فضاء حر

هل سيعير الرئيس هادي صوت هذا الرجل انتباهه؟

يمنات

الصوت الذي يتوجب على رئيس الجمهورية وعلينا جميعا الإصغاء له جيدا هو صوت أمين العاصمة عبدالقادر هلال الذي ارتفع اليوم وسط دوي الانفجارات الرهيبة في مخازن الأسلحة التابعة للفرقة الأولى مدرع مناشدا الرئيس عبدربه منصور هادي بإخراج المعسكرات من العاصمة.

الانفجارات التي استمرت … لفترة كفيلة بإظهار هشاشة التسوية السياسية القائمة واحتمال اندلاع الحرب مجددا في أية لحظة.. أصابت سكان العاصمة بالرعب وألحقت أضرارا مادية غير معروفة في الأرواح والممتلكات، في الأحياء المأهولة المحيطة بمقر الفرقة.

وقد تصرف عبدالقادر هلال اليوم كرجل دولة يتحلى بقدر من المسئولية المطلوبة منه تجاه العاصمة وسكانها الذين يقع واجب الحفاظ على حياتهم وأرواحهم على عاتقه.

وأعتقد أن الكرة باتت في ملعب الرئيس هادي الذي ينتظر منه مواطنوه في العاصمة وبقية محافظات البلاد أن يتصرف كرئيس دولة يتمتع بقدر من المسئولية المطلوبة منه تجاه مواطنيه وبلده.

لا يوجد جيش محترم يحرص على التواجد وسط الأحياء السكنية المأهولة بالمدنيين ويقوم بتخزين أسلحته على هذا النحو في قلب المدينة أو حتى على ضواحيها.

* من حائط الكاتب على الفيسبوك

وبالطبع، لا توجد دولة محترمة تسمح لجيشها ولقادته العسكريين باستمرار هذا الوضع الخطير الذي يمكن أن يتحول إلى كارثة في أية لحظة كما رأينا اليوم.

إن المناشدة التي وجهها أمين العاصمة اليوم للرئيس هادي وتمثلت في إخراج المعسكرات من مدينة صنعاء لم تعكس فقط تمتع صاحبها بحس المسئولية تجاه المدينة التي يتولى مسئولية حماية أرواح سكانها، بل عكست في الوقت نفسه أيضا احترامه لنفسه كرجل دولة.

وفي المقابل، أعتقد أن طبيعة استجابة الرئيس هادي لهذه المناشدة في الأيام القليلة القادمة ستعكس درجة شعوره بالمسئولية تجاه أرواح مواطنيه في عاصمة دولته وسائر البلد كما ستعكس في الوقت ذاته مدى احترامه لنفسه كرئيس دولة لا يقبل باستمرار هذا الوضع الخطير والمشين.

وإنني أميل الى تعليق الكثير من الآمال على هادي رغم صمته على تجاوزات كثيرين من حلفائه الذين افرطوا مؤخرا في تعمد التحدث والتصرف باعتبارهم فوق سلطته أو باعتبارهم يشاركونه الرئاسة في أحسن الأحوال.

زر الذهاب إلى الأعلى