فضاء حر

نقطة أخيرة في صفحة الُحكم البليد

تراكم التجربة الوطنية ودلالات الاحتجاج مضافة إليها مهنة الرعب والمتاعب , وتعليقه حاكم وجوقة جنرال 

اوحت لنا بضرورة مواصلة نشيد الحرية .

فما أسهل أن نصنع من أوراق الثورة قيادات زائفة ولو على عجل , ما أسهل أن نمنحهم نياشين سنوات عِجاف , سنوات كسرت ظهر وبوابة الوطن المضني والمضرج بالفوضى السياسية والروائح العفنة والنتنة 

البلد الذي تحول إلى سوق مفتوح وذخيرة حية تبتلع بها كل أمل ورغيف خبز , وهوية انتماء .

نُخبة سلطة حاكمة ونُخبة فساد مقاصل جماعية توحي بحمام نتن لا يمكن الاقتراب منه طالما ومسلسلات الإبادة والتمييز مضاف إليها أوراق الحُكم والتمثيل الرشيد والذي يسهل عليهم ابتلاع الوطن من كل الأبواب .

أن نتصفح تاريخ ناصع أو حتى رسومات استكشافية وسياسية حتى نستأنس ولو بحضورها لن نجد سوى تقاطعات بين كل ما هو حي وبين كل لوحات الفن والانتظار .

رصاصات مُصوبة نحو القلب مقابل سلاح العرَق والصبر وحُب الحياة فشتان أن تبتلعنا رهانات الحاضر الخائبة , شتان أن تقايضوا زهرة الحياة وورود المستقبل وحبات الدواء بأمل العودة للأمس بكل المسميات الثورية المُحاصرة .

حالة تحالفات دينية وسياسية وقبلية تتشكل في رِقعة شطرنج مرسومة بدم الثائر والإنسان واليمني , فتحات ضوء ونوافذ لن تُغلق تماما مادامت دموع الثكالى مُوزعة على أرصفة الشوارع الثورية .

مادام صليل السيوف يرتفع وصوت الوطن يتكسر على ضريح القبيلي صاحب الدين والمذهب والجاه العظيم سوف نظل نعلن نشيد وأعراس الحُرية والانتصار حتى تتحقق وتمنح الحاكم المُستبد وحامي الحُماة عار أبدي بما اقترفوه من جرائم الأمس واستثمروا ثورات اليوم .

لا مجال اليوم لفرض وعي وثقافة الحاكم , لا مجال لبيع قضايا الوطن المُحملة على ظهر تاريخ منسي 
لن نستريح قليلا , طويلا مادامت بروفات المد الثوري مستمرة , جُيوب الحُكم تستقوي بالضرب على وتر الوطن والثورة .

بكل جحافلهم , بكل أعلامهم , بكل أطيافهم وانتمائتهم القبلية والحزبية والدينية لن يمروا .

نسقط اليوم ونعلن في الغد نبتة جديدة ووردة جديدة على ضريح الوطن المقتول , نُسلب اليوم , نُقهر اليوم
وفي الغد سوف نعلن ميلاد الوطن الجديد .

ولتكن النُقطة الأخيرة في صفحة الُحكم البليد , حُكم القبيلة والشيخ والحزب والدين والطائفة .

أُذكركم بسلاح ثوراتنا الإنسانية الشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش :
((مازال في الدرب درب ومازال في الدرب مُتسع للرحيل)) .

زر الذهاب إلى الأعلى