فضاء حر

الوحدة كإنجاز بشري هي إنسان وحياة..؟؟؟

يمنات
تنتهي قيمة أي إنجاز بشري عندما يكون سببا في إنهاء حياة وإنسانية الانسان. فيصبح هذا المنجز أداة أو وسيلة ومادة إعلامية وخطابية مستهلكة قد تخدر مؤقتا من هم بعيدين عن مكان الكارثة والضرر ولكنها لن تقنع من فقد حياته ووطنه وإنسانيته بالتخلي والتنازل عن قضيته وثورته وحياته من أجل أن يعيش ويحيا ويستوطن المجرمون وتجار الحروب ومحتلون الاوطان وزبانيتهم وخدمهم وعبيدهم..
فالوحدة ليست مطية يمتطيها المجرمين والقتلة وليست مادة إعلامية لاستعطاف الشعب وإيقاظ عصبيتهم، لتحقيق مصالح سياسية ضيقة خاصة بالجماعة أو التنظيم أو الحزب..
الوحدة ليست حرب واحتلال وقتل ودمار وتشريد وإذلال ونهب ليست عنصرية واستنقاص وإهانة ليست تابع ومتبوع وليست فرع واصل..
الوحدة كمنجز بشري هي إنسان وحياة وطن وشعب .. إخاء ومحبة وتعايش وأمان وسلام الوحدة لقاء نفوس وأرواح وعاطفة وتوحد عقول وطاقة وعمل وبناء وتنمية وتطور..
فحين تتحول الوحدة كمطية ووسيلة وخطاب تزيف يؤصل لعكس كل قيم هذا الانجاز البشري الانساني .. تنعدم حاجة الانسان له وتنتفي عنه مواصفات الانجاز ومفهوم الوحدة..
فإصرارنا بوعي أو بدون وعي على إضفاء وتكعيف مسميات وصفات ومفاهيم وقيم الوحدة هو إصرارنا في التستر على جريمة حرب ونتائجها ارتكبت ضد شعب يعيش جحيمها منذ اندلاعها..
يعني إصرارنا على تكعيفهم غصبا وقهرا أن مايعيشونه هو الجنة والنعيم، وبهذا نكون شاركنا في جرائم الحرب والقتل والاغتيالات والتشريد والنهب… الخ، وارتكبنا جرائم مضافة كتزوير مفهوم وقيم ومبادئ الوحدة كإنجاز بشري أبتكره الانسان من أجل حياة الانسان ذاته..
يجب علينا التفكير غير المنتهي عن ماهي الوحدة كإنجاز بشري انساني ؟ ولماذا الوحدة ؟ ومن أجل ماذا الوحدة ؟ وأين الانسان وحياته في الوحدة ؟….الخ .. فإما نصل إلى وبالعقل والانسان إلى حقيقة مفادها ..أن الوضع القائم والمفروض هو الوحدة..
و بهذا على ملايين الجنوبيون أن يذهبوا إلى الجحيم!! وإما وصل بنا عقلنا وتفكيرنا وإنسانيتنا إلى حقيقة مفادها أن ما هو واقع هو ليست الوحدة وهو زورا وباطلا وتهمة ألصقت بالوحدة لتحقيق مصالح عصابة القتلة والمجرمين وتجار الحروب وناهبي ثروات الشعوب وبائعي الاوطان.
هنا يلزمنا تحمل مسئولية كبيرة في توضيحنا ماهي الوحدة مفهوم وقيمة وحاجة وإبعاد عنها التهم والاباطيل الملتصقة بها .. وتحديد العصابة التي زورت وزيفت وأتهمت الوحدة..
و أصبح واجبا علينا أن نقوم بفعل ثوري يقضي ويحاكم وينهي هذه العصابة التي في الحقيقة دمرت وقتلت الوحدة وأساءات وشوهت مفهومها وقيمها..
و إما نكون غير قادرين ولا نستطيع ولسنا مستعدين في عمل أي مما سبق .. ونترك للطرف الاخر في الوحدة نترك للمقتول وللمشرد والمنهوب والمحتل والمذل والمقصي وطن وليس مواطن ولا إنسان .. نترك الشعب الجنوبي أن يقرر ماذا يريد وماذا يجب عليه أن يعمله من أجل استعادة إنسانيته وكرامته وشرفه وحقه في الحياة واستعادة وطنه ومواطنته ودولته .. فهو الشعب وهو المواطن وله وطن ودولة وهو الطرف الاخر في الوحدة وهو صاحب القضية.

زر الذهاب إلى الأعلى