فضاء حر

الفرق بين الأهداف الثورية للشباب، والمطالب الشخصية للرجعيين

من المعلوم أن للثورة أهداف، وأي ثورة في العالم لها أهداف معينة يستخلصها الثوار( شرارة الثورة الأولى)من حياة الشعب ومعاناته وتطلعاته، فتحدد الأهداف الرئيسية وتصاغ عند توفر الظروف الذاتية والموضوعية للثورة، فعلى سبيل المثال حدد شباب الثورة اليمنية 11فبراير حددوا لثورتهم أهدافا رئيسية من أهمها: إسقاط النظام الفاسد بكل رموزه ومكوناته ،

ومحاكمة كل من تلطخت أياديهم بدماء وأموال الشعب،- إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن وفق معايير علمية ووطنية يكون ولؤها لله والوطن والشعب،- إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة دولة النظام والقانون القائمة على الفيدرالية والنظام الإنتخابي القائم على القائمة النسبية، – حل كل القضايا الوطنية حلا عادلا يرضي الطرف المتضرر وأولى هذه القضايا قضيتي الجنوب وصعده، وتعويض المتضررين تعويضا عادلا،
حيث أعلنت هذه الأهداف ولقيت ثورة الشباب السلمية تأييدا شعبيا واسعا، إنظم إليها الكثير من أبناء الشعب بكل فئاته ومكوناته السياسية والإجتماعية؛
ولتحقيق هذه الأهداف التي اعتبرها البعض( من شركاء نظام علي صالح الأحمر) أنها خيالية ومستحيلة التحقق، ليس عن دراسة وتحليل منهم لمجريات الأمور والمسيرة الثورية منذ اندلعت الثورة في 11 فبراير 2011م وحتى إعلان انضمامهم للثورة في 23فبراير2011م أو بالأصح بعد مجزرة جمعة الكرامة 18 مارس 2011م،

بل كان رأيهم ذاك من منطلق أنهم هم من سيقفون أمام تحقيق هذه الأهداف وإن كلفهم الأمر إلى مواجهة الثوار والتصادم معهم؛ وهذا ما اتضح حليا عبر شعاراتهم التي كانوا يرددونها، سواء في المسيرات التي كانوا يشاركون فيها أو عبر وسائلهم الإعلامية المختلفة، فعلى سبيل المثال كانوا يرفعون شعار الشعب يريد بناء يمن جديد أو الشعب يريد إسقاط الرئيس أو الشعب يريد إسقاط العائلة؛ لكنه ونتيجة لحرص شباب الثورة على وحدة الصف الثوري وأن الوطن للجميع..

ظل الشباب يعتبون على المنضمين لثورتهم عتب بأسلوب حضاري وديمقراطي إلا أنهم كانوا يجابهون بعنف وتجريح وتخوين وإقصاء ووو..

في الوقت الذي كان الشباب يقدمون العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى في سبيل ثورتهم السلمية ظهرت على السطح وبشكل حقير المؤامرة الخليجية وما تلاها من اتفاقات بين القوى الرجعية ونظام علي صالح والذي أفظى إلى التقاسم والمحاصصة ومنح الحصانة؛

وما يثير الإشمئزاز والتقزز من أفعال هؤلاء الرجعيون أنهم يريدون أن يجيروا ثورة الشباب إلى أزمة بينهم وبين علي عبدالله صالح الأحمر وأن الإشكالية الرئيسية في البلاد هي حزمة من المطالب التي بتلبيتها تستقيم الأمور في البلاد؛ وليس أدل على ذلك إلا ما ينادون به اليوم أو ما على صوتهم به اليوم ألا وهو إسقاط بقية العائلة، ومع مرور الوقت تتكشف حقيقتهم أكثر وأكثر فالعائلة التي يطالبون بإسقاطها هاهم اليوم يحيون لهم حفلاتهم الخاصة كما حدث قبل أمس من الإحتفال بتخرج دفعة عسكرية من الأمن المركزي الذي يتولى العميد الركن يحيى محمد عبد الله صالح ـــ إبن شقيق الرئيس السابق – الحالي – الذي لم يسقط نظامه بعد ــ ،

ومن هنا يتضح الفرق بين الثوار وأهداف ثورتهم، والقوى الرجعية ومطالبهم.

زر الذهاب إلى الأعلى