أرشيف

يمنيون في رحلة الفرار من الموت

هل أصبح النزوح قدرا لا مناص منه بالنسبة للمواطن اليمني الذي تحاصره الصراعات والحروب من كل جانب.. كيف تغدو حياة الإنسان وهو يتهاوى في منحدرات التشرد والضياع.. وقد فارقته السكينة، وسكنه الخوف، وأصبح بلا مأوى يحتمي به، في حين يفترسه الجوع الذي لا يفرق بين طفل أو شيخ، رجل أو امرأة.. لا شيء في بلاد الحكمة والإيمان يبعث على الطمأنينة، الأحلام لا تولد هنا بل تموت، لكنها لا تموت بهدوء، بل تتحول قبل ذبولها إلى ضجيج صاخب يصم الأسماع، ويثير الرعب في النفوس..

 

 

«يمنات» تستعرض فقرات من تحذيرات أطلقها الناطق باسم وكالة غوث اللاجئين بالأمم المتحدة، أدريان إدوارد من أن اليمن تواجه موجة جديدة من النزوح الداخلي جراء فرار عشرات الآلاف من المدنيين من الاشتباكات في الشمال وتجدد القتال بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة في الجنوب.

 

 

مشيرا إلى أن الاشتباكات في حجة أدّت إلى نزوح نحو 52 ألف شخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية.. أما في المحافظات الجنوبية فإن ما لا يقل عن 1800 شخص نزحوا من مدينة جعار بمحافظة أبين خلال الأسبوعين الأخيرين، نتيجة التصعيد الأخير بين القوات الحكومية والمسلحين التابعين لجماعة أنصار الشريعة، ويضاف هؤلاء النازحون الجدد إلى نحو 150 ألف نازح من زنجبار وخنفر والكود، منذ مايو الماضي، متوقعاً أن تجبر المواجهات الأخيرة أكثر من 120 ألف شخص على النزوح خلال الفترة القادمة.

 

 

وقال بيان صادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين,إن كثيرين من سكان جعار تركوا مساكنهم هرباً من المعارك التي تدور رحاها بالقرب منهم، مؤكداً أن 74 مدرسة حكومية في عدن تكتظ بما يزيد عن 20 ألف لاجئ من أبين.

 

 

هذه فقط جزء من الأرقام الحقيقية لأعداد النازحين الذين يفرون بأنفسهم وأسرهم من الموت، مخلفين وراءهم منازلهم وكل ما يملكون، طامعين فقط في فرصة للنجاة، فيما فرقاء السياسة ما زالوا في معمعة مفاوضات تقاسم السلطة، بعد أن صوروا لنا أن الانتخابات ستقود البلاد إلى شهر عسل من الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار‘ فإذا بها تتحول إلى شهور حداد وترحال عذاب لا يحتمل.. أيها الموجوعون بألم التشرد.. صبراً فقدركم أن تدفعوا ثمن الأخطاء التي ارتكبها غيركم.. أما أنتم أيها الموجوعون بوباء السباق على الكراسي والنفوذ، فكما قالها الشعب لغيركم سيقولها حتما لكم: ارحلوا غير مأسوفٍ عليكم…

زر الذهاب إلى الأعلى