أخبار وتقارير

عملية تمرد واسعة في السجن المركزي في حجة

يمنات – الشارع

شهد السجن المركزي في محافظة حجة, مغرب أمس, حالة تمرد قام بها مئات السجناء, الذين حاولوا الفرار من السجن ودخلوا في مواجهات مع جنود الحراسة, ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى من الجانبين, وفرار عدد غير معروف من السجناء.

وقال لـ"الشارع" مصدر في السجن إن السجناء قلعوا الشبك الداخلي للسجن, واشتبكوا مع الحراس الداخليين, وتمكنوا من السيطرة على بندقية احد الجنود وتبادلوا إطلاق النار مع حراسة السجن, ما أدى إلى إصابة سجينين بالرصاص الحي, فيما تقول المعلومات إن المصابين أكثر من ذلك.

وابلغ الصحيفة مصدر مطلع أن 22 شخصاً أصيبوا في عملية التمرد التي شهدها السجن, 7 منهم حالاتهم خطرة؛ غير أن مدير السجن قال للصحيفة إن المصابين ثلاثة فقط, جنديان وسجين.

وأوضح المصدر أن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع في مواجهة عملية التمرد.

وتحدثت مصادر مطابقة عن إثارة السجناء حالة من الفوضى في السجن محاولين الفرار, وهو الأمر الذي أدى إلى مواجهات سقط فيها أكثر من عشرة مصابين من الجانبين. واستخدام الجنود الرصاص الحي والهراوات, ولم يتمكنوا من السيطرة على الأمر إلا بعد تدخل قوات إضافية من الأمن المركزي وقوات النجدة.

وفيما أكد لـ "الشارع" نائب مدير امن حجة, العقيد حسين الحيفي, سقوط عدد من الجرحى في صفوف السجناء؛ قال للصحيفة الشيخ أمين القدمي, أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة, نائب المحافظ, أن هناك عددا من الجرحى في صفوف السجناء والجنود المكلفين بحراسة السجن.

وأوضح القدمي أن عشرات السجناء تمردوا, وقت صلاة مغرب أمس, وتمكنوا من قلع الشبك الخارجي للسجن, وأثناء ذلك تمكن احد السجناء من الاستيلاء على بندقية احد الجنود, وبدأ الاشتباك مع حراسة السجن.

وعن الإصابات, وما إذا كان هناك قتلى؛ أكد القدمي سقوط جرحى من الجانبين, مشيراً إلى أن عدد الضحايا لم يتضح بعد. وفي التاسعة والنصف من مساء أمس؛ قال القدمي, في اتصال أجرته معه "الشارع" إن نائب مدير الأمن ومساعديه, وقيادات الأجهزة الأمنية في المحافظة, مازالوا أمام بوابة السجن لمتابعة ما يجرى والسيطرة على الوضع هناك.

وذكر القدمي أن عشرات السجناء حاولوا الفرار من السجن, بعد أن قاموا بأعمال شغب في الداخل, احرقوا خلالها عددا من الفراشات والبطانيات.

وأكد القدمي أن الجنود أحبطوا محاولة فرار السجناء, وقال: "الوضع الآن تحت السيطرة". وأضاف: :نحن كسلطة محلية وجهنا الأجهزة الأمنية لفتح تحقيق لمعرفة ما جرى.

من جانبه,قال نائب مدير الأمن للصحيفة: "أنا الآن في طريقي إلى السجن, وسأنقل لكم ما تم عندما أتأكد من ذلك بنفسي".

وأكد مصدر عسكري للصحيفة أن " السجن شهد فوضى عارمة", وأن عددا من السجناء تمكنوا من الفرار من داخل السجن, الذي لم تتمكن قيادته من السيطرة عليه إلا بعد الاستعانة بقوات أمنية إضافية, وحتى وقت متأخر من مساء أمس, لم تتأكد "الشارع" إذا ما سقط قتلى في المواجهات التي شهدها السجن, كما لم تتمكن من معرفة عدد السجناء والجنود الذين سقطوا جرحى في هذه المواجهات.

وفي العاشرة من مساء أمس, أكد مدير السجن المركزي في حجة, العقيد يحيى الشومي, في اتصال هاتفي أجرته معه "الشارع" أن المئات من السجناء حاولوا الهروب من السجن, وقاموا بعملية فوضى, وتمكنوا من الوصول إلى الشبك الخارجي للسجن, وعندما حاول الجنود إيقافهم تمكن احد السجناء من اخذ مسدس على احد الجنود, و"آلي" على جندي آخر, وقاموا بإطلاق النار مباشرة, ما أدى إلى إصابة جنديين, فيما أصيب سجين بشظية راجعة من جدار السجن.

وأكد الشومي أن عددا من السجناء تمكنوا من الفرار, موضحا أنه لم يتم التأكد بعد من عددهم وهوياهم. وقال: "مازلنا حتى الآن نحاول السيطرة على الوضع, بسبب اندفاع المئات من السجناء واستمرار توتر الوضع في السجن, ونحن في انتظار قوة إضافية تطوق السجن, لتجنب حدوث أي عملية تمرد قادمة".

وقال: "حتى الآن لم نتمكن من معرفة عدد السجناء الذين فروا, أو معرفة الوضع الآن داخل السجن". واتهم جهات حزبية, لم يسمها, بالوقوف خلف عملية التمرد التي شهدها السجن.

وأوضح أن السجناء مضربون ومعتصمون في ساحة السجن منذ 29 ديسمبر الماضي للمطالبة بإطلاق عدد من السجناء الذين يقولون إنهم قد تجاوزوا الفترات القانونية لمحكومياتهم.

وأضاف: "كان مدير الأمن السابق يكلف عددا من الشخصيات الاجتماعية والمشايخ والوجهاء بزيارة السجناء والجلوس معهم وتهدئتهم ووعدهم بالدفع نحو نظر القضاء في قضاياهم, وكان السجناء يتجاوبون؛ لكنهم سرعان ما يتراجعون ويتنصلون من ذلك".

 وأفاد مدير السجن بأن لجنة شكلت من جهات عدة زارت السجن, في الثالث من هذا الشهر, والتقت مع عدد محدود من السجناء, وأقرت إطلاق 18 سجيناً؛ غير أن هذه اللجنة, التي شارك فيها ممثلون من النيابة, سافرت اليوم التالي, وهو الأمر الذي أثار غضب المئات من السجناء.

وقال: "كانت مطالبهم في البداية توفير فراشات وبطانيات, ونحن تواصلنا مع الأخ رئيس مصلحة السجون وتم توفير تلك المطالب؛ غير أن السجناء طالبوا بتوفير الأدوية وتم توفيرها؛ إلا أنهم صعدوا من مطالبهم". وقال العقيد الشومي إن في السجن 600 سجين.

من جانبه, قال لـ"الشارع" مدير عام أمن المحافظة, العميد عبد الملك المداني: "أرسلنا عربة مدرعة, وعشرات الأطقم, وعشرات الجنود, للسيطرة على حالة التمرد في السجن".

وأضاف: "المعلومات الأولية التي حصلنا عليها تفيد بحدوث إصابات في صفوف الجنود, وحتى الآن لم يصلني تقرير مفصل حول ما جرى, وطلبت من النائب ومدير السجن موافاتنا بتقرير يوضح ما جرى". وأفاد بأن قوات الأمن مازالت تحاول السيطرة على الوضع في السجن.

 

واتهم المحافظ, اللواء علي القيسي, ورئيس المؤتمر الشعبي العام في المحافظة, فهد دهشوش, أحزاب اللقاء المشترك بالوقوف خلف ما جرى في السجن.

زر الذهاب إلى الأعلى