فضاء حر

عرس ميلاد مجيد

غادرت فجأة دون سابق إنذار , دون أن أرتب نشوتي الداخلية , لم أتوقف لحظة ما للإنصات , للبُكاء , لتذكر كُل تفاصيلي الجميلة معك!

قوة الحياة وجلفها من تفرض علينا أحيانا أن نتجاوز إيقاعنا الداخلي ونمضي بسُرعة نحو اللاشيء!
تائه مازلت أنا!
أستوطنتني وسكنتي لُغاتك المفعمة بالدفيء!
فراغ يجتاح كياني , لم أستطع أن أغلق قلبي بإحكام طالما وهذا القلب مازال مفتوح على كُل الجروح , كُل الاحتمالات.
نسيت أن حياتي مُجرد ذكرى , مُجرد صرخة قابلة للتبدد في أي لحظة!!!
لم أكن أعرف وأنا أراك مره من المرات بملامحك الكُحليه ومشقُرك البلدي أنك تتهادى مداُ وجزراُ بملامح قروية جميلة , بصوت مبحوح , بذاكره أكثر صفاءُ.
كُل هذه التفاصيل لم أكن أضع لها مقياس في عوالم أشد موتا من لحظات الصفاء الجميلة!!!
كحُلم رقيق صرت أضع لهذا الهاجس اليوم حسابات دقيقة , أتماسك كي لا أقع أرضا!!!
أدركت أن كُل التفاصيل مُهمة في حضرة غيابك!!!
لم أنتصر يوما ما!
فقط أشعر الآن بقوة الهزيمة!!
نصر وهزيمة!!
جبهات مُتداخلة , فراغات في مساحات القلب الضيق!!!
بين صراع الجبهات والمساحات الضيقة أضع جُنوني بين أحرفك الغائبة , كي أمارس هوايتي في الغواية والفراغ كي تستمر أنت في فاتحة ذاكرتي القادمة , صوتي القادم , حياتي القادمة.
كـــــــــ سرعة الانتشار في مُحيطي يجتاحني أسمك كقميص بنفسجي مُتناسق , كرقعة حمراء فاقعة اللون!!!
جميل أن أرى أسمك مطر كوني يهطل على كُل حواسي لاضطجع بجانبك ولو بالخيال كي أتسع أكثر في الحُلم والتنفس.
كـــــــ قديس أجيد قراءة إنجيل الخوف , أنهمك في الترتيل , ألصق عيني في الكِتاب بشكل خادع كي أهرب من لحظات الفراغ هذه , لحظات الخوف , لحظة السُقوط.
لا إيمان ولا إنجيل أشد تأثيرا من إنجيلك!!!
فداحــــــــــــــــه يا صديقي عندما أحكي لك روايتي التي لا تنتهي معها!!!
بسُرعة كانت تقول لي توقف يا مجنون عن البُكاء!!!
كُف عن مُمارسة غوايتك في الجنون ولو للحظة!!!
لا تشعر بتأنيب الضمير!!!
فقط هي تُجيد قراءة لحظات الصمت!!!
في هذه اللحظات:
تجتاحها عذابات وشقاء الحياة 
شظف الحياة اليومي 
بُعدها وقُربها عن بيئة المُجتمع 
كُل ذلك يحدُث في لحظات الصمت هذه!!
لتُعيد إنتاج قالب إنساني جميل ينتهي بضحكة خفيفة وأحيانا مُدوية وكأنها خرجت لتوها من عرس ميلاد جديد.
من عرس ميلاد مجيد.

زر الذهاب إلى الأعلى