فضاء حر

الاعتداء على السفارة الأمريكية بصنعاء

أنتشر ليل أمس الأول على صفحات الفيس بوك دعوات للتظاهر، وهنا ينبغي أن يكون وزير الداخلية قد وجه بتشديد حماية السفارة وتأكد من بدء تطبيق اجراءات توحي بذلك.

ورغم معرفة الكثير بأن وزير الداخلية هذا محسوباً على تجمع الإصلاح ويمثله وتم ترشيحه من قبل المشترك(الإصلاح) باعتباره شجاعاً وبمستوى المسئولية؛ إلاّ أن هذا الرجل حتى يومنا هذا لم يبذل مجهوداً حقيقياً يؤدي الى استلامه لكامل مكونات المؤسسة الأمنية التابعة لوزارته، ويبدو أنه ما زال على غفلته ولا يريد الإصرار على أداء دوره باقتدار.

فعندما يصل المتظاهرون و يواجه بالحاجز الأمني اليمني وهذا الحاجز عمداً يفتح للمتظاهرين الذين بينهم غوغائيين مدفوعين ربما من ذات الجهة التي أمرت الحاجز بالسماح للمتظاهرين بالمرور دون ضمان سلامة المبنى، ثم يتم الدخول الغوغائي و الاعتداء على بوابة السفارة ومكوناتها الخارجية، وعدم استجابة الغوغائيين للمتظاهرين الذين أرادوا تسجيل موقف أخلاقي معبر عن قيم وأخلاقيات المسلم الذي أتى رسوله الكريم ليتمم مكارم الأخلاق.

لتأتي قوات الأمن التي يفترض أن تكون متواجدة لتلافي الاعتداء في الوقت المناسب، وتستمر حكاية العبث و كأنهم لا يدرون أن هناك عهداً قائماً على هذا المجتمع بحماية المبنى ومنتسبيه وأن الدين الإسلامي يأمر بالوفاء بالعهود؛ و بغض النظر عن كثير من الأخطاء والتجاوزات والانتهاكات التي تتولاها الادارة الأمريكية بالتواطؤ مع الادارة اليمنية.

أما حكاية الفلم المسيء لخاتم الأنبياء والمرسلين فلا أعتقد أنه صادر عن الخارجية الأمريكية ومن انتاجها حتى يمكن تبرير ما تم ، فهناك بلد حريات مدنية ويمكن لأي شخص أو جهة أن تدير نشاطات متقدمة تتحمل هي مسؤوليته المباشرة وليس الدولة أو المجتمع الأمريكي وقد عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية ووصفت هذا الفلم المسيء " بالمقزز ".

فهل يعني هذا الاعتداء أن الفلم منتج حسب أجندة للإدارة الأمريكية أو الشعب الأمريكي؟!

ينبغي هنا التريث وتسجيل موقف سلمي معبر ومطالبة الإدارة الأمريكية بالتحقيق حول هذه الاساءة ومعرفة الأجندة التي ورائها والخروج بإجراءات قانونية واضحة تراعي مشاعر المسلمين الذين انجرحوا وطالبوا بموقف حقيقي ، لا أولئك الذين انجرفوا ولم يظهروا من الاخلاق المحمدية شيئاً.

ينبغي هنا اجتماع رجال الدين من كل الأديان للخروج بوثيقة أخلاقية ارشادية حول هذا الصدد المتعلق بتجسيد شخصيات الأنبياء ومحدداتها، وذلك حتى لا يتطور الحقد واساليبه القبيحة إلى أبعد من التجسيد المسيء إلى ما هو أسوء في الأفلام اللاحقة المحتملة التي يمكن يتم إغراء الممثل لدور نبي ما بممارستها لاحقاً….الخ

عموماً الثوار الشباب السلميين في الربيع العربي براء مما جرى من اعتداءات ، و المعتدي ينتمي بشكل أو آخر إلى بقايا أو امتدادات الأنظمة اللعينة التي كانت الادارة الأمريكية تدعم انتهاكاتها لحقوق الإنسان حتى أنها هي شربت من نفس الكأس الذي سبق وشرب منه انصار التوجه المدني الليبرالي.

وأخيراً على عبد ربه ارغام وزير الداخلية على ممارسة مسؤولياته بإحداث تغيير جذري في قيادة وأركان ومدراء الأمن المركزي والنجدة والأمن العام..الخ.

زر الذهاب إلى الأعلى