فضاء حر

هؤلاء هم الذين يتهموننا بالإيرانية … أحمد سيف حاشد

 · نصف قرنٍ من الارتزاق والنخاسة وبيع الوطن.. عُمْر جيلين أِنْسحق، ونصف قرنٍ ضاع هدراً، كان يكفي أن نبني فيه حضارة تصل القمر.

 

 

· نصف قرن وهم يعبثون بالوطن ومقدراته.. يقطِّعون أوصاله ويمزقون نسيجه، ويثقلونه بأوزار حروبٍ داميةٍ، وثارات دائمة، وعصبيات يعترشها العمى والحمق.. وطن ملئوه بالخراب والقتل والمآتم، وحزن بلا حدود.. وادّعوا دون حياءٍ أو وجهٍ من خجل أنهم أهل خير وحمية.. حماة حمى وبناة أوطان..

 

 

· غارقون حتى رؤوسهم بالقذارة والعمالة، وأي عمالة هذه التي تبلغ حد العهر والقوادة والانتعال؟!!

 

 

· تآمروا حدَّ الخسَّة، وبلغوا بالنذالة ما لم تبلغه من قبل.. قتلوا أبطال اليمن وأحرارها الميامين.. رهنوا الوطن ببخس ثمن، وارتهنوا حدَّ المتاع، وافترست الحاجة والفاقة والجوع وجوه أطفالنا، وبطون الرجال.. أثقلوا شعبنا ببؤس ينال من الحديد، ومعاناة ليس لها آخر، حتى بلغت بنا القلوب الحناجر.

 

 

· نصف قرن من النهب الشره لثروات البلاد والعباد، واكتناز المال والكسب الحرام، وغدر وخيانة تبتلع الضمائر والأوطان.

 

 

· نصف قرن وهم يقيمون عروشهم ودعامات قصورهم والفخامة على أوجاعنا وأشلاءنا وبقايا مما كان وصار "أثراً بعد عين".

 

 

· صلبوا الحرية، وحبسوا الشوق، وحاصرونا بالخوف، وأثقلوا الحالمين بالقيود وأحمال من جبال.. باعوا أطفالنا بسوق نخاسة.. هشموا المرايا وصيروا أحلامنا البيضاء وآمالنا العراض حطام وبدد.. باعوا نجران وجيزان وعسير في غفلة زمن بثمن أبخس من كومة ملح.. باعوا كل غال ونفيس بيعة سارق في سوق بوار.

 

 

· قذفوا بأطفالنا الغُرَّ في الفيافي والصحاري القاحلات يهيمون على وجوههم.. يتهددهم الموت ويفترسهم الحر والعطش.. يلتمسون من البداوة أمل ولو كان من وهم، أو بعضٍ من عطفٍ مفتقد.. أطفال يتوسلون الرجاء من آباط المهربين وبيادات حراس الحدود.

 

 

· مجرمون استباحوا القيم واغتصبوا الطفولة في صحراء ليس بها نجدة أو مغيث وضحايا كُثر مبلغ ذنبهم أنهم يبحثون عن رزق حلال ولقمة عيش كريمة.

 

 

· أما شبابنا في الغربة إن وجد الواحد منهم ملاذاً ظل محكوماً بزمنٍ غابرٍ وتعيس من بخس الآدمية والكرامة.. زمنا لا زالت تسوده أحكام الرق ونظام الكفيل.. إنها يا سادة "مملكة العبيد".

 

 

· هم من أحرق أبناء الحديدة في مقالب القمامة في "خميس مشيط" لمجرد أنهم ضربوا الأرض راجلين يبحثون عن لقمة عيش كريمة ومصدر رزق شريف يجلبوه بالكدح وعرق الجبين.

 

 

· أنذال جلبوا لنا العار.. استقدموا عاهات ونفايات ومجاعة جنس من بلاد اللعنة والنفط إلى مدننا وقرانا وريفنا الجميل، ليمارسون رذيلة "الزواج السياحي".. استباحوا العذارى، ولوثوا العفيفات الطاهرات، واغتصبوا الزهرات القاصرات باسم "الله وسنة رسوله" وحفنة من مال بعد أن استباحوا الوطن نصف قرنٍ عرضاً وطولاً.

 

 

· فلا عجب بعد هذا أن يكون هؤلاء المطايا وأتباعهم من "عبيد العبيد" والمُغرر بهم من "حنابلة اليسار" هم من يتهموننا بالإيرانية وخيانة الأوطان.

 

زر الذهاب إلى الأعلى