أخبار وتقارير

السجينة رجاء الحكمي..امرأة دافعت عن شرفها

يمنات – الشارع

رجاء علي منصور الحكمي شابة تبلغ من العمر29عاماً, كانت تسكن في منزل والدها بقرية "البرقة" مديرية الحزم محافظة إب, هناك حدث المكروه الذي يوشك أن يقضي على حياتها.

قصتها أصبحت تحمل عنوانا واحداً: الدفاع عن الكرامة والشرف, اطلقت النار قبل عامين على شخص تسلق جدار بيتها إلى أن وصل إلى نافذة غرفتها, حاولت دفع أذاه وحمله على العودة من حيث أتى؛ لوحت بالسلاح في وجهه لتخويفه وإنزاله من نافذة منزلها, انطلقت أعيرة نارية عن طريق الخطأ.

هذا موجز قضيتها والتي أصبحت حديث الرأي العام.

 

الحادثة كما ترويها رجاء

تسرد رجاء الحكيمي الحادثة التي قد تنتهي بها على الموت على هذا النحو؛ في ليلة من الليالي اليائسة, وعند الساعة الحادية عشرة والدقيقة الخامسة والأربعين ليلاً, قبل عامين لاحظت شخصاً يدور حول منزلها, بعد أن قالت لها أختها الصغيرة إنها وجدت شخصاً جوار المنزل, فقالت لها: نامي, ليتسلق جدار البيت إلى أن وصل إلى النافذة وبدأ بقص شبك النافذة. تقول إنها كانت في المنزل مع أمها وأختها الصغيرة.

وتتابع رجاء حديثها وهي في حسرة لما يحدث لها: "عند مشاهدتي هذا الرجل قمت بأخذ السلاح(الآلي) ورميت عدة أعيرة نارية؛ لأني أعرف أن أي شخص يأتي إلى المنزل فإن الناس يهددونه بالسلاح, وهو يهرب. لم أكن أريد قتله؛ ولكن تخويفه لكي يبعد عن داري".

وتقول رجاء: "عندما شاهد الناس الرجل مقتولا كان حذاؤه خلف الحزام وبحوزته سلاحه الشخصي(المسدس) وإتريك (مصباح) ليزر والمقص الذي قص به شبك النافذة التي كان يريد أن يتسلل منها…".

رجاء قالت إن ما قامت به هو دفاع عن الشرف والكرامة والمال’ وناشدت رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومجلس القضاء الأعلى وكل الحقوقيين الوقوف إلى جانبها لتجاوز محنتها, وتقول: " إذا كان هذا هو حالي فماذا سوف يكون مستقبل اليمن؟! أيحكم على من دافعت عن شرفها بالإعدام كتكريم لها؟! أين القضاء الذي سوف يحميها ويخرجها من نكبتها؟!

 

نيابة العدين والحزم ودورها في القضية

محامي الدفاع عن المتهمة في بداية القضية وقت المحاكمة الابتدائية تطرق في الطعن الذي قدمه إلى المحكمة ردا على اتهامات نيابة العدين والحزم, للمتهمة رجاء, إلى أن نيابة العدين لم تقم بواجبها كما ينبغي, حيث أغفلت ما أسماه جرائم الجاني لانتهاك حرمة حوش منزل والد المتهمة وسكنه ليلاً, وإن كان قد استدرج المجني عليه فإن النيابة حاولت إثبات معلومات اتصال في هاتفه, إلا انها لم تجد.

وفي الطعن ايضاً مادة تقول إن نيابة العدين بعد أن القت القبض على والد رجاء بفترة قصيرة عمدت إلى التحقيق معها في السجن المركزي بالمحافظة مرة أخرى في غرفة في السجن وقبل البدء بالتحقيق معها أظهر إليها والدها عند باب غرفة التحقيق وأوهموها أنه والداها اعترف بأنه القاتل وأنه سوف يعدم إذا لم تعترف من القاتل, وهذا شكل من أشكال الضغط النفسي الشديد لانتزاع اعترافات تريدها النيابة, وهو ما أدى إلى إصابة رجاء بحالة إغماء نقلت على إثرها إلى أحد مستشفيات المحافظة, وهو أيضاً ما ورد في حيثيات الحكم الابتدائي.

وتساءل المحامي في الطعن, أن النيابة عجزت عن التفسير الفني لواقعة القتل فكيف تطلب التفسير الفني من المتهمة؟! ويقول أحد البنود وحذاؤه خلف حزام بطنه, وقيامه بقص شبك نافذة غرفة نوم المتهمة التي اطلق منها النار على المجني عليه ووجد المقص الذي كان يستخدمه لقص الشبك وهو بحوزة النيابة.

 

محكمة حزم العدين الابتدائية

وبناء على المحاضر المرفوعة من نيابة العدين والحزم والاستدلالات الجنائية والمعامل الجنائية والتحقيقات التي أجراها البحث الجنائي والنيابة وأقوال الشهود والسماع إلى أقوال المتهمة والجلسات المتداولة للمحكمة… أقرت المحكمة الابتدائية في (حزم العدين) بتعديل الوصف القانوني من القتل المعمد إلى القتل الخطأ, فحكمت بدفع دية ومقدارها مليون وستمائة ألف ريال, وتعويض أسرة المجني عليه بمبلغ وقدره ثلاثة ملايين ريال, وكذلك حبس المتهمة مدة سنتين تبدأ من تاريخ القبض عليها.

 

محكمة الاستئناف

بعد صدور الحكم الابتدائي, أعقبه بفترة حكم صادر عن محكمة الاستئناف بعد جلسات عديدة أعادت في المحكمة دارسة ملف القضية وأصدرت حكما بالإعدام بحق المتهمة رجاء الحكمي, وهو الأمر الذي أثار غضباً واسع النطاق وأعلن الكثير من الناشطين في محافظات الجمهورية تضامنهم مع المتهمة, بعد أن تناول كثير من الشباب والحقوقيين القضية على صفحات التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ونظمت وقفات تضامنية أمام النائب العام ووزارة حقوق الإنسان.

دور الحقوقيين والمجتمع المدني في القضية رغم أن القضية كل يوم تأخذ حجما واسعا وصدى لدى الكثير؛ إلا أن المنظمات في إب, وخصوصاً اتحاد نساء اليمن ولجنة المرأة بالمحافظة, لم تطلع على القضية من قريب ولا من بعيد, وكأنها لا تعلم شيئاً عن القضية.

خولة الشرفي, رئيسة لجنة المرأة بالمحافظة, في تصريح لـ"الشارع" استنكرت ما تتعرض له السجينة وعدم الأخذ بالاعتبار أنها كانت تدافع عن شرفها.

ووعدت الشرفي بالالتقاء بجميع المنظمات الحقوقية في المحافظة وتنظيم وقفات احتجاجية مع رجاء الحكمي. وطالبت الشرفي جميع منظمات المجتمع المدني بالوقوف بحزم لإنصاف المتهمة.

من جهته أشار المحامي عبد السلام راشد, من منتدى الشقائق, إلى أن هناك أسباباً قوية (لم يسمها) لصالح المتهمة, مؤكداً أنه, ومعه فريق عون قضائي مكون من عدة محامين, بصدد دراسة القضية, وأنهم توصلوا إلى ثغرات قانونية لصالحها.

وقال: إن القضية قضية رأي عام, كونها أخذت بعدا إنسانياً بامتياز. ودعا راشد جميع الحقوقيين في اليمن إلى تجنيد أنفسهم لمناصرة هذه القضية, مشيراً إلى أن هناك أطرافا تحاول عرقلة سير القضاء والضغط وتحويل العدالة المطلوبة في القضية.

زر الذهاب إلى الأعلى