تعز.. توتر ينذر بالانفجار والعسكريون المنضمون للثورة يدعون في لقائهم التشاوري اللجنة العسكرية للقيام بدورها
تشهد مدينة تعز جنوب اليمن توترا شديدا وانتشارا أمنيا مكثفا منذ يوم أمس، وذلك بعد عودة عدد من النقاط المستحدثة في مدخل المدينة الشرقي والشمالي وعددا من الشوارع والأحياء القريبة من القصر الجمهوري.
ويخشى مراقبون من وصول الأمور في المدينة إلى مرحلة تفجير الوضع وعودة الأمور إلى نقطة البداية، خاصة بعد أنباء تداولت عن انتشار جنود وآليات الحرس الجهوري في عدد من الشوارع، تزامنا مع أنباء أفادت عن سحب قائد الحرس الجمهوري لممثليه من اللجنة العسكرية الفرعية في المحافظة.
وتفيد مصادر أن هذه التوترات هي محاولة من قائد الحرس الجمهوري بتعز لخلط الأوراق والبقاء أكبر مدة ممكنة في المحافظة خاصة بعد تسرب معلومات حول مذكرة بعثت بها اللجنة العسكرية الفرعية بتعز إلى اللجنة العسكرية بصنعاء تطالبها بإقالة العوبلي قائد الحرس وعبد الله ضبعان قائد اللواء “33” مدرع، وبالتالي فإن توتير الأوضاع يجعل جاء بهدف إشغال اللجنة العسكرية بموضوع أخر غير موضوع الإقالة حسب هذه المصادر.
وفي سياق الاحتجاجات لمنتسبي قاعدة طارق الجوية بمطار تعز أفادت مصادر عسكرية في اللواء “170” دفاع جوي الذي يتمركز في محافظة تعز بأن معظم منتسبي اللواء انضموا إلى احتجاجات القوات الجوية للمطالبة بإقالة قائد سلاح الجو اليمني اللواء محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق لصالح.
وفي سياق متصل أطلق سراح خمسة من منتسبي قاعدة طارق الجوية من سجن شعبة الاستخبارات الجوية بصنعاء، والذين تم اعتقالهم ليل الأحد الماضي من قبل قوات الحرس الجمهوري أثناء اقتحام سكن الضباط والأفراد في القاعدة، والضباط المفرج عنهم هم: علي الصلوي، وليد المكرسي، وسام الشرجبي، مختار الحسني، محمد الشتاء، مرتضي اليوسفي.
وانعقد صباح اليوم في قاعة السلام بمدينة تعز اللقاء التشاوري الموسع لمنتسبي القوات المسلحة والأمن المنضمين للثورة، وذلك لمناقشة الأوضاع الأمنية ودورهم في بناء الدولة المدنية الحديثة.
وصدر عن اللقاء الذي أنعقد تحت شعار “نحو مؤسسة عسكرية وأمنية احترافية تحمي المواطن وتبني الوطن” بيانا دعا فيه المجتمعون اللجنة العسكرية للقيام بدورها بكل جدية وحيادية وروح وطنية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأكد البيان إلى سرعة إقالة ومحاسبة القيادات الأمنية الفاسدة العابثة التي مارست الاعتداء والقتل والتعسف ضد أبناء تعز مدينين وعسكريين والتي ترى نفسها فوق القانون وفوق التوافق الوطني, ودعا البيان إلى سرعة إطلاق المعتقلين وصرف الرواتب الموقوفة، وإعادة من صفرت أسمائهم من الدائرة المالية بغير حق، فضلا عن إعادة المبعدين قسريا والموقوفين إلى أعالهم السابقة.
وأكد البيان على ضرورة الإسراع في إعادة بناء الجيش اليمني وفق أسس وطنية، وضرورة إخراج القوات المسلحة والأمن من العملية السياسية والحزبية والصراعات.
كما تعهد اللقاء بالعمل على أنجاح العملية الانتخابية والانتقال السلمي للسلطة وإخراج الوطن إلى بر الأمان، مشيدا بالخطوات التي اتخذها الرئيس بالإنابة وحكومة الوفاق الوطني .
وحذر البيان من العبث بأمن واستقرار الوطن من خلال توظيف ورقة القاعدة والتلاعب بها والترويج للدعوات الطائفية وإثارة القلاقل بغرض تعزيز الانفلات الأمني وتكدير السلم الاجتماعي.
من جانب أخر صدر اليوم حكما قضائيا من محكمة غرب تعز ألزم مكتب التربية والتعليم بالمحافظة بإعادة الاستقطاعات التي تعرض لها المعلمون بالمحافظة في شهر “ابريل “المنصرم، والتي أستقطعها المكتب نتيجة الإضراب الشامل الذي دعت إليه نقابات التعليم تأييدا للثورة الشعبية السلمية، كما ألزم الحكم مكتب التربية بدفع تكاليف التقاضي.
وفي جامعة تعز أعتصم أساتذة وطلاب الجامعة في الحرم الجامعي بحبيل سلمان مطالبين بإنهاء مظاهر الفساد داخل الجامعة، كما بدأ اليوم موظفي المعهد الصحي بتعز إضراباً مفتوحاً للمطالبة بإقالة الفاسدين في المعهد.
وتعرضت طالبات مدرسة أسماء بصالة لإطلاق نار من قبل بلاطجة استقدمتهم مديرة المدرسة التي تواجه اعتصاما طلابيا للمطالبة بإقالتها من إدارة المدرسة التي تديرها منذ “36”عاما، وشكت الطالبات قيام البلاطجة أيضا برشهن بالمياه العادمة.
ولا يزال موظفي مكتب الزراعة والري مستمرون في اعتصامهم للأسبوع الثالث مطالبين بإقالة قيادات المكتب التي يتهمونهما بالفساد، مؤكدين على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق في موارد المكتب.
ميدانيا خرجت صباح اليوم مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة الحرية وجابت بعض شوارع المدينة، طالبت بمحاكمة صالح ومعانيه، وإقالة ومحاكمة الصوفي والعوبلي وضبعان وقيران جراء ما اقترفوه من جرائم في حق أبناء تعز، وأعلن المتظاهرون تضامنهم مع المحتجين في المؤسسات و المكاتب الحكومية.
وعصرا نفذ أبناء الشهداء مسيرة داخل ساحة الحرية أكدوا فيها رفضهم لقانون الحصانة، مؤكدين على تمسكهم بمقاضاة قتلة آباؤهم، وأن دماء آباؤهم لا تخضع للمساومة السياسية.