أخبار وتقارير

تقرير : أهلا بكم في حي المنصورة بعدن، حيث الجيش يطلق الرصاص على الملأ

 

منذ أكثر من عشرة أيام أصبح حي المنصورة في مدينة عدن منطقة خطر كبير. فقد نشر الجيش اليمني دباباته وقناصيه على طول المحور الرئيسي في هذا المعقل المعروف للحركة الانفصالية في الجنوب. وحسب مراقبينا في عين المكان، فالجيش يطلق الرصاص على الملأ.


وأطلق الجيش في 15 حزيران/يونيو غارة على معسكر أقامه الانفصاليون في ساحة الشهداء في قلب حي المنصورة، أسفرت عن سقوط عدة جرحى. وزاد العنف حدة يوم الجمعة 23 حزيران/يونيو عندما فتح العسكر النار على المتظاهرين المشيعين لإحدى الجنازات والذين كانوا متجهين إلى ساحة الشهداء. ونشر على اليوتيوب تسجيل يظهر مشهد تفريق المشيعين بإطلاق نار كثيف. وهذه المشاهد مروعة للغاية.



من الصعب الحصول على معلومات موثوقة عن عدد الضحايا، ولكن حسب حصيلة المناضلين الانفصاليين فإن القمع أسقط نحو عشرة قتلى وأكثر من 30 جريحا. ويؤكد الجيش أنه تدخل في حي المنصورة لتنظيم حركة المرور.


عقب إلحاق جنوب اليمن بالشمال في 1990، اندلعت حرب أهلية في 1994 بين الانفصاليين المسلحين في الجنوب وقوات الشمال انتهت بفوز الشمال. ومنذ ذلك الحين، ما فتئ التوتر يعود بانتظام بين الجماعات المسلحة المحلية. وعام 2007، أنشئت حركة انفصالية مدنية هي حركة جنوب اليمن التي تسعى إلى إبراز النضال السلمي من أجل الاستقلال الذاتي.

 

"حتى سيارات الإسعاف لم تسلم"


أحمد اليزيدي طبيب وناشط في حركة جنوب اليمن.

ما زالت وحدات الجيش والقناصة منتشرة في المنصورة حول ساحة الشهداء. الحي فارغ تماما والمتاجر مقفلة. وقد نهبت قوات النظام بعض المتاجر، وكذلك خربت معرضا عن شهدائنا. وأحيانا يستهدف رصاصهم السيارات التي تمر من الشوارع المحاذية للمحور الرئيسي في حي المنصورة. حتى سيارات الإسعاف تستهدف. ومنذ بضعة أيام [هيئة التحرير: ليلة 18 إلى 19 حزيران/يونيو]، داهموا مركزا جراحيا لأطباء بلا حدود لمحاولة أخذ أحد الجرحى.


وفي المنصورة هجر العديد من الأهالي بيوتهم. أما الذين قرروا منهم البقاء للدفاع عن ممتلكاتهم فمعظمهم من اللجان الشعبية التي أنشئت في بداية الثورة منذ أكثر من عام [الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى تنحي الرئيس عبد الله صالح في كانون الثاني/يناير 2012]. وأحيانا يردون بالأسلحة النارية عندما يقترب الجيش من بيوتهم.

 

 

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع جمال بالعياشي، صحافي في فرانس 24.


زر الذهاب إلى الأعلى