أخبار وتقارير

استحواذ الإصلاح على الوظيفة العامة.. رشيد والسعيدي أنموذجا

يمنات – خاص

يعاب على حكومة الوفاق الوطني المحاصصة التي شكلت بموجبها الحكومة بين طرفي التسوية بموجب المبادرة الخليجية، ما جعل كل طرف يسعى للاستحواذ على على الوظيفة العامة في الوزارات التي يسيطر، على حساب المهام والخدمات التي تقدمها تلك الوزارات.

وفيما قام نظام علي صالح خلال الفترة التي سبقت ثورة فبرائر الشبابية بتسييس الوظيفة العامة، وتعيين شخصيات بمعيار الولاء للنظام بعيدا عن الكفأة والمؤهل العلمي في كثير من المناصب، يسعى اليوم التجمع اليمني للإصلاح للاستحواذ على مختلف الإدارات والأقسام في الوزارات التي حصل عليها بموجب اتفاقية التسوية، وتعيين شخصيات لشغل كثير من المناصب بمعيار الولاء للحزب وشخصيات نافذة فيه، والسعي للسيطرة على وزارات اخرى تقع ضمن حصة باقي أحزاب المشترك، عن طريق الضغط على بعض الوزراء لتعيين محسوبين على تجمع الإصلاح ونافذيه في بعض إدارتها وأقسامها.

 

ولم يكتفي تجمع الإصلاح بالاستحواذ على المناصب في دواوين الوزارات، وإنما أمتد إلى السلطات المحلية في المحافظات، وتعد التغييرات التي قام بها مدير أم تعز السابق العميد علي السعيدي في عدد من الإدارات الأمنية في المحافظة، وما يقوم به محافظ عدن المهندي وحيد علي رشيد من تغييرات في مختلف مديريات المحافظة والمكاتب التنفيذية نموذجا على سعي الإصلاح للاستحواذ والسيطرة على مختلف الإدارات في الوزارات والسلطات المحلية، سعيا لتكوين ديكتاتورية دينية يريد بنائها على أنقاض ديكتاتورية عسكرية سيطرت العائلة والمقربين منها على أهم مفاصلها.

وتمكن العميد السعيدي المقرب من تجمع الإصلاح خلال فترة توليه إدارة أمن تعز والتي لم تتجاوز أكثر من أربعة أشهر بتغيير "13" مدير أمن في مديريات المحافظة، بمقربين منه ومحسوبين على تجمع الإصلاح، فضلا عن تغيير عدد من مدراء الإدارات الأمنية في المحافظة، بل ووصل الأمر إلى تغيير مدراء أقسام شرطة في مدينة تعز وبعض المديريات، وفق خطة ممنهجة سعى من خلالها تجمع الإصلاح للسيطرة على مختلف الإدارات الأمنية في المحافظة، وحاول مدير الأمن مع المعينين الجدد في بعض الأقسام والإدارات توجيه أصحاب الشكاوي والمظالم إلى شخصيات قبلية محسوبة على الإصلاح في المحافظة بدلا من حلها، بهدف تلميع تلك الشخصيات وإظهارها كقيادات جماهيرية وإقناع الناس بها.

وفي محافظة عدن لا يزال محافظها وحيد رشيد يسعى جاهدا لتمليك حزبه – الإصلاح- الوظيفة العامة في المحافظة، ويولي العمل الحزبي اهتماما أكثر من وظيفته على رأس هرم السلطة المحلية في المحافظة.

فقد قام المحافظ رشيد بتغيير عدد من مدراء المديريات بشخصيات قيادية في حزبه أو مقربة منه، كما قام بتغيير عدد من مدراء المكاتب التنفيذية في المحافظة، ووجه بتغيير مدراء إدارات ورؤساء أقسام في بعض المكاتب التنفيذية لصالح حزبه – تجمع الإصلاح- الذي يهدف لإحكام سيطرته على المحافظة.

وفي حين أقيل السعيدي من منصبه في إدارة أمن تعز، وتم تعيينه وكيلا لمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية لأداء مهمة أخرى أنيطت به، بدأت في محافظة عدن تتعالى الأصوات الرافضة لسياسات المحافظ رشيد تمليك الوظيفة العامة لحزبه، والتي قد تطيح به، ليعين في مكان أخر لتنفيذ مهمة جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى