فضاء حر

قضيتنا وطن ومواطنة.. وليست دين وطائفة

يمنات

بدى واضحا ان القوى التقليدية التي تجعل من الدين مادة إعلامية لتسويق مشروعها السلطوي.. تتجه بالمجتمع اليمني نحو صراع ديني تستدعي من خلاله العصبية الطائفية لإدارة صراعها.. هذه القوى سواء كانت تلك التابعة لحزب الاصلاح أو التابعة للحوثيين نجدها اليوم تسعى بكل ما أوتيت من جهد وامكانيات خارجية الى إزاحة قوى الثورة الشعبية السلمية من المشهد السياسي وخاصة المدنية الديمقراطية.  فنجدها تمارس الارهاب والتكفير وتكيل التهم الباطلة تجاه القوى المدنية.

 ففي الوقت الذي نجد حزب الاصلاح يمارس الارهاب والعنف ضد شباب الثورة وقوى مدنية في صنعاء وتعز وعدن ويلصق بها التهم الباطلة مثل العفاشية والحوثية والعمالة، نجد الحوثيين في صعدة وحجة يكيلون التهم لمن يعارضهم بالعمالة لأمريكا والسعودية.. فكلا الطرفين بدى هدفهم واضحا وهو نقل طبيعة الصراع من مربعه الحقيقي الوطني الاجتماعي الطبقي إلى مربع الصراع الديني الطائفي لتتمكن هذه القوى من صياغة المستقبل السياسي والديمقراطي في اليمن وفق الاجندة الغربية الجديدة القائمة على الحيلولة دون انطلاق المجتمع اليمني إلى أفق واسع ومتطور قائم على الحرية والديمقراطية والعمل السياسي الفكري البرامجي المتطور. والعمل على تخلفه من خلال تشجيع القوى الدينية المتأسلمة وإذكاء الصراع فيما بينها بعيدا عن قضايا الشعب وهمومه وكبحا لآماله وتطلعاته الوطنية التحررية والانسانية..

وعلى هذا الاساس ووفق ماتم تجربته في العراق فإن هذه القوى تسعى ومن وراءها القوى الاقليمية والدولية الى فرض حالة صراع جديدة ومستحدثة يتبعها حالة توافق وتقاسم ومحاصصة للسلطة والوطن والشعب.. وهو ما خططت له قوى الهيمنة الدولية لأنه يتناسب مع قدرتها في أدارة هذا النوع من الصراعات وقدرتها على السيطرة عليها وصياغة حلول توافقية تلبي مصالحها ومصالح القوى الدينية الطائفية..

زر الذهاب إلى الأعلى