الوضع أكثر سواءً في بعض المناطق النائية فتصل نسبة سؤ التغذية الحاد إلى 60 بالمئة بين الأطفال دون سن الخامسة، ومالم يتم العمل وبشكل سريع – بحسب اليونيسف – فإننا على وشك أن نواجهة صومالاً أخر في اليمن.

نترككم مع بعض الصور التي شاركت بها منظمة اليونيسف في معرض الإحتياجات الإنسانية في اليمن الأسبوع المنصرم:

زر الذهاب إلى الأعلى