أرشيف

شعراء اليمن يزحفون الى وزارة الثقافة والحراسة تطلق النار

في أول انتفاضة لهم منذ عقود، خرج نحو 200 شاعر يمني تتقدمهم 20 شاعرة من أعضاء جمعية الشعراء الشعبيين من أربع محافظات يمنية” صنعاء، ذمار، إب، وأمانة العاصمة” عن صمتهم الذي طال كثيراً، فتحدوا المطر وركبوا سيول صنعاء وقرروا الزحف على وزارة الثقافة، ليستقر بهم الحال إلى الاعتصام في حوش الوزارة ولا مطلب لهم سوى” لقاء الوزير” الذي كان حينها في مجلس النواب. فارتفعت الأصوات ودخل الوسطاء والمصلحون على الخط . لكن شيئاً من ذلك لم يقنع المحتشدين بالصمت والهدوء والقبول بالتفاوض مع الرجل الثاني بالوزارة، فارتفعت أصوات الشعراء من جديد”أهازيج وأناشيد وزوامل” كلها تُطالب بإنصاف الشعراء الشعبيين ورفع الظلم والجور عنهم.

“ثورة شعرية” لم يكن وزير الثقافة الجديد الدكتور عبد الله عوبل يحسب لها أي حساب وهو الذي طالما تغنى وأشاد بالثورة، لتداهمه هذه المرة في عقر داره. فأثناء عودة الأخير إلى مكتبه في الوزارة وسط العاصمة صنعاء التف حول سيارته عشرات الشعراء والشاعرات مرددين الأهازيج والأشعار التي تتضمن قضيتهم ومطالبهم، وهو ما فهمه أفراد حراسة الوزير بأنها محاولة لاقتحام سيارة وزير الثقافة، فكان إطلاق النار في الهواء من قبل أفراد الحراسة الشخصية للوزير كفيل بفك الطوق الذي فرضه الشعراء على الوزير عبد الله عوبل.

رئيس جمعية الشعراء الشعبين: الشعراء لم يضمروا الشر للوزير

رئيس جمعية الشعراء الشعبيين أمين المشرقي، أكد للوكالة أن الاعتصام في حوش وزارة الثقافة كان سلمياً، يهدف للقاء وزير الثقافة ووضعه في صورة المأساة التي يعيشها الشعراء الشعبيين في عموم المحافظات اليمنية. وقال “كل ما في القضية أننا كنا نهدف إلى تنفيذ وقفة احتجاجية، ولنا جملة من المطالب منها، إقامة مهرجان الشعر الشعبي الثالث واعتماده مهرجاناً سنوياً، ودعم جمعية الشعراء وتبني مشاريعها وأنشطتها أسوة باتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وتخصيص مساحة إعلامية في وسائل الإعلام المحلية للشعر الشعبي لتمكين الشعراء من إيصال رسالتهم ودورهم التنويري والتوعوي في خدمة المجتمع”
وأضاف” وأثناء عودة وزير الثقافة من مجلس النواب إلى مكتبه في الوزارة تجمع حوله الشعراء بشكل دائري وهم يهتفون بالأهازيج والزوامل الشعبية بشكل راقص، وذلك كعادة من العادات والتقاليد اليمنية حيث يلتف الناس حول صاحب المناسبة كعريس أو ما شابه ذلك، لكن بسبب اختلاف العادات والتقاليد في المجتمع اليمني، فهمت الحراسة الشخصية للوزير ذلك الأسلوب خطأ،حيث اعتقدوا بأن الشعراء يضمرون الشر لمعالي الوزير، فقاموا بإطلاق النار في الهواء لتفريق المحتشدين، وهو ما دفعني حينها إلى مطالبة جميع الشعراء بالابتعاد عن سيارة وزير الثقافة، ليفشل اللقاء بعد ذلك “

ضيف الله قاشان: سنواصل التصعيد لتنفيذ مطالبنا أو”إسقاط الوزير”

من جانبه هدد رئيس جمعية شعراء صنعاء، الشاعر ضيف الله قاشان، بتصعيد احتجاجات الشعراء حتى تنفيذ جميع المطالب المشروعة، التي تتمثل في اعتماد ميزانية تشغيلية للجمعية، وإصدار مجلة خاصة بالشعر الشعبي، وإنشاء مركز أكاديمي متخصص بالشعر الشعبي “وقال قاشان في اتصال مع الوكالة” إذا لم تتم الاستجابة لمطالبنا خلال الفترة القليلة القادمة، فإننا سوف نواصل اعتصامنا بمختلف الوسائل حتى يتم إسقاط وزير الثقافة، فالشعراء الشعبيون يواجهون التهميش والإقصاء من مختلف الجهات، رغم أنهم حال الأمة المعبر عن همومها وتطلعاتها”.

زر الذهاب إلى الأعلى